محافظ عدن لا يعلم بأن المعلم كاد أن يكون رسولا

علي هيثم الميسري
الاربعاء ، ٢١ فبراير ٢٠٢٤ الساعة ١٠:١٤ مساءً

في مشهد مؤلم يظهر فيه طلاب ثانوية في عدن وهم يضربون معلمهم ويلقونه أرضاً ، ورأينا التعاطف اللا محدود مع المعلم من قـِبـَل الكثير من الناس في الشارع العدني ، وبعدها إنبرى لنا محافظ عدن يزمجر ويزأر لأجل المعلم فيوجه إدارة التربية في عدن بإتخاذ إجراءات صارمة للطلاب المصارعين الذين صرعوا معلمهم ، ثم رأينا الصرامة بحذافيرها في مشهد آخر يظهر فيه هؤلاء المصارعين وهم يعتذرون في منصة المدرسة ويقبلون رأس معلمهم ، ومن خلال مظهر المعلم يبدو وقد أُنتـُزِعـَت كرامته والقهر بادئ في محياه وكأنه كارهاً لطريقة الإعتذاز وسقوط هيبته تحت أقدام أولئك الطلبة .

 

     ونحن بدورنا نقول ما شاء الله تبارك الله عليك يا محافظ عدن على هذه الصرامة تجاه طلبة أقل وصف لهم بعديمي التربية والأخلاق ، والمعلومات تؤكد أن أحد الطلبة أبوه قائد عسكري بحجم وطن من أولئك القيادات الذين ظهروا بعد حرب 2015 في عدن ، والإجراء الناعم الذي إتخذته إدارة التربية تجاه الطلاب والصمت المطبق الذي أبداه محافظ عدن يؤكدان يقيناً تلك المعلومات ، وحادثة ضرب المعلم هذه ستتكرر وستصبح عادة أو موضة في مدارس عدن طالما وأن نهايتها كانت ناعمة كما شاهدناها .

 

     وتعاطفاً مع المعلم نقول : ألا يكفي يا محافظ عدن أن حقوق المعلم منقوصة ومنهوبة وزدت عليهما بأن جعلت كرامته مسلوبة وأقتصيت له بهذا العقاب الناعم للطلبة ، وكأنك نسيت حينما كنا طلبة في زمن هيبة المعلم أننا عندما كنا نراه ماشياً في الشارع نتخذ مساراً آخر حتى لا يرانا وكأننا تعلمنا بأن هيبة المعلم تجعلنا لا نطأ بأقدامنا شارع وطأته أقدامه ، أو لا تعلم بأن الشعراء والحكماء لم يتركوا وصفاً ولا مثلاً ولا شعراً ولا حتى نثراً إلا وصاغوه لكل الأجيال على مر الزمان ؟ ، ألـَم تقرأ عبارة : من علمني حرفاً صرت له عبداً ؟ .

 

     ما رأيك يا محافظ عدن في هذين البيتين لأحمد شوقي : قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا

كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا

أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي

يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا .. ألا ترى يا هذا بأنك أجحفت في حق هذا المعلم المغلوب على أمره الذي أفنى من زمنه وراحته حتى يصنع جيل ناشئ يفيدون به مجتمعهم ، على العموم نعلم جيداً بأنك لن تحرك ساكناً حيال هذه الجريمة وكما قيل لقد أسمعت إن ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي ، فأنت محافظ عدن ولا تمتلك قرارك وجعلت من نفسك خيال مآته ، لذلك نصيحتنا لجميع المعلمين في العاصمة عدن أن يرفعوا لوزير التربية والتعليم خطاب يطالبوا فيه برد الإعتبار الأمثل والصارم لزميلهم المعلم وإن لم يفعلوا ذلك فغداً سيكون مصيرهم كما صار بالأمس لزميلهم الأستاذ نبيل يوسف.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي