عجيب سلوك وتصرف الإدارة الأمريكية (2 )

د. علي العسلي
الجمعة ، ٠٤ فبراير ٢٠٢٢ الساعة ١٠:٢٠ مساءً

فضيحة الإدارة الامريكية الحالية.. وعندما تعرّض جنود أمريكا للخطر المباشر في ابوظبي، قالت الإدارة الامريكية أنها تفكر برفع العقوبة عن إيران مقابل إعادة إحياء الاتفاق النووي الذي قد تجاوزه الزمن، وأصبح خطر إيران الصاروخي والطائرات المسيرة أكثر منه، على الكيان الصهيوني قبل غيره. إن إحياء الاتفاق النووي سيؤدي لرفع العقوبات والحصار عن ايران وستضخ مليارات الدولارات لها، لتزيد إيران من ترسانتها من الأسلحة، وبالتالي تعاظم الخطر على كل أمتنا العربية، ما هذا الضعف والوهن عند الإدارة الامريكية!؛ ما يزال الرئيس الامريكي السيد (با يدن) يفكر في إعادة النظر في جعل الحوثين منظمة إرهابية؛ فبعد إعصار واحد واثنين وثالث، والتهديد بالرابع من قبل الحوثي، وواحد من امن اتجاه العراق!؛ والله اعلم ما قبله ،ولا يزال  الرئيس يفكر!؛ فبماذا تفكر أيها الرئيس الأمريكي؟!؛ وجنودك في قاعدة الظفرة الجوية قد استهدفوا!؛ وجنودك بحسب البنتاغون أنهم أثناء الاستهداف تم إخفائهم في الملاجئ، يا فضيحتاه.. يا عيباه!!؛ ومع ذلك لم تقم بالرد كما أقدمت على استهداف أبو ابراهيم الهاشمي في سوريا في غرفة نومه هو وأولاده وعائلته!؛

يا سيد (با يدن).. إن كل ما قام به الحوثي ويقوم به، ولا تزال إدارتك تطالب بالحل السياسي، أي حل سياسي وإيران بكل قواها تشن عدونا ضد العرب حلفاء أمريكا المفترضين؛ وأنت يا سيد (با يدن) على مهلك تفكر وتدرس إعادة النظر في تصنيف الحوثين؛ كمنظمة إرهابية خارجية!؛ طولتَّ في المراجعة وكأنك ستتخذ قرار حرب!؛ وبعد تفكير طويل تمخضت المراجعة عن احتمال فرض عقوبات على اشخاص في جماعة الحوثي في الأيام القادمة !؛أية ادارة هذه الغريبة العجيبة؟!؛

وفي الوقت الذي كان كثيرون يتطلعون بعد استهداف الإمارات من قبل الحوثين ،أن يصنفوا فوراً إرهابين، ويحاسبوا وتحاسب الدولة الداعمة لهم ؛إذ تبنوا الاستهداف بأنفسهم، إلا ان الرئيس الأمريكي، سارع بمطالبة الكونجرس  بتصنيف قطر دولة حليفة ... ظهر هذا في القمة التي جمعته بأمير قطر (الشيخ تميم)؛ هنا فقط؛ أدرك الجميع انه ربما لن يعاد تصنيف الحوثين كمنظمة إرهابية؛ إذْ في اللقاء أعلم الرئيس الأمريكي ضيفه القطري، أنه عازم إبلاغ الكونجرس، بل وأرسل فعلاً طلباً بتصنيف قطر دولة صديقة وحليف استراتيجي من خارج الحلف الأطلسي؛ فالف ألف مبروك لدولة قطر اميراً وحكومةً وشعباً هذا التميز، وهذه الثقة والصداقة؛ وإن كانت ليست ببلاش؟!؛ 

فما ضرّ الرئيس الامريكي لو كان قد أبلغ الكونجرس أيضاً برغبة إدارته بإعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية!؛ احتراماً وتقديراً للمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، المعتدى عليهما!؛ من عصابات إرهابية بعضها من أماكن سيطرة وتواجد الامريكان!؛ بازدياد الهجمات طالبت دولة الامارات من أمريكا منظومة دفاعية وسلاح رادع، قيل انه يدرس الموضوع ويخشى أن يدرس كما يدرس موضوع إعادة تصنيف الحوثين كمنظمة ارهابية ... غير أن امريكا؛ قيل أنها قد قررت ارسال المدمرة (كول) إلى سواحل دولة الإمارات العربية المتحدة لإجراء بعض التدريبات هناك، فما فائدتها إذا كان قد وقع عليها هجوم من إحدى الفصائل الارهابية في العراق، بأربع طائرات مسيرة، يعني إن كان هذا الكلام صحيح؟ وهو لا شك صحيح!؛ فكيف سمحت أمريكا بوصول الطائرات للإمارات وهي متواجدة في العراق والكويت وقطر، يتساءل المراقبون والمتابعون.. ترى.. هل هذه الإدارة تعمل مع الدول أو مع الخارجين عن الدول والقانون؛ أي هل تعمل جنباً إلى جنب مع بعض الإرهابين في المنطقة؟!وما المبررات والدوافع؟!؛

غريب تصرفك وسلوكك يا أمريكا.. مصالح جمّة بالمنطقة والخليج العربي ، وتعاون منقطع النظير من النظام الربي الرسمي معك، لكنك عند الخطر المحدق عليهم تعلني انسحابك من المنطقة، وتسلمي الدور لغيرك!؛ إن سلوك الإدارة الحالية لعجيب جداً!؛ أتريدين تسليم رقبة المنطقة لإيران وأذرعها؟!؛ ولمصلحة من ذلك؟!؛ أم تريدين ان يتنافس الكيان الصهيوني وايران على المنطقة بابتزاز وتخويف دولها؟!؛ أم تريدين أن المنطقة تظل تحت رحمة ((تنظيم الدولة))، وهو إنتاج وصناعة ((ايران)) أو مستفيد منه هي، وأذرعها؟!؛ وأمريكا حقا للقاعدة وأخواتها أثبتت أنها تحاربهم؛ حيث يتباهى رؤساء أمريكا المتعاقبين على استهداف قادة التنظيم بأشخاصهم واسرهم  بشكل مباشر كما حصل قبل يومين في أدلب السورية، عندما تم استهدف ((أبو إبراهيم الهاشمي  القرشي))؛ بأمر وتوجيه واشراف مباشر من الرئيس الأمريكي (با يدن)،و يا ليته وإدارته وإمكانيتهم أسرعوا للمغرب للمساعدة في إنقاذ الطفل (ريان)، الذي سقط بيير شمال المغرب ، والذي اصبح قصة انسانية في هذا العصر التكنولوجي!؛ أمريكا لم نرها تنقذ الطفل المغربي، لتكون قائدة الإنسانية؛ وليس قائدة مكافحة الإرهاب المنتقى فقط!؛ حيث لم تُرى تحارب الإرهابين الأخرين في المنطقة من أذرع إيران، وهم يمارسون نفس الجرائم الإنسانية، فلربما لم يحين وقت قطافهم بعد!؛ أو الله أعلم ما لأمر؟!؛ 

ولأن الخير في الأخير، حتما هو الذي سينتصر... وأمتنا العربية هي خير أمة أخرجت للناس.. سيتصارع قطبي الشر وستنجو بحول الله أمتنا ودولها!؛

فمن المعلوم أن الكيان الصهيوني لا يهمه اتفاق إيران مع أمريكا من عدمه.. ويبدو أن الكيان يعمل بوتيرة عالية، لقلب طاولة المفاوضات الجارية بـــ "فينا" على رأس أمريكا وايران..؛ وقد يقوم بعمل عسكري كبير، في أي لحظة، حيث قد يستغل هذا المناخ المتوتر بالعلاقة بين العرب وإيران، بسبب أذرعها الارهابية، فقد تضرب إسرائيل المفاعل النووي الإيراني، كما فعلت بالعراق زمان، وقد تردّ إيران على المنطقة والكيان؛ عندها قد تتدخل الإدارة الحالية في البيت الأبيض انتصاراً لربيبتها (إسرائيل)!؛ الإدارة الحالية ،قد لا تبدّل نعومتها ضد ايران وأذرعها إلا بعمل عسكري كبير، أي عندما يأتي الرد الإيراني الموجع للعدو الصهيوني ،وليس حباً في العرب وأمنهم وثرواتهم التي تضخ تجاه أمريكا!؛ الأنظار والأنفاس مشدودة للمتابعة، وعلى مدار الساعة مراقبة لسماع أول خبر عاجل سيحمل معه خبر الصفعة الأولى بين الشرّين.. فمن يا ترى سيقوم بضرب الأخر أولاً؟!؛ إيران أم الكيان؟!؛ وماذا سيكون موقف أمريكا عندئذ؟!؛ أم جميع من ذكرت متفقون على إذلال أمة العرب؟!؛ لــــــــــــنرى في الأيام والأسابيع القادمة، فهي حبلى بالمفاجآت!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي