بداية النصر رفض ومقاومة تآمر اليأس

د. عبده مغلس
الثلاثاء ، ٢٦ اكتوبر ٢٠٢١ الساعة ٠٨:٥٥ مساءً

سيطرة اليأس والقنوط على وعي الإنسان، هو اعلان لهزيمته الحقيقية، واقرار بها قبل حدوثها، فمن تسيطر عليه هذه الحالة، يقر بالاستسلام مهما كانت أوراق القوة التي يمتلكها، والمتابع لما يكتبه بعض انصار الشرعية والمنسوبين تحت رايتها، تغلب عليه هذه الحالة، من اليأس والقنوط، وهي تعبير عن حالة عقلية القطيع، التي وصلوا لها بتأثير الحرب النفسية في مواقع التواصل الاجتماعي، ضد الشرعية وأنصارها وتحالفها، وهي حرب ممنهجة أكثر شراسة من حرب الجبهات، تستهدف هزيمة الشرعية بتجهيل العقل وهزيمته.

ويردد صدى أقوال زيفها، الجهلة والمنافقين والمأجورين والمرجفين، والموتورين ومن في قلوبهم مرض، وهذه الحرب تقوم على:

١- نشر الزيف.

٢- تعجيز الشرعية.

٣- بث الخوف.

٤- إثارة الشكوك.

٥- صنع الحيرة.

٦- نشر الكراهية.

لتوصل العقل الجمعي لمناصري الشرعية، لمرحلة ما يعرف في علم الأعصاب شلل الصدمة، وفيها يتوقف عقل الإنسان عن التفكير والفعل، وهدف هذه الحرب هو محاولة إخراج الشرعية من المشهد، للهيمنة على اليمن وتقاسمه، من خلال القضاء على شرعيته ومشروعها كونهما عاملي بقاء اليمن الوطن والشعب، وبناء دولته ومستقبله واستقراره، وقد تحدث الله سبحانه عن هذه اللحظات التي يعيشها الإنسان بمحكم تنزيله، وما علينا غير تدبر قول الله لنخرج من شلل العقل، يقول سبحانه (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) البقرة ٢١٤ (إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا * وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا) الأحزاب ١٠، ١١، ١٢.

(يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) يوسف ٨٧. ومعارك صراع الحق والباطل عبر التاريخ مملؤة بمثل هذه المواقف، وحصيلتها النهائية دوماً انتصار ومجيئ وهيمنة الحق، وهزيمة الباطل ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) الإسراء ٨١. فرفض اليأس ومقاومته هو بوابة النصر ، وعلى المؤمنين بالثورة والجمهورية واليمن بشرعيته ومشروعه الخروج من هذا الوضع، وعلى مسؤولي الشرعية أن يمارسوا دورهم ومسؤولياتهم بشجاعة كل في موقعه وجبهته، وعلى الجميع ترك ثقافة الكراهية والحقد والانتقام فلقد قادة الرئيس السابق للموت وتسليم اليمن للإمامة، وعلى الجميع التكاتف ورص الصفوف والعقول، في مواجهة مشروع الإمامة وإيران فهو يستهدف الجميع، ونموذجه يمارس في كل مناطق اليمن التي تحت سيطرة الانقلاب، فلا قلم سيكتب ولا عقل سيفكر  ولا عيش بكرامة، وسيعود جميعنا عُكْفَة ورعية.

وعلى جميع اليمنيين أن يدركوا أن ثقافة الفيد هزمت رسول الله، وليكن الفيد هو النصر لليمن، الثورة والجمهورية، الدولة والوطن والشعب، والحرية والكرامة، فاليوم هو يوم البذل للجهد والمال والنفس.

وعلى مكونات الشرعية وأنصارها أن يقفوا موقف سحرة الفرعون وتوقهم للانتصار للحرية والحق، لا الوقوف موقف قوم موسى بعبوديتهم للعجل، فلم يؤثر فيهم البلاء العظيم من استحياء النساء وذبح الأبناء، ولا بينات نبي الله موسى التسع، وعلى رأسها غرق الفرعون وجنده، فحكم الله عليهم بالهلاك والتيه، لأنهم قوم لم ينتصرون لحقوقهم وحريتهم وكرامتهم.

وعلى إخوتنا في دول الخليج ومصر أن يدركوا أننا في سفينة واحدة، فالأمن القومي العربي مستهدف من الخليج لباب المندب لقناة السويس، ونماذج تهديد الأمن القومي العربي حية وماثلة للعيان، في خمس عواصم عربية.

وإلى مكونات الشرعية، اتركوا ترديد مقولات تآمر اليأس، واخرجوا من مربع ثقافة الكراهية، فاليمن يتسع لكم جميعاً، وانتصروا لوطنكم ودولتكم وشرعيتكم ومشروعكم، فمهما على صوت الباطل فهو لزوال قانون الله. وثقوا أن الشرعية بقيادة فخامة الرئيس هادي التي واجهت تآمر العرضي، وتآمر الموت، وتآمر اسقاط مؤتمر الحوار، وتآمر الانقلاب والحصار ، وتآمر التقسيم، ستواجه تآمر الاحتواء والهيمنة، وتآمر اليأس.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي