حراك صنعاء فكرة حوثية لإزاحة الحليف المؤتمر من السلطة والتفرد بها!

د. علي العسلي
الخميس ، ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٢ الساعة ٠٨:٥٨ مساءً

لا شك أن الوضع  في مناطق سيطرة الحوثي قد بلغ الغضب والحنق فيه قمته، من هذه الجماعة الإرهابية التي انتهكت كل شيء ،ولم تبقي على شيء  إلا ودمرته، الانتفاضة مستحقة منذ اول يوم وصلت هذه الجماعة للعاصمة صنعاء، ومن ادخلها هو المعني بإنهائها، حتى أن من ادخلوها اليوم يعانون اكثر من غيرهم، فهي تفعل بهم الافاعيل تقتل مشايخهم وتعتقلهم وتهينهم كل يوم_ أعني طوق صنعاء، وقبائله!  ولا شك أيضا أن عموم المواطنين ومنظماتهم المدنية قد ضاقت ذرعاً من تصرف الحوثي، وختمتها بمدونة سلوكية تقصي كل من لم يواليهم!؛ أي أن كل الفئات الشعبية باتت   مؤهلة للانتفاضة والخروج على عبودية الحوثي!  غير أن الحوثي الماكر، أدرك تجرأ الناس وارتفعت أصواتهم، ولذلك بادر الحوثي بحركة ماكرة  للمحاولة على الحفاظ  على بقائه في سلطة الأمر الواقع، ومن شدة خوفه من الأضرار التي قد يجنيها، لو تحرك الناس بعفويتهم وبحجم ظلم الحوثة لهم؛ لأنهتهم من الوجود فعلا!؛ إضافة إلى أن الدعوات للثورة على الحوثي قد أتت بالتزامن  مع ثورة شعبية ضد نظام الملالي في إيران رأس مال الحوثي الممون الكبير له على تمرده وعناده! ؛  الحوثي ربما استغل الوضع  وتململ الناس منه، فأوعز لنشطائه بالتحرك والدعوة للثورة ابتداءً من  عقب صلاة الجمعة، يوم غد؛  البعض من القيادة في الشرعية صدّق الموضوع فوجه بدعم الانتفاضة أو الثورة على الحوثي في مناطق سيطرته؛ ونسي انها لو قامت هذه الثورة وافرزت انتخابات مبكرة  كما جاء في مطالب الداعين للثورة، فإن الشرعية ذاتها سينالها غبار تلك الثورة، وستنعدم شرعيتها، بل ان الناس كانوا ولا يزالون اصلاً  ينتظرون تحرك الجيش الوطني لمناطق سيطرة الحوثي لقلعه من تلك المناطق، لا دعم منتفضين يطلبون من الحوثي إصلاحات، ففاقد الشيء لا بعطيه!  الحركة التي ستحصل ستكون تكرار لفشل حركات سبقتها؛ والمحصلة إظهار الحوثي من أنه عسر وصعب الانكسار، عسكريا أو حتى بالانتفاضات الشعبية، وبالتالي التسليم ولو على مضض بحكمه، هذه غاية يسعى لتثبيتها في المجتمع؛ أما الهدف الثاني الذي يسعى إليه هو امتصاص النقمة عليه، وثالث أهدافه إخراج حليفه المؤتمر وانها حكومة بن حبتور!؛ اي التخلص من المؤتمرين المتحالفين معه، والتفرد بالسلطة بشكل تام، طمع وجشع وايدلوجية فارسية خبيثة؛  ولذلك للمراهنين، نقول لا تراهنوا كثيرا، وأن كنا نتأمل ان تكون انتفاضة كبرى تهيئ لدخول الشرعية للمناطق المنتفضة إليها؛ وتنهي الانقلاب وتستعيد الدولة من غاصبيها!  وجمعة مباركة وتمنياتنا للضمير الوطني في صنعاء التحرك بجد!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي