الحرب الحالية قد تتسبب في حرب عالمية ثالثة !

د. علي العسلي
الجمعة ، ٢٥ فبراير ٢٠٢٢ الساعة ٠٦:٠٦ مساءً

دشنت روسيا الحرب العالمية الثالثة بدخولها أو غزوها لأكرانيا؛ صحيح أن حلف الناتو والغرب عموماً يتعاطفون مع أوكرانيا؛ لكنهم يتحاشون الدخول المباشر بحرب م روسيا ويضغطون عليها بتغليظ العقوبات حتى تتراجع روسيا وتتوقف عن الحرب؛ لكن غبار لغزو لأوكرانيا قد يجبرهم على الدخول، أكانوا راغبين أم لا؟!؛والحقيقة أن الرئيس الأوكراني يتصرف بحكمة ورباطة جأش ولا يخفي امتعاضه من مواقف الغرب؛ وهذا ما دفعه إلى طرق الباب مع من يهاجم بلاده، طالبا منه الجلوس والحوار المباشر وهناك بصيص أمل في هذا المسار حيث قِيل، قبل قليل ان الكرملين قد وافق على إرسال وفد رفيع المستوى للعاصمة "كييــــــــف"!؛

إن الظلم وعدم العدل والتوحش للجبابرة الكبار في العالم؛ قد أوصلنا إلى حكم المستبدين، وانتشار الفساد، وعدم احترام القوانين والمواثيق الدولية، وعدم احترام سيادة الدول، وعدم احترام شعوبها لتقرير مصيرها، والتدخل في كل صغيرة وكبيرة بشئونها من دول مجلس الأمن دائمة العضوية؛ بحيث جعلوا المترد والمنقلب والمسلح يصل للحكم دون رادع، وتسببوا في أن يكون الإرهاب هو "السائد"، والسلام هو "المتنحي"؛ ويبدو أننا أصبحنا على وشك وقوع حرب عالمية ثالثة، شرارتها أو بدايتها قد بدأت بين روسيا وأوكرانيا ولا أحد يعلم نهايتها واطرافها إذا لم يسارع العقلاء بروسيا وأوكرانيا وبالعالم لاحتوائها ، ومعروف أن البطلين لهذه الحرب التي قد تكون قادمة هما الرئيس الروسي فلاديمير ((بوتين))، والرئيس الاوكراني فلاديمير ((زيلينسكي))!؛ إن القادم لا شك مخيف ومرعب على المستوى الاقتصادي والغذائي والعسكري؛ وكون الحرب العالمية الاقتصادية أصبحت واقعا؛ حيث بدأت العقوبات القاسية والعقوبات المضادة، مما ستدخل الاقتصاد العالمي الدخول في ركود قد يستغرق اشهراً دخول الاقتصاد في النمو السلبي، أو تراجع النشاط الاقتصادي لكل دولة من دول العالم، أي أن الدورة الاقتصادية ستشهد ارتفاعات وانخفاضات، فقد يكون التراجع ناجماً عن زيادة المعروض يفوق بنسبة كبيرة عن المطلوب، أو بسبب الإحجام عن شراء ذلك المعروض؛ بفعل قرارات سياسية بالعقوبات الاقتصادية. وقد يتطور لو استمرت الأزمة العالمية، وتوسعت الحروب إلى الوصول لمرحلة الكساد العالمي؛ وقد يعود ذلك لكارثة اقتصادية ونحن حقاً في بدايتها؛ فالكساد ببساطة انخفاض حاد في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة لا تقل عن 10%، والكساد اشد بكثير من الركود وآثاره ممكن ان تستمر لسنوات؛ وهو بمثابة الكابوس للأعمال التجارية والمصرفة وانشطة الإنتاج والتصنيع !؛ ومن سماته يبدأ الاقتصاد في التباطؤ وترتفع البطالة وتقل الأجور وتتآكل القوة الشرائية للمستهلكين!؛

فالحرب الروسية الأوكرانية الحالية لوحدها فقط لها آثار اقتصادية كبيرة على المستوى العالمي، إذ تحتل روسيا مركز متقدم في أسواق السلع الزراعية وكذلك هي الأخرى أوكرانيا، إذ تشكلان الدولتان ما نسبته 25% من الاحتياج العالمي لمجموعة الحبوب؛ حيث تصدران الدولتان إلى بلدان العالم سنويا حوالي 27 في المائة من القمح، 40 في المائة من الذرة، وتسمى أوكرانيا بأنها سلة الخبز لأوروبا.!؛ ويمكن تلخيص القول لمعنى "الركود" و"الكساد"، بالاستعانة بما تراشق به المرشحان للرئاسة الامريكية اثناء حملتهما الانتخابية في العام 1980 حيث وصف الرئيس  ((رونالد ويلسون ريجان))، الانكماش الاقتصادي الذي عانت منه أمريكا حينئذ وصف "ريجان"  بأن الاقتصاد الأمريكي يمر في مرحلة  "الكساد"؛ فرد عليه الرئيس ((جيمي كارتر))، بأن استخدمه لمصطلح  الكساد هو مصطلح تعريفي غير دقيق؛ فرد عليه إذا كنت تريد تعريفا دقيقا للمصطلح، سأعطيك التعريف الدقيق وهو أن:  (الركود هو عندما يفقد جارك وظيفته؛ أما الكساد هو عندما تفقد أنت وظيفتك؛ بينما الانتعاش هو عندما يفقد "كارتر" وظيفته")!؛

 أما الضرر على الدول العربية فهو حكما مضاعف؛ كون جميع الدول العربية تستورد أكثر من 120 مليار طن من المواد الغذائية، والنسبة الأكبر من أمريكا وأوروبا، فطول الحرب سيودي إلى زيادة كلفة الاستيراد؛ وسيؤثر سلبا على حجم العجز التجاري، وسيكون حادا ومضاعفا على الدول غير المصدرة للنفط !؛

 ومن المتوقع بعد اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا أن تتعمق الأزمة وتتفاقم الأوضاع وتزداد حدة التوترات في كل البؤر الساخنة في العالم ؛ فقد تزداد الحرب اليمنية شراسة، وقد تشهد مناطق أخرى في العالم فوضى غير خلاقة، تفضي لحروب عدة؛ فقد يهاجم الكيان الصهيوني "غزة" و"لبنان" و"ايران"، وقد ترد عليه "إيران" وتتوسع بضرب دول الخليج، وقد تهاجم تركيا الأكراد في العراق وسوريا، وقد تدخل قبرص التركية، وقد تدخل السودان ومصر حرب مع اثيوبيا ؛وقد تهاجم الصين تايوان، وقد تهاجم أمريكا المكسيك حسب رغبة وتفكير السيد "ترامب" الرئيس الأسبق لأمريكا، وقد تهاجم كوريا الشمالية كوريا الجنوبية، وهكذا أينما وجدت بؤر توتر فقد تشتعل في أي لحظة في غياب القانون الدولي وحماته وانشغالهم وتحيزهم في حربهم في أوريا الوسطى أي إذا لم يتعقل من يدّعون انهم دول عظمى؛ ويوقفون تداعيات الحرب، ويحتون اثارها، فإنه قد تقع حرب عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر؛ وستخسر دول العظمى عظمتها!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي