مجـــــنـــــــــانــــــة؟!

د. علي العسلي
الخميس ، ١٠ مارس ٢٠٢٢ الساعة ٠٢:٣٥ مساءً

القوة عز، واستخدامها جنان.. الطموح بالسلطة حق، لكن الانقلاب بالقوة جنان؛ ضمان أمن بلد وحفظ سيادته حق، لكن العدوان على أمن وسيادة دولة أخرى كـــ "ذريعة" جنان!

ويقال أن جنان يعزك ولا عقل يهينك؛ هذا الكلام قد يصدُق عند سيادة قانون الغاب لا القانون الدولي الانساني، وعند تسابق الدول بالتسلح، وند تصعيد التوترات لا تخفيضها، وعند المحاباة، وعند شيوع الازدواجية عند الدول الكبرى، وعند انصراف ((الفيتو)) عن حفظ الأمن والسلم الدوليين!؛

إن سن قوانين ومواثيق أممية من قبل معظم الدول وعدم الالتزام بها وتنفيذها هو "جنان" كامل وليس نص، نص، كما الحوثي الذي  يفضل الجنون النصفي، من يوم انقلابه ورقمه المفضل النصف، فتصف البلد، نصف الراتب، نصف انقلاب؛ فكل ما يقوم به أنصاص؛ وهو بطبعه (أبو نص)، وحالته ليست مستعصية، ويمكن معالجته بانهاء انقلابه، واعادته للكهفه، هناك يمكن ان يعود إليه صوابه!؛ أما (الجنان) الكامل يتمثل بالرئيس الروسي والكوري الشمالي؛وهذ النوع من الجنان يصعب علاجه، أي أنه لا يشفى! إلا بفرض ميثاق الأمم المتحدة والقانون الإنساني الدولي عليه، ومن لم يلتزم به ينبغي ألا يجامل، بل إعزلوه، ودعوه يتعرى؛ كما أي مجنون خالص بالشارع، ولا ترحموه أو تنقذوه!؛

وللعلم بأن الشرعية اليمنية والتحالف قد تعقلوا فوق (العقلانية) ، والحوثيون تجننوا نص جنان؛ فكانت النتيجة خراب اليمن وليس ملطا!؛

الأوكرانيون أرادوا السلام فسلموا أسلحتهم وقوتهم التي ورثوها من الاتحاد السوفيتي طواعية؛ وتعهدت أوروبا وامريكا بمكافئتهم لهذه المبادرة بالحماية عند تعرضهم  لاي عدوان، ولو كانت أوكرانيا بيدها قوتها لحسب لها الغازي ألف حساب!؛  الروس والغرب حوّلوا أوكرانيا لمعركة ولي أذرع فيما بينمهم والضحايا هم أوكرانيون؛ والغرب لم يفوا بتعهدهم وتخلوا عن أوكرانيا بحجة انهم لا يريدون المواجهة المباشرة بينهم والروس!؛ فكانت النتيجة أن الأوكرانيين يشردون ويقتلون، وتدمر بناهم التحتية.. !؛

ومن ذلك نستنتج أن امتلاك القوة والسلاح حق وعقل، لكن استخدامه بغير مقتضى الحال!؛فذلك جنان؛ فما بالكم إذا كان السلاح نووي أو بيولوجي أو كيميائي والمتحكم به مجنون فاقرأ على الكرة الأرضية السلام!؛

على العالم وعقلائه تعقيل المجانين بالتلويح بالقوة لا باستخدامها، وبالنسبة لنا على الدولة الشرعية أن تبني جيششها الوطني وتبخث عن مصادر وتمويل لتسليحه سلاحا يخفظ الامن ويحمي الشرغَعية الدستورية ويحمي السيادة والدستور!؛  وحذار أن تقبل أو تصبح يوما ما كما أوكرانيا فيما إذا تعهد الجيران بحمايتها شريطة أن تكون منزوعة السلاح، فمن لا يستفيد من الواقع والتجارب المحيطة به فهو غبي وأحمق!

إن المجانين في العالم يتكاثرون كما تتكاثر النمل، وهذا يحتاج إلى تفصيل في مشاركة قادمة إن شاء الله، للتحدث عن المُستغبِيين من رؤساء وقادة العالم الحاليون والسابقون!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي