اليمنيون وخيارات الرُشد

د. عبده مغلس
الاثنين ، ٠٦ سبتمبر ٢٠٢١ الساعة ٠٤:٤٦ مساءً

الأمة الإسلامية ونحن جزء منها، تعاني من قوارع مهولة ونكبات متتالية، وحروب مستمرة، شاب لهولها الوِلدان وتدمرت بها البلدان، وتعاني من غفلة كالحة وحواس معدومة، وعقول تائهة معطلة، ووعي مفقود، وضَلال موجود، وضمائر نائمة وأوطان منهوبة، وقدرات مسلوبة، ومعيشة ضنكاء، ونحن لانعتبر ولا نسمع، ولا نرى ولا نعقل.

 

لدينا كتاب الله ومنهجه وصراطه وكلامه، هجره الكثيرون لمناهج شياطين الإنس والجن وقولهم.

 

ولدينا نحن اليمنيون شرعية ومشروع، يحفظان شعبنا من الفرقة والتفرق، وأرضنا من التفتيت والتمزق، بهما نُنْقذ وطننا وثرواتنا من الهيمنة والتبعية، تركهما البعض لمشاريع العبودية الإمامية والتمزيق والتبعية. والحال كما وصفه الله بهذه الآيات: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) الفرقان ٣٠.

 

(وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) الأنعام ١٥٣.

 

(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) الأعراف ١٧٩.

 

(وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ) طه ١٢٤.

 

(سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ) الأعراف ١٤٦.

 

أمراض قاتلة، على المستوى الوطني والديني، قادتنا لحروبنا ولمآسينا ومعاناتنا، فعلى المستوى الديني

 

١- هجر لكتاب الله.

 

٢- إعراض عن ذكره.

 

٣- الكبر والتكبر.

 

٤- الضلال بتغييب الحواس والعقل والتدبر.

 

وعلى المستوى الوطني:

 

١- إمامة متربصة.

 

٢- تبعية وتآمر ضد الوطن.

 

٣- محاربة الثورة والجمهورية والوحدة والشرعية ومشروعها الاتحادي.

 

٤- ولاء للفيد والغنيمة والتمويل والممولين. وللخروج من هذه المآسي والمحن وهذا التيه والضلال، علينا تبيّن سُبُل الرُشد، باتباع كتاب الله وصراطه المستقيم، وشرعيتنا ومشروعنا، والولاء لوطننا، هذه هي سُبُل رشدنا لخروجنا من أهوال ونتائج مآسي هجر القرآن، وسُبل الغي والضلال، والإعراض والتبعية.

 

جمعتكم رُشد وتماسك، وتَمَسُكْ بدين الله الحق، وكتابه وصراطه المستقيم، وبشرعية الدولة، ومشروع يمن المستقبل والتعايش والنهوض.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي