عجيب سلوك وتصرف الإدارة الأمريكية ( 1 )

د. علي العسلي
الخميس ، ٠٣ فبراير ٢٠٢٢ الساعة ٠٩:٣٧ مساءً

ربـــما من منبت الشر يأتي الفرج، أو في الحقيقة بعد العسر يسر؛ والكيان الصهيوني شرٌ محظ على الأمة. زرع كنبتة شيطانية في المنطقة يؤثر على معتقداتها وأمنها واقتصادها!؛ تصنيفه ند كل عربي بأنه محتل وغير مرغوب به، ولا التعامل معه، بل يجب عليه أن يرحل عن كل أراضي فلسطين المحتلة التي احتلها في العام 1948م، فالخلاف معه خلاف وجود لا حدود!؛ 

وإيران هي الأخرى شرورها ممتدة بطول الوطن العربي وعرضه، كذا (مزاج) من دون أي عداوة لها من مجمل الدول العربية؛ شرورها ظاهرة للعيان، تصدّرها موتا وقتلا وفرض ايدلوجيا بالقوة!؛وخير مثال ما يجري في اليمن، سبع سنوات لا نعرف منها إلا كل أنواع الشرور؛ جعلت اليمنين يترحموا على (عهد) "شاه" إيران ومساعداته لليمن من دون شروط مفروضة على اليمنين!؛

و يا أمريكا و يا أيها العالم الحر.. ألا ترون ملايين الألغام الإيرانية والمساحات المزروعة بها؟!؛ ألا ترون الصواريخ والطائرات المسيرة والالغام البحرية والزوارق المفخخة؟!؛ ألا تقرؤون تقارير خبراء الأمم المتحدة وسردهم لأفعال الحوثين القبيحة والشنيعة المتنافية مع أبسط حقوق الانسان؟!؛

الأمة ودولها قدرها أن تعيش ممزقة غير موحدة، وبين شرين، شر من كيان زرع زراعة في ارض عربية، وشر أتي من أوهام الأحقية في الحكم لسلالة بعينها؛ وعالم وقائدته أمريكا مواقفها مراوغة وبعيدة عن العدل والحق، تتعامل مع الإرهاب الذي عرفته هي بنظرتين مختلفتين، قوة وقساوة على قسم وهومن ثبت اعتدائه عليها فقي عقر دارها، وهو يستحق، وقسم أخر يعتدي على دول وشعوب أخرى، ويقابل بالدلال والسياسة الناعمة وربما التمكين، والاعتراف بوجوده والتعامل معه ومع ارهابه لهذه الجغرافيا من العالم كأمر واقع!؛

الكيان الصهيوني برز في نهاية عهد ترامب بالمنطقة بشكل ملحوظ وفقاً لما عرف بصفقة القرن، ومع بداية عهد با يدن تحوّل الكيان الى جزء أساسي من أمن المنطقة وازداد التطبيع العلني معه وتبادل الزيارات والسياحة والوفود، وإقامة المعابد وبشكل مستفز ومقزز!؛ ومع ذلك لا يزال هذا الكيان بيده حق الفيتو على ألا تمتلك الدول المطبعة معه قبل غيرها على التسليح الكافي للدفاع عن نفسها من كل اشكال الإرهاب؛  يريد هذا الكيان الغاصب أن يكون بيده وحده مفاتيح الأمن وحفظه بكل المنطقة، غير أن هذا عمليا غير ممكن على فقد استطاعت المجموعات والتشكيلات المسلحة الخارجة عن القانون تنظيم نفسها وامتلاك أسلحة فرضت بموجبها معادلات لم يكن يتوقعها الكيان او أمريكا وغيرهما من الدول.. 

هذا الكيان "طمّاع"، فبعد صمت الشعوب عن تبادله مع العديد من الدول علاقات وتبادل زيارات، تراه لم يكتفي بذلك!؛ بل يريد أن يصدر تكنولوجيته واسلحته ضمن أدوات التطبيع الجديدة!؛ الحقيقة أن (لعنة) أو صفقة القرن، قد أظهرت التحرك العلني للكيان بالمنطقة مع كل آسف!؛ نحن ندين صفقة القرن والمنخرطين بها، وندين أي تعاون مع الكيان أو التطبيع معه، ونستنكر جميع اشكال التطبيع!؛   إن النظام الرسمي العربي قد أعطى كل أولوياته واهتمامه لإرضاء أمريكا، ومنطق المصلحة، يقتضي من أمريكا أن تتعاون بتوفير الأسلحة المطلوبة لحماية نفسها، على الأقل التي مصالحها فيها، للتصدي من أي نوع من أنواع الإرهاب؛ غير أن العمليات الإرهابية ضد الامارات والسعودية مثلا؛ تحولت لسيف مسلط عليهما؛ والغرض ابتزازهما وتخويفهما أكثر فأكثر!؛

 وتقديم المزيد من الودّ من قبل الإدارة الامريكية الحالية لإيران وأذرعها كمكافئتها على نشر  جماعات إرهابية على امتداد المنطقة، وجميعها مصنفة عند الأمريكيين بتلك الصفة، إلا الحوثين المتجاوزين بإرهابهم لخارج الحدود؛ أكرمتهم الإدارة الحالية الامريكية بأن رفعتهم من قائمة الإرهاب؟!؛ لماذا؟!؛ لاستمرار التخويف والابتزاز!؛متى عادة يلجأ للتخويف والابتزاز؟!؛ عندما يقاوم المقابل أو يمانع أو يرفض!؛لكني أستطيع أن اجزم أن النظام العربي الرسمي كله "مع" و"بيد" امريكا!؛ فعجيب إذاً تصرف وسلوك الإدارة الامريكية؛ وهذه النعومة التي يراها العالم كله مع ايران واذرعها في المنطقة، لدرجة التسليم للمنطقة كلها لإيران!؛ 

فقد رفعت الإدارة الحالية الحوثين من قائمة الإرهاب، وعينت مبعوث لها لليمن للضغط على الشرعية والتحالف بالحل السياسي الذي لا يقبل به الحوثي، وأوقفت التسليح والدعم اللوجستي للمملكة والتحالف، وأجبرتهم على إيقاف تحرير الحديدة باتفاق ستوكهولم، ومنعتهم من التقدم نحو العاصمة، وسفارتهم بصنعاء فندق خمسة نجوم للقادة الحوثين!؛ جمعتكم مباركة.. فنحن في أول جمعة من رجب الحرام ... يتبع..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي