لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم

علي هيثم الميسري
السبت ، ٠٤ ديسمبر ٢٠٢١ الساعة ١٠:٥٦ مساءً

 

     أصبح من بديهيات السياسة في اليمن أن كل مسؤول شجاع يقول الحق ويتكلم بوقائع ملموسة ، ويرفع للعالم أجمع مآسي الشعب اليمني ويعري القوى التي أوصلت اليمن لحافَّة الفقر ويظهر الأخطاء والسياسات القذرة والإنتهاكات تقوم عليه قائمة ولا تقعد ويجد نفسه ثوراً تـُسـَن له السكاكين وتقطع أوصاله ، وبالتالي يجد نفسه خارج منظومة الحكومة اليمنية ولنا بأحمد الميسري ورفيقه صالح الجبواني وغيرهما نماذج حية .

     ومن المعروف أننا عشنا وعاصرنا ست سنوات حرب تخللتها محادثات ومباحثات ومبادرات لأن القوى التي تريد إطالة أمد الأزمة اليمنية تريد لليمن إستمرارية هذا الوضع الذي نعيشه ، وحينما إنبرى الدكتور أحمد عبيد بن دغر وزميله الأستاذ عبدالعزيز الجباري وتقدما بمبادرة بصفتيهما الشخصية قامت قيامة بعض الجهات والأحزاب وبعض مسؤولي الحكومة اليمنية بدعوى الوطنية وهم ينغمسون بدور الوطنية رغم ضجيج الخيانة والعمالة بداخلهم وإنتقدا هذين الرمزين حتى يرضى عنهم من كانوا سبب في هذه الأزمة وإطالتها إلى أمد لا يعلم به الله عز وجل .. مع أن المبادرة خلت تماماً من ذكر فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي إلا أنهم حاولوا أن يصطادوا في الماء العكر وقالوا أن هذه المبادرة لهي خيانة لفخامته .

     المرجفون والناعقون الذين هاجموا الرمزين الوطنيين ليتهم إلتزموا الصمت كعادتهم حينما أُنتـُهـِكـَت سيادة اليمن ، ولكنهم للأسف ذهبوا ليتعلقوا بآمال من المؤكد ستذهب أدراج الرياح بدق أسفين بين فخامة الرئيس والرجلين وعلى الأخص سعادة الدكتور أحمد عبيد بن دغر بزعمهم أنه يسعى ليكون بديلاً لفخامته ، وقد يكون مسعاهم بأن فخامته سيغضب من موقف سعادة الدكتور بن دغر ويقيله من منصبه ليحلوا محله ، ولكن هيهات من الوصول لمسعاهم ففخامته أدهى من أن يبتلع الطعم ويحقق أحلامهم .

     أين كان هؤلاء عندما توقفت موانئ اليمن ومطاراتها ؟ ، وأين هم من مأساة الشعب حينما إنهار الإقتصاد وسقطت العملة سقوط مدوي حتى وصل المواطن اليمني لا يستطيع توفير قوت أولاده لغلاء الأسعار ؟ ولماذا بلعوا ألسنتهم وهم في مخابئهم عندما أنقطعت رواتب الجيش والأمن إلا من بعض الأشهر أثناء ما كانوا هم يستلمون رواتبهم بإنتظام ؟ .

      أولئك المرجفون يريدون كل مسؤول وسياسي مثلهم مُطأطئ الرأس لا يتكلم عن أي خطأ ولا ينتقد خوفاً من الغضب عليه وإلا لن يرضوا عليه وسيلعنوه ، لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ومن هذا المنطلق أحب أنقل لهم كلام الإعلامي المتميز فتحي بن لزرق حينما قال : طلعوا الشعب اليمني عندكم وأحجزوا لهم في الفنادق التي تقطنوها وأصرفوا لهم نفس مخصصاتكم ودرسوا أولادهم حيث تدرسون أولادكم ولحظتها مش مشكلة تستمر الحرب حتى 50 عام قادمة .. أو تعالوا عيشوا معنا بالداخل نفس الوضع ونفس المعاناة وقدموا أولادكم في مقدمة صفوف المقاتلين ، أما أنكم تستلمون رواتبكم بالدولار وتسكنون في أرقى الفلل ولم تزورون اليمن منذ 2015 ثم تغردون شاتمون كل من سيطالب بإصلاح مسار الأزمة فهذا أمر لايقبل به أحد .

     وأخيراً أود أن أقول كلمة خالدة قالها صديق : فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وسعادة الدكتورأحمد عبيد بن دغر هما يداً واحدة وسوف يظلون كذلك من أجل المشروع الوطني والدولة الإتحادية ، وشرعية فخامته مصدرها الشعب اليمني ومشروعها يمن جمهوري موحد دولة اتحادية .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي