الهجمات الحوثيـــة علـــــــى المــمـــلكـــة.. عــلام تــدّل؟!

د. علي العسلي
الجمعة ، ٢٥ مارس ٢٠٢٢ الساعة ١١:٤٢ مساءً

وأنا اتابع الحرب الروسية على أوكرانيا، والحرب الغربية المتمثلة بالعقوبات لاقتصادية القاسية على روسيا؛ وبالنظرة إلى تداعياتهما وآثارهما الكارثية على كل بلدان العالم؛ وعلى الخصوص على منطقتنا العربية!؛

إن الصورة المنقولة من الحرب الروسية على أوكرانيا قد غابت هذا اليوم إلى حد ما، وحلّت محله على مختلف الشاشات العربية اليوم نقل الهجمات الإرهابية الحوثية على الأعيان المدنية ومنشآت النفط في شقيقة اليمن، المملكة العربية السعودية، وأصبحت العواجل تخص المملكة بالأخبار العاجلة وردود الأفعال والمواقف الدولية التي تتقاطر من كل حدب، وإن كانت ليست بالمستوى المطلوب بما يتناسب والضرر الذي قد يلحق بالعالم من استهداف الحوثين على الوقود في المملكة ونقصانه علي العالم!؛

إن الشاشة الصغيرة ساد في شريطها الاخباري الحديث او الإخبار عن هجومات الحوثيين، وعن ردود الأفعال والمواقف الدولية حول العمليات الإرهابية للحوثي!؛ كان يوما حوثيا مجنونا بامتياز!؛ يدل على ان الحوثي قد قرر الانتحار، قبيل أيام من المشاورات اليمنية-اليمنية التي ستقام في الرياض نهاية الشهر الحالي!

من يا ترى نكش "بيت الحرِّب باليمني" الحوثي، ليقوم بما قام به هذا اليوم؟!؛ هل المشاورات وحدها هي الدافع؟!؛ أم أن الحوثيين يريدون استغلال الازمة العالمية بالنفط والطاقة بسبب حرب روسيا على أوكرانيا؟!؛  و ترى هل للهجوم الحوثي علاقة بالاتفاق النووي ورفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب؟؛ بمعنى هل أمريكا تحتاج نفط ايران وقد تستغني عن نفط الخليج؟؛ أم انها بالأصل هي  مستفيدة من الحرب هناك على أوكرانيا، ومن الاعتداء هنا على المملكة ؟!؛إذ أن هذين الحربين قد حولت أمريكا العظمى من "الاستيراد" والمحافظة على احتياطاتها ؛الى "التصدير" من احتياطاتها الاستراتيجية للسوق الأوروبية تعويضا عن الغاز والنفط الروسي، وربما التعويض مستقبلا عن النفط الخليجي فيما لو تضررت منشآت الإنتاج والتصدير من قذائف الحوثي الارهابية، خصوصا وأن المملكة قد أعلنت مراراً انه لو حدث نقصا حادا للطاقة  في الأسواق الدولية؛ فإنها لن تكون مسؤولية عنه، تحذير سعودي وانذار لخطورة الوضع،  والسبب يراه العالم كله وهو أنها تتعرض لهجمات إرهابية من قبل الحوثي وإيران، والعالم يتفرج؟!

إن الهجوم الحوثي المتواصل يتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي لشرق أوروبا؛ رأينا الرئيس الأمريكي يتناول وجبة البيتزا مع جنوده في قادة عسكرية هناك، وثقافة الصورة توحي وتقول لنا، أننا لم نعد موجودين عندكم لقد رحلنا الى هنا إلى أوروبا لمواجهة الروس والصين، وأنتم واجهوا إيران وأذرعهم بأنفسكم!؛

إن موقف الخارجية الامريكية لا يرتقي إلى ما هو مؤمل ؟،بل أنه موقف غريب!؛ فبعد الهجمات المتعددة هذا اليوم من قبل عصابة الحوثي على المملكة، تقول الخارجية الامريكية أنها في صدد تقديم مشروع قرار دولي لوقف الحرب في اليمن!؛ كان ينبغي عليها أن تقدم مشروعا لقرار بوقف العدوان الحوثي وليس ايقاف الحرب، قالت الخارجية الامريكية من انها تعد مشروعاً لإنهاء الحرب؛ نقول لها " انهاء الحرب بين من ومن؟!"؛ الموقف البريطاني ربما كان متميزا على نظيره الأمريكي؟!

التحالف والمملكة قالوا إنه على الرغم من العدوان الحوثي الإرهابي، إلا انهم لا يزالون يتحلون بضبط النفس، كي تنجح المشاورات بين اليمنين!؛

وهنا يقرأ من تصريح الاخوة الاشقاء بـــ" ضبط النفس"؛ أن هجوم الحوثي الغرض منه هو  تعطيل المشاورات القادمة؛ فساهم الحوثي الأحمق من غير أن يدري على إنجاح المشاورات قبل حدوثها؛ و غباءه يدّل على أنه قد قرر الانتحار كأخر "كرت" يمتلكه خدمة لإيران، وليس له؛ كمكون يمني؛ فإن كان كذلك!؛ كان يفترض عليه ان يستجيب لدعوة الاشقاء، لا أن يرسل مفخخات لإحداث الأذى للمملكة ومنشآتها التي تزود الشعب السعودي الشقيق بالخدمات؛ والعالم بالوقود؛ والذي يستوجب عليه أن يتداعى ويدافع عن مصالحه بإنهاء انقلاب الحوثي وتمكين الشرعية من إدارة السلطة الانتقالية من العاصمة صنعاء واسدال الستار عن الحوثة ومن يتبعون!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي