المالكي «يغمز» .. عدم تحرير صنعاء مردة الخلافات الحزبية؟

د. علي العسلي
السبت ، ٠٨ يناير ٢٠٢٢ الساعة ١٠:٥٧ مساءً

إذاً الــكـــــرة فــــي مــلــعـــب الأحزاب اليمنية المختلفة؛ التحالف يبرئ نفسه ويتهم الاحزاب، فيقول أن عدم تحرير صنعاء مردّه إلى الخلافات الحزبية بين "الجيش الوطني والقوات المشتركة والعمالقة والمقاومة وأبناء القبائل"، ولم يشير إلى المجلس الانتقالي !؛ حيث وجّه الناطق الرسمي في التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن في مؤتمره الصحفي اليوم على الحديدة واستعمالات الحوثي عسكريا للموانئ الذي ندينه، كونها أعياناً مدنية تخدم أغلبية اليمنين، أشار المالكي إلى ان الوصول للعاصمة وباقي المحافظات يعود إلى توحد الفاعلين على الأرض ،وبيّن بأن التأخير سببه الخلافات الحزبية ؛ ورد ذلك عندما ردّ المالكي على سؤال: " هل ستستمر المعركة لتحرير باقي المناطق؟"؛ طبعا هذا السؤال جاء على وقع الانتصار الذي حققته ألوية العمالقة في تحرير بعض مديريات محافظة ((شبوة)) مؤخراً؛ فأجاب العميد المالكي: "هناك تضحيات قُدمت من قبل الجيش والقوات المشتركة والعمالقة والمقاومة وأبناء القبائل. وإذا اتحدوا ووضعوا أي خلافات حزبية جانبا، فسيتجهون إلى صنعاء ونحن ندعمهم؟!؛ فالنصر منوط بهذه التشكيلة، هذه الخلطة الساحرة.. 

هي احباطنا في التأخير والاطالة، وهي نصرنا الذي نتطلع إليه في القريب العاجل؛ أبعد هذا الوضوح وضوح؟!؛ على الأحزاب التي هي خلف هذه المكونات، أن تصحوا فتتحد، وتتناسى خلافاتها أو تدافع عن نفسها؛ فهي في موضع اتهام من التحالف والشعب اليمني.. ولذا... عليها أن تتناسى خلافاتها ومماحكتها، أو توضح إن كان الأمر غير ذلك وتبرئ نفسها وزر التأخير!!

شخصياً.. اسمحوا لي هنا.. أن أنتهز الفرصة هنا لأبين استنكاري الشديد لما رافق الانتصارات المتحققة؛ التي نباركها ونشد على ايادي صانعها من دون توصيف جهوي؛ وينبغي أن نجزم أن إنهاء الانقلاب لا يحتاج لتمجيد جغرافيا، وانما الإشادة وفقط، بالقوة التي حققت النصر الذي نفتخر به جميعنا ،ولولا دعم التحالف لما تحقق، وإذا دمت الوحدات المتواجدة في مأرب مثلما دعمت هذه القوة التي حررت شبوة فلربما كلنا صرنا نحتفل بصنعاء؟!؛ فالتحالف هو من شكل ودرب وسلح العمالقة، فدرب العمالقة التي لا شك أصبحت قوة ضاربة ،دربها وسلحها أسلحة نوعية متفوقة، وعندما أراد لها أن تنجز نصراً في مدّة قياسية أعدّ لها عدّتها ،وغطى  لها عملياتها تغطية جوية ساندة، فتحقق النصر في استعادة المديريات التي سقطت قبل شهرين تقريبا!

الف مبروك لهذا الانتصار الكبير، ولكن لابد من إبداء بعض الامتعاض؛ على الرغم من أن النصر مفرح ومبشر بخير، إلا أن الذي رافق هذا الانتصار الكبير ، محزن ومؤلم نوعا ما ،ولا يدّل على تنفيذ اتفاق الرياض كما يجب، فالعملية العسكرية سميت بـــ" إعصار الجنوب"  وهذه التسمية مستفزة لمشاعر كثيرين، ولا أظن الشرعية المسؤولة عن الشمال والجنوب هي نفسها تقود التحرير بجيش جهوي أو انفصالي؛ كذلك رأينا بعض التصرفات التي لا تليق من بعض الأفراد _هذا على الرغم من  وصف العمالقة بأنها جيش مهني مدرب منضبط_، فلم نرى الانضباط عندما تم إنزال علم اليمن ورفع علم الانفصال، المفارقة أن العملية بإعلام التحالف تُحسب للشرعية ولجيشها الوطني وألوية العمالقة قطعا، ومن أن العملية كلها بقرار من الشرعية وهي من نسقت ،فهل هي من سمت العملية "إعصار الجنوب" ،وهل هي مع انزال علم الجمهورية اليمنية؟!؛ لا أظن ذلك؛ ولا اظن كذلك أن قائد ألوية العمالقة مع ذلك ؛ فهو فوق المناطقية وهو ضد الحوثي كمشروع ومعتقد؛ ما أراحني حقيقة بعد سماع إعصار الجنوب الذي يحز في النفس هو تجاوز العمالقة لشبوة ووصولها لبعض مديريات البيضاء!؛ ارجو أن يكون ذلك  في سبيل تحرير كل اليمن من الحوثة وليس حماية لشبوة او انتقاما للتراجع الذي حصل لألوية العمالقة عندما فزعت مع مقاومة البيضاء فكان الذي كان من قبل الحوثة على البيضاء وشبوة ومأرب!

إن ما رافق العملية العسكرية من تصرفات ينبغي ان يحاسب عليه المرتكب وألا يتكرر!؛ وما يستغرب أو هو مستفز أيضاً؛ هو أن العمالقة التي تصدرت المشهد وانجزت الانتصار التي نشيد بها على فعله، ونبارك لقادتها وكل عناصرها بإنجازه، ونشيد بالتحالف للمساعدة واحراز هذا النصر؛ لكن ما الداعي أن تغير العمالقة من اسمها؟؛ ومن الذي غيرها؟!؛ ولم نسمع عن أي قرار جمهوري بهذا الخصوص لأنه غير منطقي ولا منسجم مع عقيدة الجيش الوطني للجمهورية اليمنية؟ لقد غيرت العمالقة اسمها من "ألوية العمالقة" حاف، والمهمة كانت في الساحل الغربي، اليوم أصبحت بقدرة قادر" الوية عمالقة الجنوب"، وهذه التسمية أيضا مستفزة ولا تدّل على حسن نية ولا تدل على ان من ذكرهم المالكي بـــ " الجيش والقوات المشتركة والعمالقة والمقاومة وأبناء القبائل" متحدين، وباتوا شيء واحد تنفيذا لاتفاق الرياض، ومن انهم منسجمون ومنسقون فيما بينهم ومع التحالف.. اتمنى أن أكون مخطئاً، وأن نهاية الانقلاب والحوثين كمعتدين قد قربت، وأن موعدنا الاحتفال بالعاصمة صنعاء وهي محررة وفي القريب العاجل بحول الله وقوته وتوحد جميع من اشار إليهم العميد المالكي!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي