خطاب فخامة الرئيس واليمن السعيد

علي هيثم الميسري
الثلاثاء ، ٣٠ نوفمبر ٢٠٢١ الساعة ٠٩:٤١ مساءً

 

     خطاب فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي بمناسبة الذكرى ال 54 لجلاء المستعمر البريطاني من جنوب اليمن كان من أعظم وأجمل الخطابات منذُ أن تربع عرش السلطة ، كان خطاباً متميزاً يختلف تماماً عن كل الخطابات السابقة في أي مناسبة ، كان خطاباً من يقرأ ما بين سطوره ويتمعن الكلمات والعبارات سيجد فيها عظيم الأمل بأن الأزمة اليمنية على وشك أن تنتهي ، وهذا الأمل الذي كنا ننتظره منذُ إنقلاب المليشيا الحوثية على شرعية فخامته .

     فلأول مرة يذكر فخامته الفاسدين والممارسات المخالفة للقانون والتي إنشغل عنها كما قال بمعركتنا ضد المليشيات الإنقلابية لإدراكه بإقترتب تلك المليشيات ، وكأنه يقول للفاسدين نعرفكم جميعاً وأسماؤكم مرصودة لدينا وسنتفرغ لكم قريباً بعد أن نقضي على مليشيات صنعاء الإنقلابية ، ولم يتطرق البتة لمليشيات عدن التابعة للمجلس الإنتقالي ( كما يحلو لي أن أسميها ) لا من قريب ولا من بعيد لأنها أصبحت شريكة في الحكومة الشرعية ، مع أن المجلس الإنتقالي حتى اللحظة يرفض تنفيذ الشق العسكري في إتفاق الرياض ، وأظنه لا زال يحدوه الأمل بأن قيادات المجلس الإنتقالي ستعود لرشدها وتنفذ ما تبقى من إتفاق الرياض .

     وهناك الكثير من النقاط التي ذكرها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ولا يسعني ذكرها في عجالتي هذه  ولكن سأذكر أهمها وهي أن دعا فخامته كل اليمنيين في الداخل والخارج أن يقفوا صفاً واحداً ليشكلوا جداراً منيعاً ضد كل من يحاول تغذية الخلافات وتحويلها إلى صراعات بإسم الحزبية والمناطقية ولأي ولاءات لجهات ما أو أي مشاريع أخرى لا يقبلها الشعب اليمني ولا تنصب في مصلحته غير مشروع اليمن الإتحادي ، ذلك المشروع السامي الذي إن تحقق سينقل اليمن نقلة نوعية وتكون اليمن نموذجاً يحتذى به ، وبالفعل لولا إختلاف النخب السياسية والأحزاب خلال الفترة الماضية لأنتهت الأزمة اليمنية وتم القضاء على مليشيا الإنقلاب خلال فترة وجيزة قد تـُعـَد أشهر معدودات ، ولكن الأنانية التي إتخذتها بعض الأحزاب وبعض الجهات والإرتهان للخارج وللطامعين في ثروات اليمن والمتآمرين عليها هي من أطالت أمد الأزمة ونكلت بشعب اليمن المكلوم وأوصلتنا إلى هذا الحال المزري .

    وأخيراً أود أن أعترف بأنني قد أعتكفت عن الكتابة خلال الفترة الماضية لأشهر طوال لشعوري بالإحباط وإنكفأت حتى عن الحديث في المجالس بما يخص الأزمة اليمنية ، وكانت نفسي تحدثني عن أنه لا جدوى من الكتابة طالما وأن الكثير من هم في الحكومة الشرعية يسخرون مني ليقنعوني بأن كتاباتي تذهب أدراج الرياح ولا أحد يلتفت لها أو يعيرها أي إهتمام ، فقلت طالما وأن هؤلاء مسؤولون في الشرعية يرون ذلك ولا يهمهم ما يعانيه الوطن والشعب اليمني من مآسي وويلات وهم يستلمون رواتبهم نهاية كل شهر إذاً لماذا أتعب نفسي وأقهر فؤادي ، ولكن بعد خطاب فخامة الرئيس الوالد عبدربه منصور هادي حفظه الله وأطال في عمره أعاد لي الأمل وجعلني أعود للكتابة ولو بشكل محدود بين فترة وأخرى ، وسأعود لأنتقد وأكتب كل خطايا المسؤولين وفسادهم ولن أتوانى عن كشف أي فساد أو حقائق تتجلى أمامي ..

 ودمتم بخير مع رجائي لدعواتكم بأن يتحقق مشروع اليمن الإتحادي لتعود عبارة اليمن السعيد ونعيشها واقعاً ملموساً قبل أن تدركنا المنية .

علي هيثم الميسري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي