أشياء حدثت في الأيام القليلة الماضية .. تستوجب التوضيح؟!

د. علي العسلي
الجمعة ، ١٢ نوفمبر ٢٠٢١ الساعة ١١:٢٩ مساءً

المتتبع او الذي يدعي أنه مختص بالشأن اليمني، يفشل في الامتحان عند سؤاله ماذا يحدث في اليمن؟ هل الانسحابات بسبب طبخة ما؟ ومن الطباخ يا ترى؟ ومن سيأكلون هذه الطبخة الحوثين أم الشرعية ام أخرين  ومنهم؟؛ ومن المحرومين؟ واين الأحزاب وما موقفها؟ ولماذا كل هذه التبريرات للانسحاب؟ ولماذا حدثت فقط عقب التقاء المبعوث الاممي بالقادم الجديد للحياة السياسية الفندم  طارق؟،؛ على كلٍ؛ حدث خلال الأيام القليلة الماضية اشياء بعضها لم تكن معلومة للعوام، وبعضها لم تكن بالحسبان اصلاً؟! منها لا الحصر الآتي:_

__اقتحام سفارة الولايات المتحدة الامريكية في العاصمة صنعاء، بعد سنين من العسل بين الجانبين؟! ثم اختطاف بعض موظفي السفارة، اعقبه فقط المطالبة والمناشدة بإطلاقهم؟ هذا الشيء المفروض ليس بخبر عادي يمر كغيره من الاخبار، بل يستوجب  النقاش وطرح الأسئلة والمطالبة بإجابات وتبيان حقيقة الواقعة ودوافعها، ثم الخبر بذاته يثير علامات استفهام كثيرة منها؛ هل أن سفارة الولايات المتحدة الأمريكية تعمل في ظل حكم الانقلابين في العاصمة  صنعاء ولا تعمل في عدن في ظل الحكومة المعترف بها من قبل امريكا نفسها؟ فمادا يعني ذلك؟! يحتاج الشعب اليمني للإجابة، خصوصا بعد تسريبات حصلت عن اتفاق سري وقع بعد الانقلاب ببن الحوثة والامريكان في مجال التعاون الأمني ومكافحة الارهاب بين قوسين ( السلفي) ، اي بمعني اصح لمحاربة طلبة دماج اينما حلوا اخرها قصفهم بالعبدية في مأرب قبل عدة ايام؟! 

__ الزيارة  التزامنية للمبعوثين الاممي والامريكي؛ الاممي لتعز المدينة ومينائها في المخا، ومقابلة احزاب تعز وسلطتهم المحلية، كذلك مقابلة الحاكم الفعلي للمخا الفندم طارق صالح العسكري في بزته وتكوينه، الباحث اللاهث للسياسة بعد استنساخ تشكيلات الانتقالي وتشكيل مكتبه السياسي، واعتقد انه يعد هذا اللقاء الدبلوماسي السياسي الاول بالمبعوث بعد تشكيل المكتب السياسي للقوات المشتركة!؛وفي هذا.. هل يعني أن طارق سيتخلى عن بزته العسكرية، ويفصل له قميص سياسي، وهل سيقبل باقي افراد منظومة الحكم السابق  بانتهاء احلام بعض المؤتمرين بترشيح السفير(أحمد علي) خلفا لأبيه؟ أم ماذا؟ ثم لماذا تلميع طارق بهذا الوقت بالذات؟ وما الثمن؟ وهل للانسحابات التي تحصل في الحديدة علاقة بذلك؟ ثم سمعنا ان الحوثة تفاجئوا بالانسحاب فحلوا محلهم بسلام؛ لكن المواطنين ينزحون ويعتقلون من قبل الحوثة، مما يدّل علي ان الحوثة ليسوا ابدا مشاريع سلام يا أمم متحدّة؟! قبل خبر الانسحاب للقوات المشتركة بالحديدة قيل أن قوات التحالف انسحبت من العاصمة الموقتة عدن، نفي الخبر من التحالف واكد المتحدث اعادة انتشار وليس الانسحاب، كرر هذا من المشتركة ايضا.. يتطلب هذا اللغط مزيد من التوضيحات والمواقف.. فهل ترى يا ايها المهتم بالشأن اليمني أن هناك طبخة ما قد طبخت وحان تقديمها؛ فمن هم المحظوظون او الاشقياء يا تري؟ ومنهم الطباخون وهل منهم بعض الأحزاب أم ان الاحزاب جميعها  لا تعلم شيئا؟ واين هذا المطبخ السري الذي اعدت فيه الطبخة؟ وهل دولة  عُمان والعراق جزءًا منه أو لا؟ 

__ وعلي الرغم من اهمية زيارة أول مبعوث أممي للحالمة المظلومة تعز، وأرجو ان تكون الزيارة مبشرة باهتمام المبعوث والدول الكبرى بالإنسان قبل الملفات الأخرى، وتدل على إعادة ترتيب الأولويات لصالح الانسان اليمني "كرامة وهوية وطنية" ، كما أتمنى ان تكون الزيارة ليست لامتصاص حماس وثورية ووطنية ابناء تعز فيما يعد في مطابخ اللاعبون بالشأن اليمني، وربما قد تكون الطبخة وبهاراتها وطمعها ورائحتها لا تناسب الذوق التعزي، ويخشى من ان تثور تعز وابنائها، فجاءت هذه الالتفاتة المتأخرة.. أقول!

رغم اهمية الزيارة واهمية ما سمعه المبعوث من الجميع لما يدور بالمحافظة، واظنه قد سمع ووعى ما يعانيه التعزيون وكل اليمنيون جراء حماقات وعبث الحوثة بإرسالهم للقذائف على المنازل والساحات، وقنص الأفراد، خصوصا النساء والأطفال، ومن تقييد الحريات، ومن صعوبة الدخول والخروج لمدينة تعز خصوصا من جهة الحوبان، فلو فتحت تلك الطريق الموصلة لقلب المدينة بعد زيارته، سيكون قد حقق اختراقا محمودا له؛ غير ان ترحيبنا بالزيارة يجعلنا اكثر فضولا لسؤاله عن  التوقيت واختيار اماكن الزيارة والشخوص الذي قوبلوا؟ ثم نلح بالأسئلة ونقول أليس بعد كل الضجيج الذي سمعناه من المبعوث والمبعوثين والدول من ان الحوثين باعتدائهم المستمر علي مأرب قد اسهموا في عرقلة التوصل للسلام و اخروا إتمام تسوية سياسية شاملة، ويجب عليهم انهاء التصعيد؟ ؛ أليس من المهم والمنطقي  ان تكون الزيارة الأولي للمبعوث الجديد هي لمأرب الصمود والاسطورة؟؛ دعما لها ورفضا للاعتداء المتكرر عليها والمستمر من قبل الحوثة؟؛ ألم تكن هي احق في هذا التوقيت بالذات بزيارة المبعوث ودعمه، وايصال رسالة جادة وقوية للحوثين بضرورة

ايقاف اعتداءاتهم وتهجير النازحين للمرّة الرابعة أو الخامسة من هذا البلد الطيب بأرضه وأهله؟!  وسواءً تمّ التوضيح او لم يتم..؛ فإن خلاصة القول: لن يكتب النجاح لأي تفاهمات واتفاقات على الأرض بعد التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب اليمني، إن كانت لا تلبي الحد الأدنى من طموحه وتطلعاته؛ أو اذا كان فقط  المطلوب تقديم  تضحيات وتنازلات من صاحب الحق والشرعية لحساب المنقلب او المتمرد، او اذا كانت ستمس بوحدة التراب اليمني وستودي الي تقسيمه وتفتيته عبر صيغ والتواءات كالمناطق المعزولة أو الحكم الذاتي أو ما شابه؟!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي