واقعية سيادة الرئيس رشاد العليمي

علي هيثم الميسري
الثلاثاء ، ٢٨ فبراير ٢٠٢٣ الساعة ١١:٤٤ مساءً

 

 سيادة الرئيس رشاد العليمي في لقائه بصحيفة الشرق الأوسط كان واقعياً وصريحاً وواضحاً كوضوح الشمس في رابعة النهار حينما تحدث عن القضية الجنوبية ، فسيادته لم يذهب بعيداً ويقول بأن القضية إنتهى الحديث عنها أو الخوض فيها كغيره من السياسيين بل قال يؤجل النقاش فيها ليراعي مشاعر الجنوبيين الحالمين بأن القضية الجنوبية هي إستعادة دولة الجنوب المنصهرة في العام 90 مع الجمهورية العربية اليمنية ، وكان حديثه يـَنـِم أنه سياسي مخضرم توغل في السياسة وأخذت منه النسبة الأكبر في ما يكتنزه من خبرات في كافة مناحي الحياة .

     بعد تصريح سيادته أطلت علينا رؤوساً تشمئز لها الأنفس والأبدان بل ولا يستسيغها أولو الألباب من قيادات الإنتقالي وأبواقها الإعلامية ، منها من إنتقد ومنها من هاجم ومنها من ذهب وتعنتر وزبد وأرعد وهدد وتوعد سيادته بحرمانه من العودة إلى عدن وهو لا يملك حتى قوة دجاجة منتوفة الريش ، وكل ذلك حتى يقنع أولئك المتشدقين بإستعادة الدولة الجنوبية قطيعهم بأنهم لا زالوا على الوعد وبأن مسعى المجلس الإنتقالي بكل مكوناته هو الحرية والإستقلال وإعلان الجنوب دولة مستقلة ذات سيادة مع أن السيادة اليمنية بجنوبها وشمالها ذهبت أدراج الرياح وأصبحت هباءً منثورا .

     من يقرأ واقع وحقيقة المجلس الإنتقالي وخصوصاً  قياداته يجد بأنهم قد باعوا القضية الجنوبية بثمن بخس وكان الثمن هو مناصب في سلطة وحكومة الجمهورية اليمنية ، وأن القضية الجنوبية التي هي في منظور قطيعهم وهو إستعادة الدولة الجنوبية قد إنتهت ورموا بها تلك القيادات في صندوق النفايات ، بل وأن القضية الجنوبية الحقيقية التي كان عنوانها هو إعادة المظالم لكافة الجنوبيين تحت مظلة الجمهورية هي الأخرى قد إنتهت إلى غير رجعة وذلك ببركات قيادات الإنتقالي الطامعين بمناصب في دولة الجمهورية اليمنية .

     أنصار الإنتقالي أو على الأحرى قطيعه كان ينبغي عليهم أن لا يلوموا سيادة الرئيس رشاد العليمي في واقعيته وصراحته فيما يتعلق بالقضية الجنوبية حينما صرح بتأجيل النقاش حول القضية الجنوبية إلى ما بعد تحرير العاصمة صنعاء من براثن مليشيات الحوثي ، وكان ينبغي على أفراد القطيع أن يلوموا قياداتهم التي أصابت القضية الجنوبية بمقتل أو بمعنى أدق دقوا المسمار الأخير في نعش هذه القضية التي صدعت برؤوسنا منذ تاريخ صناعة المجلس الإنتقالي في العام 2017م ، ولو كان تـِلكـُمُ الأنصار لديهم ذرة من العقل لطالبوا قيادات الإنتقالي أن يقدموا إستقالاتهم من السلطة والحكومة اليمنية ليثبتوا لهم بأنهم على العهد باقون ومستميتون ، مع أنه من الأساس كان لهم أن لا يدخلوا في شراكة مع سلطة الإحتلال كما كان يحلوا لهم تسميتها ، فكيف لمجلس يحمل شعار إستعادة دولته من دولة مـُغتـَصـِبة وفي ذات الوقت يدخل في شراكة مع تلكم الدولة المـُغتـَصـِبة .. أما نحن ما عسانا إلا أن نقول : اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي