أساس وحقيقة الحرب والأزمة اليمنية، هي صراع بين السيادة اليمنية والكرامة اليمنية، والتبعية، بأسماء ومسميات وشعارات عدة، على رأسها الإمامة والانفصال، تحكمها إشكالية ثقافية تعكس السلوك الإنساني لبعض اليمنين، سواء كان سلوكهم سياسياً، أو اقتصادياً، أو عسكرياً، هذه الثقافة تحكمها وتُوجهها، ثقافة المصلحة الذاتية، والفيد والغنيمة، والتبعية، على حساب الولاء الوطني، والكرامة الوطنية، والسيادة اليمنية، وعلى حساب اليمن، الدولة والوطن، والشرعية والمشروع، هذه الثقافة لو قارنها بثقافة ذلك الشيخ الطاعن في السن ابن مشطر من قبيلة الجدعان الأبية، الذي قدم أولاده الخمسة وأكمل بنفسه، فداء لليمن الدولة والشرعية، والسيادة والكرامة، والثورة والجمهورية.
هذا الشيخ بقبيلته وابنائه قدموا النموذج الحي لأصالة وقدرة ومقدرة الشعب اليمني، والكرامة اليمنية، والسيادة اليمنية، والقوة والبأس الذي وصف الله بهما شعب اليمن، لقد فضح وهزم هو وأولاده وقبيلته الأبية، ثقافة التبعية، والفيد والغنيمة.
فكان بتضحياته بنفسه وابنائه الخمسة، وبتضحيات قبيلته، عنوان الكرامة اليمنية والسيادة اليمنية وانتصارها. ستذهب الوظائف والمناصب، وستذهب الأموال المجمعة والمنهوبة، وسيذهب التابعين والمتبوعين، كما ذهب سابقيهم، وسيبقى اليمن بشعبه وأرضه، بسيادته وكرامته، فلا يمكن طمس أو ابتلاع اليمن، الذي خصه الله بسورتين في كتابه "سبأ والأحقاف" ووصف أرضه بالجنتين، ووصف أهله بأنهم أولوا قوة وبأس شديد، ومن يعش يرى. رحم الله إبن مشطر وابنائه وكل الذين قُتلوا دفاعا عن الكرامة اليمنية والسيادة اليمنية من كل قبيلة ومنطقة ومحافظة.
