السبت ، ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٢ الساعة ٠٩:٠٨ مساءً

من هو ليس في سلم الفضيلة والعطاء ولاينظر لمعاناة جيرانه لايمكن يقنعني بشيء ولا يسوق الفضيلة، ولو تجمع شيوخ الخليج والمسلمين لن يقنعوا اي انسان غربي متزن بدخول الاسلام، وهم بكروش كبيرة وعيش رفاهية مرتاحين واغنياء، واخوانهم بالجوار يموتون من الجوع والظلم والاستغلال. الموضوع سلوك نرتقي به اوانهيار قيمي، نضع هنا نقطة. والنقطة الثانية نتذكر ان العطاء هو مايقرب الانسان من الفضيلة، وليس الهدرة والنقاش، فعن الرسول قال: " سبق درهم مائة الف درهم" بمعنى ليس الكمية هي المهم، وانما مقدار العطاء للغير مما تمتلك وحتى قوله تعالي  "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة" بمعنى يقدمون المحاويج على حاجة أنفسهم ويبدءون  بالاخرين الفقراء قبلهم في حال احتياجهم إلى ذلك لم نشاهده بتعاملهم مع شعوبنا الفقيرة بصبغة سائدة وقد بينت من قبل انه فقط بالزكاة نستطيع نبني امة. وحتى وان قلنا انه لايوجد الا قليل معهم فان " أفضل الصدقة جهد المقل " كما قال رسول الله ولو كانت من وجهة نظري حتى كلمة. الاتحاد الأوروبي انتشل اوروبا الشرقية من الفقر بمشاريع وتأهيل ودعم وهم شعوب لاتربطهم ببعض اشيأء كما هو حالنا، واعطي هنا مثال رومانيا حصلت على ٢٠ مليار يورو دعم لمواجهة كورونا فقط وكرواتيا مايقارب من ٨ مليار يورو وبلغاريا ٩ مليار يورو  لمواجهة كورونا وهذا فقط في صندوق واحد كورونا. هنا تجسد العطاء دون من او أذى. 

ومختصر الموضوع نحن لنا ٨ سنوات في حرب لم اجد شيخ من شيوخ الدين في العالم الاسلامي سلط الضوء على معاناة اليمن والحرب ولا نشاط مجتمعي واحد لجمع تبرعات لليمن ولاجهود للصلح بين اهل اليمن وانما شحن وتشجيع للصراع او لقتال الفئة الاخرى لانها باغية. الامة الاسلامية كلها في اغتراب وصراع وفقر وتسلط وامراض عنصرية ومناطقية لاتتعايش مع بعضها بعض وحتى لم نقدر نقنع شيخ دين سلفي في اليمن ان الشمال والجنوب اخوة واسرة واهل وان الوحدة هي مصير لبناء امة، والان يريدون من الغربي والاجنبي يقتنع بالاسلام وهم في نهاية القائمة سلوك ومسلك. لذا الاجدر اصلاح انفسنا من الشخص الى البيت الى الشارع الى المجتمع الى بيتنا العربي وبعدها نتوسع ونتذكر قوله تعالى ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابانفسهم.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي