فخامة رئيس الجمهورية لا يتخلى عن رجاله بل يحافظ عليهم

علي هيثم الميسري
الأحد ، ٢٦ ديسمبر ٢٠٢١ الساعة ٠٩:٤٣ مساءً

 

     أيقونة شبوة وسلطانها الأستاذ محمد صالح بن عديو أثبت لكافة أبناء اليمن وشرائحه بأنه رجل دولة من الطراز الرفيع ، ويمتلك وفرة من الوطنية لو وُزِّعَ اليسير منها على الكثير من مسؤولي الحكومة الشرعية لكفتهم جميعاً ، وفي عهده شهدت محافظة شبوة نهظة تنموية لم يسبق لأحد من المحافظين الذين مروا عليها أن صنعوا مثله في هذه المحافظة المعطاء والزاخرة بثروة غازية ونفطية تكفي أبناء شبوة وربما اليمن كله ، وحينما طالب بتسليم منشأة بلحاف الغازية ليديرها أبناء شبوة بأياديهم وكل جوارحهم إستشاط غضباً طرف من أطراف التحالف وطالب بإقالته من منصبه مقابل وديعة مالية ترفد خزينة البنك المركزي ليتعافى الإقتصاد ومعه تتعافى العملة الوطنية .

     بعد إقالة الأستاذ محمد صالح بن عديو من منصبة وتعيين محافظ آخر محسوب على هذا الطرف التحالفي الذي طالب بالإقالة خرج الكثير من الغربان الناعقة التي لا تفقه بفن السياسة إنتقدت فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وتهاجمه بقبيح الكلام وبذاءة اللسان بدلاً من أن تلتمس له العذر بأنه حافظ على السلطان بن عديو من إفشاله أو إغتياله كما فعلت مع شهيد الوطن جعفر محمد سعد ، غير مدركين بأننا أمام قوى ظلامية متجبرة متكبرة وإجرامية لا تبالي بموت الكثير من اليمانيون ، ولنا في ذلك نموذج حي وهو جريمة شقرة التي راح ضحيتها المئات من قوات جيشنا الوطني .

      لو أعدنا الذاكرة إلى الخلف لبضع سنين ونتوقف أولاً في محطة الدكتور الرمز أحمد عبيد بن دغر أثناء توليه رئاسة الحكومة اليمنية ، حينما رفض وبقوة الإنصياع لأوامر هذه القوى الإجرامية بتنفيذ أجنداتها ومنحها مطامعها في سقطرى وتحداها أمام العالم أجمع برقصته الشهيرة فكانت خاتمته الإقالة ، وبعدها خرجت تلك الغربان ونعقت وإنتقدت فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي أيضاً غير مدركين بأن فخامته آثر أن يحافظ عليه من إفشاله أو إغتياله ويتحين الفرصة لإعادته لموقع آمن وهاهو عاد من باب رئاسة مجلس الشورى .

     المحطة الثانية كانت لذئب عله أحمد بن أحمد الميسري وزير الداخلية السابق أيقونة الشجاعة والوطنية فائقة الحدود حينما طـُلـِبـَت منه مطالب تضعه في تاريخ الخيانة ، ووقف شجاعاً جسوراً بمعية رفيقه الأستاذ صالح الجبواني في أحداث العاصمة عدن ، فخرج منها مرغماً محافظاً على دماء وأرواح كانت ستسفك وتزهق بعد تهديد تلك القوى الإجرامية بمحرقة ومجزرة ستشهدها عدن فكانت خاتمته أيضاً الإقالة وبعنوان عريض إسمه إتفاق الرياض .

     وأخيراً أيها السادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لا يتخلى عن رجاله الأشاوس ولا يفرِّط برموزه الوطنية بل يحافظ عليهم حتى يأتي دورهم الريادي وبلا شك سيأتي ذلك اليوم ، ولا تعتقدوا بأن إقالة فخامته لبن عديو هي لأجل منحة مالية عابرة كمثيلاتها بل الأمر ادهى وأمـَرَّ من ذلك وهو إتقاءً لفوضى عارمة تأكل الأخضر واليابس وفتنة لا يـُحمـَد عـُقباها ستصنعها تلك القوى الإجرامية وقد تعيدنا للمربع الأول من الأزمة اليمنية ، فالمنحة المالية ستزول وتنتهي وستفشل الإدارة الجديدة للبنك المركزي كما فشلت سابقاتها وستعود الأمور مجدداً كما كانت عليه من إنهيار للإقتصاد اليمني وفقدان العملة الوطنية قيمتها أمام العملات الأجنبية ، وما إنهيار الإقتصاد وتراجع العملة الوطنية إلا بفعل فاعل مخطط له للضغط على فخامة رئيس الجمهورية وكل ذلك كُتـِبَ خارجياً في سيناريو خاص باليمن أُعـِدَّ له مسبقاً منذُ أن تولى فخامته رئاسة الجمهورية ، ولن ينسف ذلك السيناريو إلا إرادة شعب عظيم كالشعب اليمني بثورة عارمة تـُنهي أحلام الطامعين بثروة الأرض المعطاء أرض اليمن الكبير .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي