ويحمل مسؤولية ما يجري باليمن اليوم ثمانية!

د. علي العسلي
السبت ، ٢٧ أغسطس ٢٠٢٢ الساعة ٠٣:٣٩ مساءً

.. غياب الرئيس ومجلس القيادة الرئاسي فيما يجري على الأرض من اقتتال وسيطرة للانتقالي على محافظات الجنوب أمر معيب!؛ لا اجتماعات، ولا توجيهات، ولا قرارات، ولا تحميل مسؤوليات، ولا إحالات؛ بل أحدهم يُمارس إطلاق عمليات عسكرية بالضد من رغبة القائد الأعلى للقوات المسلحة، بل ولا يأبه بتوجيه إيقافها!؛ أليس هذا أقل تقدير تمرداً؛ إنما في واقع الحال انقلاباً على طريق الانفصال! 

التاريخ لا يرحم.. أنتم ثمانية تحكمون اليوم اليمن؛ اليمن الذي تحمّل فوق أرضيها ما يزيد عن الثلاثين مليون نسمة، وجلهم ينشدون حلّ خلافاتكم وتناقضاتكم، بل إنهم يريدون منكم صدق التوجه لإخراجه من المستنقع الذي وضع فيه من قبل اعداؤه لا فتح الله عليهم بخير!؛ أنتم اليوم بسكوتكم عمّا يجري فإنكم تشرعنون انفصاله وتشظيه!؛ 

.. كلكم مسؤولين ومحاسبين.. وتاريخكم النضالي والسياسي في المحك!؛ أوقفوا مهازل الاقتتال البيني، والاعتداء على المنشآت والطرقات، والسيطرة الأحادية على المحافظات.. ألجموا التشكيلات المسلحة، وادعاء كل منها بأنها هي من تمثل القوات المسلحة للقيادة الشرعية! ومن أنها هي من تنفذ توجيهات مجلس القيادة الرئاسية؛ ورئيس مجلس القيادة الرئاسي عند بعضها هو رئيس القوات المسلحة الجنوبية - غير القانونية-، طبعاً؛ المقصود اللواء عيدروس الزبيدي! عالجوا هذه الازدواجية، وانتبهوا جيداً لخطورتها آنياً ومستقبلاً؛ إن بقيت محافظة على هيئتها الحالية، دون هيكلة في الجيش الوطني!! 

أيام مرّت والوضع على الأرض يتصاعد؛ وواحد من الثمانية نراه في عدن يلتقي ويوجه بتحريك ما يسمى بالجيش الجنوبي، ويطلق عمليات باسم "سهام الشرق"، لمكافحة التنظيمات الإرهابية ومعسكراتها في ابين.. وعندهم هذه التنظيمات هي الجيش الوطني، المهم الرجل يأمر ويستقبل ويوجه ويستلم تقارير من اللجنة الأمنية والعسكرية نيابة عن رئيس المجلس، وهو واضع نفسه طرف، ويا ليته يُمارس مهامه كمسؤول في الدولة الشرعية ويكون حَكَم تجاه التشكيلات على الأرض!؛ وسمنا في الأزمنة الأخيرة من الزنقلات في تسريبات لتبني ابن الرئيس الأسبق وزيراً للخارجية.. استقطاب وتسابق على تبني الشخصيات.. لعب على المكشوف؛

 والثاني في مأرب الله يعلم ماذا يعمل؟؛ وبما يفكر؟؟ وكيف سيواجه استهدف مأرب غدا؟ وهوا يرى ما يجري من تغول ضد المحافظات المجاورة من قبل بعض شركاء الشرعية الجدد؟!   والثالث في الساحل الغربي جالس يكشف خلايا الحوثي المقبوض عليها، لديهم، والتي تقوم بتهريب السلاح الإيراني، وهمه فقط هو كيف يرث المؤتمر؛ فهو منهمك في تأطير برلمانيو المؤتمر الشعبي العام وكوادره لحساب تشكيله السياسي الجديد على حساب المؤتمر الشعبي العام؛ حيث كان قد ضم إلى مكتبه السياسي الذي شكله، أكثر من عشرين نائباً من أعضاء المؤتمر الشعبي العام، وتم سحبهم للمخا من عدن، وافتتح عديد المكاتب بالمحافظات وفي المقدمة تعز!؛ 

والرابع رأينا صورة له في العاصمة الأردنية عمّان مع الشيخ صادق الأحمر أثناء زيارته له، والاطمئنان على صحة الشيخ شفاه الله! 

والخامس رأينا له صورة مع رئيس الوزراء في القاهرة! بعد أن عُيّن بدله محافظاً، وقائد للمنطقة التي كان يقودها!   والسادس قيل إنه قدم استقالته احتجاجاً على أحداث شبوة وطار للرياض، لكن الاستقالة رفضت.. ورأينا تناول النشطاء لصوره مع جمع من القيادة السابقة والحالية في عرس قريبه في الرياض!  والسابع قواته تتقدم على الأرض وربما قد وصلت المكلا والعبر عند نشر هذا المقال! كان شعاره وتصرفه وحدويا حتى أحداث شبوة، ناطق الانتقالي يقول ان تلك التحركات جاءت تنفيذا لتوجيهات مجلس القيادة، وقد نفذت المهام المحددة دون تجاوز؛ والله اعلم بصدقه، إذ ان اللجنة الأمنية والعسكرية لها رأي مغاير، فقد طلبت من العمالقة ودفاع شبوة عدم التحرك باتجاه المنشآت واتجاه العبر؛ وإطلاق ما تم اعتقالهم من حماية المنشآت، وترك حماية المنشآت تقوم بواجبها! 

 والثامن الرئيس.. خرج يبحث عن حل المشكلات الاقتصادية والامنية والعسكرية وينشد التزام الأطراف بتنفيذ الاصلاحات؛ للآسف خرج ولم يعد!؛ وهو في الخارج، هناك عضو متواجد على الأرض يمارس تجاوزات، كأنه الرئيس، وقد أطلق عملية مؤخراً أسماها؛ سهام الشرق؛ فما ان كان من الرئيس إلا أن يوجهه بتاريخ ٢٢/8/2022 له وللجهات المعنية الأخرى بإيقاف تلك العملية في أبين غير ان توجيهه لم يلقى تنفيذا على الأرض بعد؛ وأخر طلة الرئيس كانت مع السفير الأمريكي في  جناحه الخاص بالرياض، وقبلها بكم يوم التقى بقيادة الإصلاح كما كتب الصحفي عادل الأحمدي، الذي أشاد باللقاء، وقال أنه كان لقاء الكبار!! 

.. هذا وضع الثمانية.. انتهت الاجتماعات لا بالحضور ولا عبر الزوم؛ والبلد بحاجة ماسة لظهورهم متفقين متجانسين متخذين قرارات توافقية! فالمسؤولية عليهم تق في المرتبة الأولى حول ما يجري في اليمن؛ ويشاركهم قطعاً في المسؤولية الدولتان البارزتان الداعمتان لمجلس القيادة، هما؛ المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية، فالإمارات هي المسؤولة ابتداءً عن تشكيل الجيوش الخارجة عن القانون وتسليحها، وتستطيع باتصال إيقاف جميع تحركهم؛ وكلا الدولتان ضامنتان لتنفيذ مضمون إعلان نقل السلطة وإنجاحه؛ حيث إنجاح مجلس القيادة الرئاسي بالمخرج الذي وضل انهاء الازمة وإقامة سلام هو نجاح لمنظومة دول مجلس التعاون الخليجي الفاعل المؤثر في ذلك.. المهم قيل ان الرئيس قام مؤخرا بزيارة خاصة للإمارات والسعودية؟؟؛ لتعرفوا فقط كم هو الحمل الثقيل على الرئيس، سبعة كل واحد باتجاه، وثلاثين مليون حالتهم حالة، ومصاعب وتحديات ومعوقات شتى؛ تواجهه لإتمام عملية استرجاع الدولة وهيبتها وفرض احترامها!

ثقوا وعووا أن المسؤولية تقع عليكم الثمانية جميعا بما يجري في مناطق سيطرة الشرعية، اما الحملة فقط على رئيس مجلس القيادة لوحده حرام! كل الذي يجري يدّل على فشل الثمانية في تنفيذ بنود إعلان نقل السلطة ومواده؛ خاصة توحيد القوات المسلحة وتحريكها الى الجبهات لمواجهة للحوثي؛ ولا زال الوقت متسعاً لتحقيق ذلك، على مجلس القيادة الرئاسي سرعة الالتئام، واتخاذ قرارات ضد من توصلت اللجنة الأمنية والعسكرية بأنهم مخالفين للقرارات الرئاسية واحالتهم للتحقيق ولجان التأديب! واتخاذ قرارات توحيد الجيوش والعمل على تحريكها بدل القفز من محافظة لأخرى؛ أن يتجهوا لجبهة كرش، وجبهة الساحل الغربي، وجبهة البيضاء، وجبهة مارب؛ فأنتم على بعد كم يوم من انتهاء الهدنة الثالثة، في ظل تهديد حوثي باستهداف منشآت بلحاف النفطية كهدف أول في بنك أهدافه القادمة!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي