الأمم المتحدة راعية الإرهاب الحوثي المتسترة عليه

توفيق السامعي
الاثنين ، ٠٦ يونيو ٢٠٢٢ الساعة ١٠:٣١ صباحاً

منذ اللحظة الأولى لظهور المليشيا الحوثية على المسرح السياسي والإرهابي في اليمن كانت الأمم المتحدة هي الحبل السري الذي يمد هذه المليشيا بالتغذية والرعاية تحت كل المناشط والفعاليات المحلية والدولية.

أغدقت الأمم المتحدة عطاياها لهذه المليشيا ابتداءً من حصر المنظمات الحقوقية في هذه المليشيا وزودتها بالأموال الطائلة تحت لافتات متعددة ساعدت المليشيا على نحو كبير في تثبيت مقاتليها على الأرض بهذه الأموال المغدقة عليها، فضلاً عن أنها كانت تعتمد في تقاريرها واستقاء معلوماتها من هذه المنظمات التابعة للمليشيا الحوثية الإيرانية.

رفضت الأمم المتحدة تصنيف الحوثية مليشيا إرهابية مما جعلها مسوقة دولياً استثمرت من قبل بعض القوى الدولية والإقليمية لتكون ذراعاً إرهابية تمرر الأجندة السوداء التي تجري من تحت الطاولة للمجتمع الدولي وبعض دول الإقليم، ورعت المليشيا حتى كبرت واشتد عودها وتضخم جيشها وأسلحتها، وتبنت أجندتها ومناشطها وصولاً إلى الانقلاب التام على الدولة في 21 سبتمبر 2014.

عمل المبعوثون الأمميون جمال بن عمر وإسماعيل ولد الشيخ وجريفيثتس و هانس غروندبرغ على رعاية هذا الانقلاب والأخذ بيده كلما وقع وتعثر أقاموه من جديد.

بينما كان الحوثيون يغزون صنعاء كان جمال بن عمر يأكل بنت الصحن مع عبدالملك الحوثي في صعدة وتم دخول صنعاء برعاية أممية، في الوقت الذي كانت فيه الأمم المتحدة تضغط على الشرعية بضبط النفس بل وتهدد أحياناً باتهامها بعرقلة نقل السلطة والتلويح بعقوبات ضدها، وتصف المعارك بأنها قتال بين مليشيات الحوثي والإصلاح! حينما تأكدت الأمم المتحدة ومبعوثها جمال بن عمر باستكمال الانقلاب وإحكام السيطرة على صنعاء سارعت الأمم المتحدة لتثبيت الحوثية في الانقلاب وتمريره عبر توقيع اتفاق السلم والشراكة ليلة دخول صنعاء.

ارتكبت المليشيا الحوثية أفظع المجازر والجرائم الإنسانية بحق أطفال تعز ومارب وفجرت المدارس والمساجد وفخخت جثث القتلى من الأطفال كاطفل أسامة بدير في يريم والأمم المتحدة تتستر على هذه الجرائم وترفع التقارير المضللة والمبهمة وتتهم (كافة الأطراف) ولا تسمي الطرف المعتدي الحوثي.

بينما كان يموت مرضى تعز في المستشفيات وكذلك الجرحى جراء حصار المدينة المكتظة بالسكان وقصفها بالصواريخ والمدفعية الحوثية كانت مبعوثو الأمم المتحدة يحتسون القهوة في دواوين الحوثية في صنعاء غير مكترثين بما يجري للمدنيين. قصف الحوثيون مخيمات اللاجئين في مارب وأحرقوها، وقصفوها بالصواريخ الباليستية والأمم المتحدة تتحدث عن ضبط النفس وتقول الأطراف المتصارعة.

بينما كان الحوثيون يفخخون مداخل المدن بالألغام كانت الأمم المتحدة تمنح الحوثيين 100 مليون دولار لنزع الألغام التي زرعوها بأيديهم ليزيد الحوثيون من تعدادها بالأموال التي منحت لهم.

تحدثت العديد من المصادر المطلعة والتسريبات المختلفة بأن الأمم المتحدة تهرب الأسلحة للحوثيين عبر طائراتها التي لا يتم تفتيشها ولا الاعتراض عليها عبر مطار صنعاء وميناء الحديدة، بينما زودت الحوثيين بأكثر من 100 عربة إسعاف تستخدمها القيادات الحوثية في التنقل بين الجبهات هروباً من قصف طيران التحالف.

بينما تجمع الأمم المتحدة أموال العالم من المانحين بمليارات الدولارات باسم الأزمة الإنسانية في اليمن تقسم هذه الأموال بين ميزانيات تشغيلية لها ولموظفيها والقسم الآخر تدفعه للمنظمات الحوثية باسم توزيع المساعدات فتذهب لتمويل الجبهات العسكرية، بينما المواطنون والنازحون يشكون الأمرين من انعدام الدواء والغذاء!

لا توجد شفافية ولا مساءلة في التحقيق أين تذهب الأموال المرصودة للأمم المتحدة باسم المساعدات الإنسانية، وهذا مما جعل هذه المنظمة تقوم على امبراطورية مالية عظيمة تذهب لجيوب موظفيها، ولا تصل للمستحقين لها في الميدان، وإن ظهر بعضها عبارة عن حزمة قطع من الصابون والعلب الفارغة!!

في الوقت الذي تسرح وتمرح الأمم المتحدة في صنعاء ذهاباً وإياباً امتنع أي من مبعوثيها وكذا مسؤولي المنظمات المنبثقة عنها لزيارة تعز خلال ستة أعوام من الحصار، وذهبوا ليستقوا معلوماتهم من المنظمات الحوثية في صنعاء مما صنع لهم تقارير مزورة ومغلوطة، وكانت تتم الإحاطات من قبل المبعوثين الأمميين بكثير من التجاهل والمغالطات والمعلومات المضللة التي تضلل على العالم وعلى المؤسسات الدولية، وفي أحسن الأحوال تعمل مقارنة بين الحكومة والمليشيا الحوثية وتقيد الجرائم الحوثية مناصفة بينها وبين الشرعية والتحالف!

ظلت الأمم المتحدة تضغط على التحالف والشرعية بفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة وتم التنازل من قبل الشرعية والتحالف مراعاة للوضع الإنساني للمواطنين ورعت الأمم المتحدة اتفاق الهدنة ومقابل هذا يقوم الحوثيون بفتح منافذ تعز ورفع الحصار عنها، وتوريد أموال المشتقات النفطية للبنك المركزي لصرف رواتب الموظفين. تم فتح مطار صنعاء، وفتح ميناء الحديدة ودخلت أموال طائلة للحوثيين ولم يفوا بالتزاماتهم ولم تنبس الأمم المتحدة ببنت شفة عن ذلك، ولم تضغط على الحوثية للوفاء بالتزاماتها.

روجت الأمم المتحدة لذاتها بصنع انتصار وهمي اسمه الهدنة وكان من طرف واحد كمكسب للحوثيين والأمم المتحدة على السواء والشعب اليمني هو الخاسر الوحيد؛ إذ ضاعف الحوثيون الأسعار وجنوا أموالاً طائلة يستخدمونها في الحشد للجبهات والتزود بالأسلحة، وكل يوم يقصفون الجبهات ويزحفون إليها بكافة الأسلحة الثقيلة في ظل غياب الطيران استغلالاً للهدنة، وهذا دعم واضح للحوثية بالتسليح ونقل أسلحتها الثقيلة بعيداً عن أي استهداف للطيران.

في كل منزلق تنزلق فيه الحوثية وتكون على وشك الانكسار في الجبهات تسارع الأمم المتحدة لتبين هدنة باسم الحاجة الإنسانية وما هو إلا إنقاذ للحوثية من الإنكسار، وتبادل منافع بين الطرفين، وخير شاهد على ذلك ما جرى في نهم والاعتراض على تحرير الحديدة وإيقاف زحف القوات المشتركة هناك، واتخاذ فيتو ضد التحرير.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي