"الأعوج " يحتاج للكيْ لا استرضاء!

د. علي العسلي
السبت ، ٠١ اكتوبر ٢٠٢٢ الساعة ٠٩:٥٠ مساءً

غدا تنتهي الهدنة الثالثة، ولغاية الآن غير واضح موافقة الحوثي لتمديدها وتوسيعها، وكل التصريحات العمانية والبريطانية والأمريكية حريصة على استمراها؛ والبريطانيون بالذات طالبوا الحوثي بالانخراط فيها، مما يدل على عدم موافقتهم لحد الساعةَ! ترى لماذا يتردد الحوثي في القبول؟؛ علما بأن مقترح المبعوث الأممي السيد " هانس جرودنبرغ" هو صياغة ورغبة حوثية، ومكتوب باسمه كمحلل، فهل إذاً سرعة الحكومة على الموافقة لما يطرحه المبعوث يجعل الحوثي يتردد؟!؛ فالحكومة دأبت على الموافقة على بنود الهدن العوجاء غير المنفذة من قبل الحوثي، ومن أهمها فتح طرق تعز والمحافظات الأخرى، هذا البند الوحيد مطلوب من الحوثي ولم ينفذه؛ أما باقي البنود فكلها على الحكومة ومنفذة كلها مائة بالمائة!؛  فماذا يريد الحوثي بعد؟!؛ وما الذي عاد به السيد المبعوث الاممي من زيارته للعاصمة صنعاء؟!؛ بحسب أخر تصريح رسمي للحكومة هو استلامها لمقترح محدث من قبل المبعوث؛ يبدوا أن مضمونه هو ما عاد به المبعوث من صنعاء؟؟! ومن صرح باسم الحكومة لم يوضح ما التغيرات التي طرأت على المقترح السابق والتي كانت قد وافقت عليه الحكومة!؛ غير انها قالت انها تدرس المقترح المحدث بكل إيجابية ومرونة؛ مما يدّل على القبول؟!؛  لكن الجميع يتحدث عن صعوبة حقيقية في استمرار الهدنة او توسيعها من قبل الحوثة، وربما الحرب ستعود من جديد!؛ فهل الرغبة بالحرب خدمة للإيرانيين الذين يعانون اوضاعا صعبة في الداخل الإيراني؟!؛ أم أن الشهية الحوثية انفتحت أكثر بالموافقات المتوالية للحكومة، ليشترطو شروط أخرى بعد أن ضمنوا تحقيق الشروط الأولى؟؛ أم ماذا؟! وأعجب ما يُسمع من أن الحكومة قد تلقت مقترحا محدثاً من المبعوث الأممي مساء اليوم، ومن انها تدرسه بإيجابية!؛ و يا ليتها امتلكت الشجاعة السياسية والأدبية وقالت أنها شروط الحوثي الجديدة تدرسها لترى ان كانت متوافقة مع تحقيق منافع للمواطنين أم لا؟!؛ هذا وكانت مسودة المقترح السابق لبنود الهدنة قبل التحديث الآتي: "تجديد الهدنة من2 أكتوبر (يوم غد)، ولمدة ستة أشهر إضافية. توسيع بنود الهدنة، لتشمل، استمرار وقف كل العمليات العسكرية برا وبحرا وجوا وصرف ‎مرتبات موظفي القطاع العام، وإضافة (5) وجهات جديدة إلى مطار صنعاء منها ‎ الهند و ‎مسقط؛ إلى جانب كلا من عمّان، والقاهرة. كما تتضمن البنود فتح كامل لميناء الحديدة أمام سفن المشتقات النفطية، وفتح بعض الطرق الفرعية في تعز..  اريد أن أعلق على تسليم رواتب الموظفين؛ فأقول إن كان سيكتب للهدنة التمديد والتوسيع؛ فينبغي أن يكون دفع الرواتب بالدولار وبالسعر الرسمي لشهر 12 من العام 2014م؛ مع التعهد بدفع المرتبات السابقة، أي لجدولتها، ونسب زيادة في الراتب بما يكافئ نسبة التضخم في كل سنة وإطلاق العلاوات والتسويات!؛ يقال في هذا البند ان قطر دخلت على الخط لتكون الضامنة لدفع الرواتب نسأل الله ان يكون هذا الخبر صحيحاً!! الدول الراعية لليمن تأسف لعدم قبول الحوثي باستمرار الهدنة ليستفيد الشعب اليمني منها؛ عليكم ان اردتم أن يستفيد اليمنيون ألا تأسفوا؛ بل عليكم  ان تنهوا الحالة الشاذة في اليمن وهو الانقلاب واغتصاب المدن ومؤسساتها؛ ولن يتأتى ذلك إلا إذا لوحتم بالكي، فالحديد المعوج النار تعدله، فما بالكم بالحوثي الأشد اعوجاجا؛ فقليل من النار يعدله، اقصد التلويح باستخدام القوة ضده، يكفي لتعديله! أما الأمم المتحدة ومبعوثها فقد اثبتوا بما لا يدع مجالاً للشك من انهم يتبنون كلياً مواقف وطلبات الحوثي، واستمرار تدليله؛ ولا أمل مرجواً منهم!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي