التشــــــــــاور بـــمـــــــــن حضــــــر؟!

د. علي العسلي
الأحد ، ٢٠ مارس ٢٠٢٢ الساعة ٠٤:١٢ مساءً

 

فكرة التشاور بمن حضر قسمت ظهر الحوثي!؛

كان الحوثين يفتكرون أنهم لن يتم التشاور إلا بوجودهم، إذ يعتبرون أنفسهم طرف أساسي ورئيسي، ومن أن المملكة سترتضيهم وتتودد إليهم، وستُوسط لهم، كي يُجلبون للرياض!؛ لكنها لم تفعل! ولن تفعل!؛فقالت التشاور بمن حضر!؛ جنّ جنون الحوثين من إطلاق أن التشاور سيتم وبمن حضـــــــــــر؛ فأرسلوا صواريخهم وطائراتهم باتجاه الأعيان المدنية والاقتصادية ليلة أمس على المملكة العربية السعودية؛ معتقدين أنهم بتلك الجرائم سيؤثرون على المملكة ومجلس التعاون الخليجي وسيلغيان التشاور المعلن في التاسع والعشرين من هذا الشهر في مؤتمر الرياض الثاني!؛ مؤتمر الرياض الثاني يا حوثين قد اتخذ القرار فيه ولا تراجع عنه، وما بعده ليس كما قبله بالنسبة لكم يا حوثين؛ وصدقوني أنكم أنتم كنتم بحاجة ماسة لمثله، وليس غيركم، على الأقل فقد أجرمتم فوق الاشباع، كان سيفيدكم لو قبلتم للهروب إلى الأمام، كما هرب حليفكم السابق الذي بإجرامكم قتلتموه؛ عندما حصل على الحصانة له ومن عاونه في الحكم، منحتهم المبادرة الخليجية ذلك؛ وأنتم على أبواب ثورة شعبية عارمة، وأنتم تتأكلون كما تأكل الأرضة باب خشبي!؛ لكن ما نفعل للعدَمِيين!؛

تخلّفكم لا يثبت الوطنية وعدم التبعية ابداً، ولا يبرهن على أنكم تعتبرون أن السعودية طرفاً ولا تريدونها أن تكون راعية للحوار؛ فالأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي هي من تحتضن التشاور وليس المملكة، لو افترضنا أن طرحكم منطقي وهو ليس كذلك؟!؛ والمكان (الرياض) ليس مشكلة؛ فكم قد تشاورتم وتفاوضتم في ظهران الجنوب سراً وعلناً، مع المملكة، وكم جولات ((تفاوض)) في العراق قد أنجزت بين المملكة وبين رعاتكم (الأصليين) إيران من أجلكم؛ فلا تحاولوا!؛ تخلّفكم يثبت بما لا يدع مجالا للشك من أنكم فعلاً إرهابين، ولم تظلموا بهذا التوصيف ظلما؛ بل هو مستحق وقد تأخر، ولكن أن يأتي متأخراً خيرا من ألا يأتي.. فشكراً لمجلس وزراء الداخلية العرب، وشكراً للاتحاد الأوروبي، وشكراً لمجلس الأمن الدولي، فقد أجمعوا على أنكم جماعة إرهابية !؛ وأنتم تستحقون التوصيف والوصف!؛ ولو وجد مصطلح أكبر منه لاستحققتموه بجداره!

التشــــــــــــــــــاور بمن حضر ضربة معلم، وهو أقوى من كل طائرات الحوثين المسيرة وصواريخهم البالستية!؛ أختم.. إن أهم ما ينبغي أن يتم في مؤتمر الرياض الثاني هو إثراء المحاور المعروضة والخروج بشأنها بمقترحات تنفيذية، بحيث تُطبق على الفور من الجهات المعنية ذات العلاقة بعد انتهاء التشاور وبمساعدة التحالف وكل من أيدّ التشاور من دول العالم!؛ 

أقصد أن يخرج اللقاء التشاوري بمقترحات وتوصيات عملية لهيكلة الجانب العسكري والأمني، وإصلاح المنظومة السياسية للشرعية وفقاً لمبدأ التوافق والشراكة، واستيعاب القوى الفاعلة في اليمن، وتفعيل المؤسسات الرقابية لبناء مؤسسات الدولة والحوكمة ومكافحة الفساد، وبرامج لتخفيف الجانب الإنساني السيء في اليمن، وتقديم آليات للاستقرار الاقتصادي، والمساهمة ببرامج عملية للتعافي الاجتماعي!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي