.. اليمن وما يعرف بدبلوماسية القمة والاتصال؟!

د. علي العسلي
السبت ، ٠٣ ديسمبر ٢٠٢٢ الساعة ٠٣:٣٦ مساءً

.. في بعض الظروف قد يضطر المسؤول الأول باعتباره يحمل قضية!؛ أن يقبل بتجاوز البرتوكولات في سفره وحله وترحاله؛ فالأهم هو الجوهر. والجوهر هو جعل القضية اليمنية حاضرة في الداخل اليمني، وحاضرة في المحافل الدولية، ومتفهمة من قبل الدول ومسؤوليها! ورغم حجية هذا الطرح للوهلة الأولى؛ إلا أنه ليس بشكله المطلق. يمكن أن يكون ذلك في ظروف لحظية، وليس على طول الخط! ولعلمكم أن قد حدث تطور هائل وجوهري في مضمار العلاقات الدولية المعاصرة، منها؛ ما يعرف بدبلوماسية القمة والاتصال المباشر بين رئيس أو ملك أو أمير أي دولة مع قرنائه في الدول الأخرى، أو الزيارات السريعة، أو ارسال المبعوثين الخاصين، أو الزيارات الرسمية العادية، أو الزيارات الشخصية، أو الزيارات غير الرسمية وغير الشخصية. وتحاط عادة الزيارات الشخصية بالكتمان، ولكن بالرعاية والاهتمام الشخصيين من قبل المسؤول الأول في الدولة المضيفة! ومعلوم أن الزيارات الرسمية لها قواعد محددة، إذ توجه الدعوة قبل إتمامها بمدة كافية، ويترك للضيف تحديد موعدها. ثم تتخذ ترتيبات الزيارة، وإعداد برنامجها، وتشكيل الوفد المرافق للضيف، وإعداد الصيغة الأولية للبيان المشترك، وحتى نقاط الخُطب المتبادلة، وإعداد الأوسمة والنياشين، التي ستوزع خلال الزيارة. ودائما ما ترافق الضيف بعثة شرف من الدولة المضيفة! وللتذكير بالمعلومة من أن المراسم والبرتوكولات الدبلوماسية؛ تعني مجموعة المبادئ والقواعد المكتوبة وغير المكتوبة التي تنظم المعاملات في النواحي المختلفة! وتعني أساليب السلوك وأصول المجاملات؛ وتعني الاعتراف بالترتيب الهرمي!؛ إن مراسم استقبال رؤساء وملوك وامراء الدول، يتم عادة إما في المطار أو في القصور الرئاسية، حسب الترتيبات الدبلوماسية والأمنية والتقاليد المرعيّة لكل دولة!؛ نحن في اليمن يبدوا أن لدينا مشكلة في تدد الرؤساء والقادة والزعامات عند العامة قبل الرسميين، فنسمع ونقرأ عن "الرئيس" و" القائد"، لــــ(سين) من الناس، غير الرئيس وغير القائد؟!؛ والعجيب أن من يوصف بالرئيس أو القائد من قبل زبانيته يصدق انفسه فيصدر أحيانا توجيهات أو قرارات ويعمل بها من غير ذي صفة! إن التراتيب الهرمي في العموم لمسؤولي السلطة باليمن مضروب ومحتاج للإصلاح!؛ وكذا المراسم والبرتوكولات مضروبة وغير مرعيّة تماماً في الداخل أو عند الزيارات للخارج!؛ ومن كثرة الزيارات لمسؤولينا لم يعد أحداً يدري أو يفرق بين زيارة رسمية، وزيارة خاصة، وقد يتحير عندما يسمع عن تحول زيارة المسؤولين من رسمية الى خاصة ويتسأل إن كانت خاصة فلماذا يتم إعلانها؟!؛ إن السياقات المعمول بها دبلوماسيا وشرفيا ومراسيم هي مضروبة للدولة اليمنية ومسؤوليها عند زياراتهم للخارج، وللآسف لا نعرف لماذا؟؛ فلا تراعى القواعد المعمول بها عند استقبال مسؤولينا، ولا مقابلة الضيف بما يوازيه من المضيف ؟؛ ولماذا عقب كل زيارة لا نرى ولا نسمع اصدار بيانات مشتركة عن الزيارة ونتائجها بصفة رسمية ومن اعلام البلدين! ونحن كشعب ننزعج عندما نرى أي من مسؤولينا يزور أية دولة ولا يستقبل من نفس مستواه، ومن ودون عقد اجتماعات مع المسؤول الأول في البلدان التي تزار؛ ولا يشفع في هذا المقام التركيز على مسألة تفكيك اللغز اليماني المعقد وتشعباته التي باتت متجذرة من قبل مسؤولينا! مؤخراً يا الله قرأنا وتابعنا جميعا أن الرئيس رشاد العليمي قد التقى وزملائه من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي بالشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الامارات العربية المتحدة، أهي بداية الخير؟!؛ أم أنه السبب شيء أخر؟!؛ ولا يعرف بعد إن كان لقاء صدفة؟؛ أو هناك سبباً معيناً قد فرض هذا اللقاء أو الالتقاء؟؛ .. وختاماً.. يبقى أن احترام اليمنين ومسؤوليهم جزء أصيل من احترام السيادة اليمنية؛ فالجدية بأخذ القضية اليمنية حقها يبدأ من الالتزام بالبرتوكولات؛ فاذا لم يلتزم بها!؛ فمن الطبيعي ألا تكون هناك جدية في إخراج اليمن مما وضع فيه؛ وسيظل اليمن وقضيته العادلة خارج اهتمام المجتمع الدولي!؛ مطلوب من القيادة الشرعية ألا تقبل بتجاوز البرتوكولات، وبما يخالف دبلوماسية القمة، حتى تفرض الاحترام لها ولشعبها ودولتها!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي