الحكومة تفرمل المسار السريع

عبدالحميد المساجدي
الجمعة ، ٠٨ يوليو ٢٠٢٢ الساعة ٠٢:٢٥ صباحاً

تشهد التوجهات الجادة للمجلس الرئاسي لإنقاذ اليمن واخراجه من أوضاعه الاقتصادية الصعيبة تحديا كبيرا يتمثل في تعاطي الحكومة مع ملفات عامة بسلبية وعجز وبطئ شديد وكأن البلاد تعيش فترة رخاء في اوضاع طبيعية وليست حكومة بلد يشهد اكبر كارثة إنسانية. 

 

يؤكد مراقبون وجود فجوة كبيرة بين النشاط والتحرك الجاد للمجلس القيادة الرئاسي لاحداث دفعة نمو اقتصادي وبين الجمود الحكومي وتقمص دور السلحفاة والمضي بنفس وتيرة الاستهتار التي كانت قبل الإصلاحات السياسية التي انبثقت عن مشاورات الرياض. 

 

بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي وتعهد الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بثلاثة مليارات دولار كوديعة ومشاريع تنموية ودعم لاستيراد الوقود انتظر الجميع أن تتلقف الحكومة هذا الاعلان بإعداد الخطط والاستراتيجيات المزمنة ودراسات الجدوى وآليات استيعاب الدعم ومصفوفة إصلاحات غير ان الذي حصل كان فضيحة وكارثة حيث ماطلت الحكومة في انجاز اي من الإصلاحات المطلوبة كما لم تقدم اي دراسة للمشاريع التنموية المطلوب تمويلة أضف إلى ذلك كانت عاجزة وغير قادرة على اقناع اي طرف من الشركاء بأن هذه الحكومة تستاهل وتستحق الدعم وهي في ذلك تفوت فرصة كبيرة فرصة وقوف الأشقاء معنا في هذه الظروف الصعبة والاستثنائية. 

 

وبعد أن تأكد العجز الواضح الذي لا لبس فيه للحكومة وعدم قدرتها على تلبية الحد الأدنى من المتطلبات والشروط التى وضعها صندوق النقد العربي، تدخل رئيس مجلس القيادة لدى الجانب السعودي لاقناعهم بإستثناء اليمن من بعض الشروط والمتطلبات وتحويل جزء من الدعم المعلن لتلافي اي تدهور محتمل للاوضاع نتيجة شلل في منظومة الكهرباء وتردي الخدمات واستمرار انهيار العملة الوطنية وهو ماتم باعلان نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان موافقة المملكة على طلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي على المسار السريع بإستثناء وتأجيل بعض الشروط المطلوبة من الحكومة لتحويل كامل الدعم والتمويل السعودي الإماراتي الذي تم الإعلان عنه عقب تشكيل مجلس القيادة الرئاسي. 

 

كان اعلان المسار السريع فرصة جديدة للحكومة لتثبت أحقية تواجدها على رأس السلطة التنفيذية لبلد يواجه أزمات معقدة غير ان الطبع غلب التطبع ومن أمن العقاب واصل النوم في العسل حيث لم تصحى الحكومة من غفوتها الا بعد اسبوع وتذكرت ان هناك مسار سريع لتقم بعد اسبوع كامل باصدار بيان ترحب فيه بالمسار السريع

 

وفي وقت كان ينتظر فيه الجميع أن تكون الحكومة جاهزة بخططها لاستيعاب التمويلات ومصفوفة كاملة الإصلاحات في مؤسسات الدولة خرجت الحكومة بييان يتيم للترحيب بما يؤكد ان هذه الحكومة لايعول عليها في اي توجهات جادة لإصلاح الأوضاع وانها باتت تمثل عبئ على التوجهات الجادة للمجلس الرئاسي.

 

وبعد بيان الترحيب غادر رئيس الوزراء معين عبدالملك عدن بالرغم من عدم لقاء الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الذي وصل قبيل مغادرة معين عبدالملك لعدن.

 

هذه التصرفات تؤكد حجم الفجوة بين الهم الرئاسي وتعاطي الحكومة مع ملفات هامة وحيوية مرتبطة بحياة الناس، بما يعني ضرورة إزاحة مثل هذه الشخصيات عن المشهد حتى لاتشكل مزيد من العبئ والتثبيط للتوجهات الجادة لاحداث نقلة في العمل الحكومي وتوفير الخدمات للمواطنين

 

تجريب المجرب خطأ فادح ولسنا في رفاهية من الوقت لتتحرك الحكومة على مهله او ان يسافر وزير الوزراء لقضاء اجارة العيد في الخارج فيما يعاني الناس في الداخل الويلات.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي