شتان ما "بين" مناسبة بحجم 14 أكتوبر و ما "بين" مقال للرئيس وخطاب لانفصالي في ذكراها!

د. علي العسلي
الاثنين ، ١٧ اكتوبر ٢٠٢٢ الساعة ١١:٢٨ مساءً

شتان ما "بين" مناسبة لثورة مباركة خالدة؛ تتطلب من المسؤول اليمني الأول الاحتفاء وإلقاء خطاب يليق بذكراها في كل عام؛ لكن هذا العام تخلّفت القيادة الجديدة عن فعل ذلك؛ واقتصر احتفاء الرئيس العليمي على مقال منشور له، سرعان ما جاء الرد عليه بخطاب مضاد له من قبل عضو مجلس القيادة الرئاسي "الزبيدي".. إن اهداف ثورة14 أكتوبر هي: "التحرر من الاستعمار وتحقيق الاستقلال الوطني الناجز غير المشروط. توحيد السلطنات والمشيخات في دولة واحدة. تحقيق الوحدة اليمنية.. الأهداف لا تزال "حية متحركة" ويناضل شعبنا من أجلها ويسعى لعدم السماح بالارتداد عنها وفاءًا لنضال الشهداء الميامين! وشتان ما "بين" الاحتفاء بثورة ١٤ أكتوبر وما "بين" الاقتصار على مقال للرئيس بالمناسبة، والذي كان تحت عنوان:" أكتوبر الخالدة"؛ فلقد تحدث العليمي في الذكرى التاسعة والخمسين لثورة 14 أكتوبر المجيدة، بشكل مختصر وموجز؛ حيث قال:" أتوجه باسمي وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي بأخلص التهاني للشعب اليمني العظيم، ولأبطال قواتنا المسلحة والأمن الميامين، حيث صنع قادتنا الأوائل في مثل هذا اليوم الإنجاز"! خطاب وحدوي جامع يعبر عنه، وعن أعضاء مجلس القيادة الرئاسي؛ وقال انه: "يشعر  بالفخر والاعتزاز بالالتفاف الشعبي العريض حول النظام الجمهوري، والإخلاص لمبادئه وقادته الملهمين الذي نثق أنه سيزهر نصرا مؤزرا في مواجهة الإمامة الجديدة، واستعادة مؤسسات الدولة والدفاع عن هوية شعبنا وبلدنا، وتاريخه العريق"!؛ ومع ذلك فشتان أيضا ما "بين" حديثه، و حديث اللواء (عيدروس الزبيدي) فالفرق كان كبيراً، حديثان متعاكسان، وعتابنا على الأخ رئيس مجلس القيادة الرئاسي بعدم الإدلاء بخطاب متلفز ليلة الرابع عشر من أكتوبر هذا العام، ونتمنى ان يعوض ذلك في ذكرى 30 نوفمبر القادم؛ أو كما قال (الهتار)، كان المفروض على الأقل اصدار بيان يعبر عن المناسبة؛ حيث وصف القاضي العلامة (حمود الهتار) في صفحته على الفيس بوك، عدم فعل ذلك بالفضيحة الكبرى ؛ نعم! أي عجز عند مجلس القيادة الرئاسي وهو لا يستطيع أن يعبر عن ثورة شعب بذكراها الــ٥٩!؛.. وبدلاً من عمل بيان واحد باسم مجلس القيادة الرئاسي؛ فقد لجأ الرئيس  "العليمي" للمتاح له، فعبر عن المناسبة كما اسلفنا؛ لكن الحسرة  والحزن ان يوجد مناكفات في مثل هكذا مناسبات، ولثوابت وطنية كبرى؛ وهذا التراجع المخزي، باهتمام القيادة السياسية بثورات سبتمبر واكتوبر معيب جداً، لم يكتفى بما عبرّ عنه الرئيس باسم الجميع، حيث هنأ الشعب اليمني بالمناسبة باسمه وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي؛ لم يقتنع الزبيدي بما عبر عنه العليمي؛ فرأينا التفرد للأخ الزبيدي بخطاب حنان طنان لشعب الجنوب الحر.. ألا يحق أن نسأل الرئيس عن الموقف المفترض على خطاب الزبيدي الانفصالي؟!؛ فلقد القى ( الزبيدي)، في وحي المناسبة خطاباً لشعب الجنوب وليس للشعب اليمني، وأكد على ان الاستقلال في 30 نوفمبر قد توج بقيام الدولة الجنوبية الفتيّة، وقال انها نالت عضوية كاملة في الأمم المتحدة وكافة الهيئات الإقليمية والدولية.. وكأنه يقول أنه لا تزال إمكانية الرجوع الى الدولة تلك امراً ممكناً؛ وتناسى أن العالم الذي اعترف باستقلال الجنوب قد بارك الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية المعترف بها حالياً في الأمم المتحدة وكافة الهيئات والمحافل الدولية؛ وتعتبر الوحدة اليمنية هي من أهم اهداف ثورة 14 أكتوبر المجيدة ؛ غير أنه اعتبر أن تحقيق هذا الهدف في 22 مايو 90 ؛ مؤمرة واختراق، وسمى ذلك غدراً، باسم الوحدة!؛ ثم أردف قائلا هاهم أبناء وأحفاد أبطال أكتوبر 1963م، يخوضون اليوم ثورة متجددة _يقصد الانتقالي_ أعادت لشعبنا حريته، وما زالت تخط طريقها بقوة وثبات وإصرار نحو استكمال أهداف هذه الثورة٠، حين تتوج باستعادة وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة، على حدود 21 مايو 1990م من المهرة إلى باب المندب! ما هذا يا سيادة الرئيس العليمي من كلام؟!؛ وهل مجلس القيادة راضٍ عن هذا الخطاب الانفصالي من شخص، هو عضو قيادي في مجلس القيادة الرئاسي للجمهورية اليمنية؟ وهل ينبغي السكوت عن ذلك حتى دون أن يلام او تصدر بيانات تدينه من قبل الأعضاء الاخرين؟؟.. هذا الكلام أتركه بمعيّة السبعة الاخرين ومن ورائهم التحالف العربي!! متمنيا إذا أردنا انهاء انقلاب الحوثي ومشروعه، توحيد الخطاب أولاً، لدى مجلس القيادة الرئاسي! وعلى التحالف لجم الخطاب الشاذ في صف بعض رموز الشرعية الذي  يقوي الحوثي فقط!؛ وعليه أيضاً ان يضع حداً لمن يتقول باسمه، حيث يستخدم الزبيدي كثيراً السعودية والامارات في خطاباته بأنها تدعم توجهه ومشروعه؛ ففي خطابه الأحدث في 14 من أكتوبر  الحالي، قال: " إن شعبنا الجنوبي وقواته المسلحة الباسلة وبدعم سخي غير محدود من الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، تدعم جيش الجنوب لمحاربة الحوثي الطامع بمصالح شعب الجنوب والتنظيمات الإرهابية " تنظيمات القاعدة وداعش وأنصار الشريعة "، وما شابه ذلك!؛  فالتحالف المفروض أنه يدعم حكومة الجمهورية اليمنية بهذا الموضوع، وليس القوات المسلحة الجنوبية! فهل التحالف العربي يدعم هذا الجيش للانفصال؟ مطلوب الرد على مثل هكذا تخرصات؟!؛ ثم ينتقل الزبيدي ليوكد أن موقف المجلس الانتقالي الجنوبي ومجلس القيادة الرئاسي واحد ، وواضح وجلي من السلام ووقف الحرب التي أطلقتها ميليشيات الحوثي، وكأنه يعترف بالوضع القائم؛ ويقول "وهو موقف يستند إلى الرغبة الحقيقية في السلام العادل والرافض لفكرة الهيمنة والاستعلاء والإضرار بمصالح ومكتسبات شعبنا.. يقصد الشعب في الجنوب؛ وهو يعني... وقفوا الحرب يا حوثة وروحوا لكم عن جنوبنا  فهل هذا هو موقف مجلس القيادة الرئاسي؟؛ أي هل موقف المجلس يتطابق مع رؤية المجلس الانتقالي الجنوبي، في استعادة وبناء دولة الجنوب القوية والعادلة المرتبطة بشكل أساسي بتعزيز وتقوية النسيج الجنوبي الداخلي كما قال، وهناك كلام أيضا اخر وظفه الزبيدي لخدمة مشروعه الانفصالي وبخاصة لقاءاته مع التحالف العربي الذي يستدعي منهم الرد على ما جاء في الخطاب بما يخص الإشارة اليهم!؛  أخيرا ..افتونا يا أعضاء مجلس القيادة و يا تحالف عربي ماذا أنتم قائلون لمغالطات الزبيدي؟ وكيف ستردون على مفردات خطابه، الذي وجهه في الذكرى التاسعة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر ؟! نقول لكم جميعاً شتان ما بين ثورة أكتوبر واهدافها وكفاح احرارها؛ وبين ما يقوم به المجلس الانتقالي ورئيسه!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي