شكراً يا قطر.. افتخرنا بالتنظيم.. عقبى نفتخر بالكأس!

د. علي العسلي
السبت ، ١٩ نوفمبر ٢٠٢٢ الساعة ٠٨:٣٨ مساءً

شكرا قطر أميراً وحكومةً وشعباً على إقامة كأس العالم في أرضنا العربية.. شكراً لكم على هذا التميز، وهذا الابداع في الاعداد والتحضير.. وشكرا لكم على هذا الكرنفال الرياضي العالمي الجماهيري المصحوب بالتعارف الثقافي والحضاري والتراثي؛ وهنيئاً لكم هذا الإنجاز التنموي المستدام! لقد قبلتم التحدي وكنتم أهلاً له؛ فما اعتبروه فشلاً مؤكداً، ومن الخيال أو الاستحالة النجاح فيه؛ أثبتم عكس أملهم وتوقعاتهم؛ فأنجزتم وأعديتم الإعداد فوق الممتاز لكأس العالم؛ وعكستم اخلاقاً فريدة في تعاملكم مع من راهنوا على فشلكم؛ والذين حاولوا التشكيك والتشويه بأحقيتكم بهذا الإنجاز العالمي المهم!؛ والذي بدهائكم وخبرتكم وحبكم للرياضة، ولإنفاقكم بسخاء، لتشييد البنى التحتية؛ نلتم النجاح وبشهادة من شككوا قبل الأخرين؛ فالف الف مبروك لقطر التي استطاعت أن تأتي بكأس العالم إلى منطقتنا وأمتنا العربية، ولأول مرّة في تاريخ تنظيم المونديال.. مباركتنا وتهانينا لكم ولامتنا العربية من المحيط الى الخليج! شكراً لكأس العالم أيضاً أن أبعد الأذية عن قطر، أو منعها من القيام بتنفيذ رؤيتها في التنمية المستدامة بحجج واهية من قبل الغرب؛ فتم تنفيذ الخطة في وقت قياسي؛ شكراً لكأس العالم الذي كان حامياً من المعرقلين، ودفعاً قويا للهمم القطرية؛ فتحقق ما تحقق والحمد لله من دون تدخلات أو إعاقات؟!؛ قطر خططت ونفذت وابدعت نسخة استثنائية لكأس العالم؛ وكلنا على ثقة ونتوقع أن تكون أفضل بكثير من كل النسخ السابقة!؛ شكراً لك يا قطر أن أنجازك هذا الذي يشاهده العالم اليوم في ربوعك، ليس صدفة؛ فالصدف لا تصنع أوطاناً ولا انجازاً ولا تميزاً وتفرداً، إنما كل ذلك حصل بالتخطيط الدقيق، وبالإرادة الفولاذية، وبالعلم وتوظيف الفرص، فاستطعتم تحويل نقاط الضعف إلى نقاط قوة، وكان لكم ذلك بامتياز واقتدار!! شكراً لك قطر أن كل فعل قمت به له اهداف ورسائل عدة ثقافية وحضارية وتحديثية مع الحفاظ والتمسك بالتقاليد والتراث؛ ولكن بثوب الحداثة!؛لقد استفدتم من بيئتكم وبيئة أمتكم الغنية بالصور الجمالية والحضارية والفلكلورية؛ فجسدتم كل ذلك على الأرض في لوحات فنية جدا رائعة؛ بفن معماري حداثي فريد، تهانينا للنجاح والابداع، لقد اظهرتم عاداتكم وتقاليدكم وموانيكم وبحاركم وتجارتكم وتراثكم بماركة قطرية عربية اصيلة؛ والتي من خلالها سيتعرف العالم علينا وعلى مجتمعاتنا وعلى حضارتنا؛ ومن أننا مسالمين ولسنا بيئة للإرهاب كما صُورنا!؛ شكراً لك يا قطر على قدرتك المميزة؛ عندما كسرتي عقدة الأجنبي وتميزه وهيبته، ونحن فقط مستمعين متمتعين؛ فجعلتمونا نصنع الاحداث ونجعل الاخرين يندهشون ويستمتعون لما صنعناه!؛ شكراً لكم نجاحكم في تغيير أنماط وأفكار ومعتقدات الغرب تجاه منطقتنا!؛ وشكراً لتنظيمكم الذي أبهر العالم؛ وعقبى أن نشاركم الفرحة بحصولكم على الكأس في الثامن عشر من ديسمبر 2022!؛ لتسجل قطر تاريخاً في كسر الاحتكار للاستضافات وفي احتكار الفوز ايضاً بكأس العالم؛ فمن يدري نتمنى أن يتحقق ذلك!! غدا 20 نوفمبر 2022 هو يوم مميز في التاريخ، فيه ستنطلق مباريات كأس العالم، والبداية بفريق المستضيف مع نظيره الإكوادوري، نتمنى الفوز لقطر الشقيق في هذه المباراة!!  قطر ناضلت للحصول على استضافة كأس العالم ليس من أجلها فحسب، وانما كذلك نيابة عن الأمة العربية؛ فلولا الجهد والاقناع والمثابرة وتقديم الحجج والبراهين؛ ما كانت قطر لتحصل على الاستضافة!؛ ولما كنا نفتخر اليوم بأن نقود هذا الحدث الرياضي العالمي في منطقتنا العربية وبتميز!! بدأ العد التنازلي لرؤية العالم لنا؛ فمن يوم غد أعتقد سيتغير العالم وتوجهاته وقناعاته تجاه مجتمعنا العربي بفضل من الله، وبفضل جهود قطر الرائعة! إن حصول قطر على الاستضافة لكأس العالم؛ هو فتح كل شيء لنا،  كان محرماً او ممنوعاً على دولنا ومجتمعاتنا؛ قطر فتحت باباً كان مغلقاً ومحتكراً، قطر من خلال باب الرياضة فتحت عقول وافئدة العالم للتعرف على سلوكنا وبيئتنا وثقافتنا؛ قطر سباقة ليس في الرياضة فقط؛ وانما بالتزامن معها؛ هناك تميز ثقافي  أيضا عربي وعالمي، فالعمران والبنى الجميع يشاهدها من خلال مباريات كأس العالم؛ والملاعب شاهدة على التميز، وبالنسبة للثقافة فانظروا للجوائز المقدمة من قطر " كاترا للرواية العربية" هي الآن في دورتها الثامنة 2022؛ وتابعوا جائزة الشيخ حمد للترجمة الأعلى قيمة في مجال ترجمة علوم المعارف الإنسانية العالمية الى العربية في نسختها السابعة 2022م. ومكتبتها الوطنية هي الاحدث من بين المكتبات، والاضخم من حيث عدد الكتب في المنطقة العربية..  افتخارنا بك لا حدود له يا قطر على التنظيم، وحسن استقبال الجماهير، وتجميل الشوارع بآيات من القرآن الكريم وبأحاديث رسول الله (ص)؛ أختم متمنياً فعلاً أن يكون الكأس قطرياً تكريماً لهم على روعة التنظيم، واستحقاقاً لفريقهم الذي ارجوا أن يكون متميزاً كما كل شيء أصبح متميزاً في قطر؛ أيها الفريق "العنابي" اجتهد؛ كي نفرح جميعنا بحصولكم على كأس العالم بإذنه تعالى!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي