مذبحة الزكاة في صنعاء والتوظيف الحوثي

عبدالواسع الفاتكي
الخميس ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٣ الساعة ٠٣:١٧ صباحاً

 

عشرات الجوعى والمحتاجين، لقوا حتفهم في صنعاء مساء يوم  الثامن والعشرين من رمضان   ، تضاربت الروايات عن سبب هذه المأساة المروعة ، ماس كهربائي أم تدافع ناجم من الذعر والهروب من إطلاق النار من أحد الأطقم .

خمسة آلاف ريال كانت كافية ؛  ليهرول الناس وبجموع غفيرة نحوها ، لقد ضاق بهم الحال وانسدت أمامهم الأبواب ،  حفنة من نقود صارت لهم حلما كبيرا ،  لم يكن في حسبانهم أنهم ذاهبون لمغادرة الحياة ، وهم يبحثون عن النزر اليسير من المال الذي ظنوا أنه سيبقيهم على قيد الحياة .

 وجع وألم وحزن لأسر كان بينها وبين الفرح بقدوم عيد الفطر المبارك بضعة ساعات ، بينما البكاء والعويل يجوب أرجاء المنازل ، ويطوف الحارات والشوارع ،  يخرج للراحلين للثكالى والمكلومين من يحملهم مسؤولية ما جرى ،  المتحدث باسم داخلية الحوثيين عزا الكارثة ، لعدم التنسيق بينهم وبين التاجر ! هل يعني ذلك أن ما حدث نتيجة حتمية لعدم التنسيق ؟! وماذا لو تم التنسيق هل كانت ستصل الزكاة لكل تلك الأفواه الجائعة ؟ ! لم يكلف نفسه أن يسأل ، ما الذي أوصل الناس لهذا الوضع البائس ليخرجوا بتلك الأعداد الغفيرة غير آبهين بما قد يحدث لهم ؟ ! 

كالعادة يستثمر ويوظف الحوثيون أي مصيبة وجرم يرتكبوه في حق اليمنيين ؛ لارتكاب مزيد من الكوارث والجرائم ، هاهم يعزوون مذبحة الزكاة في صنعاء ؛ لعدم إشرافهم على توزيعها وتوليهم إجراءات صرفها ، متناسين أنهم أس وأساس كل ما يحدث للشعب اليمني من فقر وعوز وفاقة ، وأنهم  من أهان ملايين اليمنيين واوصلوهم لحافة الموت جوعا .

رحمة الله على الراحلين لدار البقاء وشفى الله الجرحى وألهم أسرهم وأسر المتوفين الصبر والسلوان .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي