حوار جنوبي جنوبي بنكهة مناطقية

علي هيثم الميسري
الخميس ، ٠٤ مايو ٢٠٢٣ الساعة ١١:٤٥ مساءً

     إنعقدت في صبيحة يوم الخميس 4 مايو الجلسة الإفتتاحية لحوار جنوبي جنوبي دعا إليه المجلس الإنتقالي ، وكان غالبية الحاضرين والمشاركين فيه يتبعون المجلس الإنتقالي الذين جـُلهم من مثلث لحج ( الضالع ويافع وردفان ) بالإضافة إلى بعض المشاركين من باقي محافظات الجنوب وهم قلة قليلة ذات تحصيل حاصل ، فيما قاطع الحوار الكثير من المكونات والشخصيات الجنوبية التي لها ثـُقل مميز في محافظات الجنوب الغنية بالثروة والتاريخ الناصع الممتد لآلاف السنين ، والمضحك في هذا الحدث أن قيادات الصف الأول في المجلس الإنتقالي الداعي لهذا الحوار لديهم مناصب قيادية وريادية في حكومة الجمهورية اليمنية ، فهم في الصباح وحدويون ويجلسون تحت راية الجمهورية اليمنية وفي المساء إنفصاليون ويحملون علم الجنوب التشطيري .

 

     أتذكر من سابق أن دعا المجلس الإنتقالي إلى حوار جنوبي جنوبي وأيضاً رفضت غالبية تلك المكونات والشخصيات الجنوبية ذلك الحوار وفشل الداعي في تلك الدعوة ولم ينعقد الحوار حينها ، أما هذه المرة يبدو أن ثمة قوى خارجية تريد ان ينعقد هذا الحوار وحتى لو كان شكلياً أو تحصيل حاصل ، وقد يكون هذا الحوار مشهد من مشاهد السيناريو المـُعـَد من قـِبـَل تلك القوى حتى تكتمل فصول المسرحية التي نشاهدها منذُ إندلاع الأزمة اليمنية ، والذي فيها المجلس الإنتقالي أحد أبطالها وله دور يقوم به منذُ تأسيسه أو بالأصح منذُ صناعته .

 

     أما إذا كان الحوار جاد وحقيقي وليس فيه إملاءات خارجية فكان ينبغي أولاً من الراعي الرسمي لهذا الحوار وهو المجلس الإنتقالي أن يغير من شكل المجلس المناطقي ، ويعمل على هيكلته بمشاركة كل أبناء محافظات الجنوب بالنسبة والتناسب ، فمحافظة حضرموت وأبين وعدن وسقطرى والمهرة مغيبة تماماً من قيادات الصف الأول ، حتى قوات الإنتقالي أفراده جـُلهم من المثلث ويكاد يخلو تماماً من هذه المحافظات ، لذلك نرى أن هذا الحوار ينتظره فشل مخزي سيسخر منه كل المراقبين والرافضين لهذا الحوار ، ومن المسلمات أن يفشل أي حوار شكله عنصري ونكهته مناطقية .  

الحجر الصحفي في زمن الحوثي