العنصرية الطبقية والسلالية الحوثية وجهان لعملة واحدة ملاطف الحميدي أنموذجا

عبدالواسع الفاتكي
الأحد ، ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٢ الساعة ٠٩:٠٤ مساءً

 

ملاطف الحميدي شاب من صنعاء ذاع صيته في مونديال قطر لكأس العالم لكرة القدم ، ملهبا حماس الجماهير المشجعة بالطبل ، الذي على إيقاعه يرقص اليمنيون رقصة البرع المشهورة ، ينشر فيديو يوضح فيه اسمه ولقبه والمنطقة ، التي ينتمي لها ، ما يشير إلى تعرضه لتنمر إن لم تكن ضغوط ، أجبرته على أن يخرج للناس مبينا اسمه الحقيقي ولقبه ،  منزها  الآخرين من المنقصة التي يرونها لحقت بهم ! بسبب المهنة التي يزاولها ملاطف ، والتي قد تلحق بهم الدونية في نظرهم ! من قبل الفئات الاجتماعية فيكونون محل الشماتة والازدراء والتعيير .

آفات وعيوب وتناقضات المجتمع اليمني ،  والعنصرية الطبقية الضاربة في أعماقه تحت مسميات مختلفة هي محصلة أمد طويل من الحضور الشكلي للدولة  ؛ ما جعل حق المواطنة لكل اليمنيين أمرا بعيد المنال ، وهو ما يفسره التمترس والتخندق خلف الألقاب ، التي يلهث وراءها البعض لتمنحه كما يتوهم سطوة التميز على الآخرين .

يشن الكهنوت الحوثي حربا منذ ثماني سنوات على الشعب اليمني ؛  بمبرر الاصطفاء السلالي المؤيد من السماء ، ممارسا سلوكا عنصريا نازيا ، في المقابل القبائل التي تحارب تحت راية السلالة الحوثية ، تنتهج سلوكا استعلائيا على ما دونها من الفئات الاجتماعية ، التي تحترف عددا من المهن ، تتكسب من ورائها لقمة العيش الحلال .

في نظر العنصريين والطبقيين  أن تحمل بندقيتك وتقتل وتسرق وتنهب وتسطو ، فأنت شريف بن شريف طاهر من سلالة طاهرة مطهرة ، وأن تحمل لقبا يزعم أنه من سلالة المجد ، فأنت مقدس نقي ذو عز لا يرام ، ولو كنت مجرما ، آكلا السحت ، ناهيا حقوق الناس متطفلا تقتات من عرق جبين غيرك ، لا تعرف من الأخلاق إلا اسمها ، ومن القيم والمبادئ إلا شكلها .

أن تحترف مهنة تعتاش منها ، فلا تقطع طريقا ، ولا تسطو على مال عام  أو خاص ، وتعيش حياة المدنية كاسبا رزقك من عرق جبينك ، فأنت في نظر العنصريين والطبقيين في مرتبة دنيا ، في قاموسهم أنت ناقص في أدنى درجات السلم الاجتماعي .

إن الاستبداد الفاشي المتطرف الأصولي أصاب اليمنيين  منذ أمد طويل مكرسا الطبقية والبربرية ؛ ما جعل أمامنا مضمار طويل من النضال والكفاح ؛ لتحرير عقولنا من وهاد التعنصر والطبقية المقيتة  كاستحقاق إنساني ، يمنحنا قوة الإرادة في منازلة الاستعلاء الحوثي وموجبات النصر لدحض مشروعه .  

الحجر الصحفي في زمن الحوثي