ألم يجدوا غير شماعة الرئيس هادي؟!

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ١٠ أغسطس ٢٠٢١ الساعة ٠٨:٤٦ مساءً

ربّ ضارة نافعة.. رأينا الأخ الرئيس أخيراً بعد أن أشيع عن موته أو مرضه أو إزاحته، ولا عالم من هو المخول بإزاحته اليس الصندوق الذي جاء منه فهو الوحيد القادر على فعل ذلك بغيره لا.. لأن كثيرون سيتضررون وقبلهم اليمن "الأرض والانسان"!

مجلس الدفاع الوطني يجتمع ويتخذ قرارات مصيرية بكل تأكيد، ولا أظن ان ما أعلن من قرارات ترتقي لانعقاده، فما أعبلن من قرارات هي بسيطة ولا تحتاج لاجتماعه، اجتمع ليقرر المضي بالحرب وما هو التقييم لها وماذا تحتاج من امكانات وكيف الخطط المعدة؟  او التوجه نحو السلام؟؛ وعلى كيف؛ ما هي المبادرات المطروحة وهل تتوافق مع المرجعيات ام لا وما هو تقييم الدول لها وكيف تعد العدة للاستفادة، كل الاستفادة من دول التحالف العربي والمجتمع الدولي لا القبول والرضوخ لضغوطاتهم؟! أي مناقشة فوائد ومضار كل من الخيارين على الجمهورية اليمنية وعلى السلم والامن المحلي والدولي وعلى سلامة الشرعية والمرجعيات الثلاث!

 وكما هو تاريخ اجتماعات مجالس الدفاع الوطني؛ حيث تتخذ قرارات صعبة لا يتم البوح بها، أملنا انهم قد ناقشوا كل التجاوزات والتدخلات والاختلالات والاحتلالات والتشكيلات الخارجة عن القانون والاقتصاد والاتصالات وكل قطاع لا يزال يُدار من صنعاء، وناقشوا اتفاق الرياض وتعقيداته والعودة الى عدن وانعقاد مجلس النواب فيها و...و... الخ. واتخذوا قرارات مناسبة موصلة لإنهاء الانقلاب وتجاوز أخطاء السنوات الماضية. لا يجتمع مجلس الدفاع الوطني إلا إذا كان الوضع خطير جدا على بقاء الشرعية واستمرارها بعملها كما المح الى ذلك أكثر من مسؤول في الشرعية، مما يدّل على ان الوضع بات خطيرا على الشرعية وما تحمل من مشروع دولة، وما يُراد من انقلاب على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية وعلى ما أسفر عنه الحوار الوطني من مخرجات كأساس لابد منه للخروج من ازمة اليمن المستعصية؛ ولا ينفع أي بدائل عنها، ففيها ما يمكن أن ينتشل اليمن من مستنقع المركزية والمحسوبية وعدم اشراك كل الوطن وابنائه وفئاته في السلطة والثروة!

 أقول رأينا الرئيس وجلاوزة حكمه بعد أن شموا روائح مؤامرة على اركان حكمهم بغرض استبدالهم، جاء اجتماع مجلس الدفاع الوطني والذي بحد ذاته مهم، وصحوة ضمير، ولعلّ فيه خير، وحصول الاجتماع يحمل معه رسائل عديدة، وهي واضحة لا لبس فيها، وموجهة الى جميع الأطراف المحلية والاقليمية والدولية؛ مفاد تلك الرسائل نحن هنا ولا يغرنكم من هم مسيطرون على الأرض! فأولئك خارج القانون وخارج الشرعية الدولية وخارج توفير الامن والاستقرار بالمنطقة؛ فهم وبقائهم اسباب دائمة للتوتر وعدم الاستقرار! أقول لعلّ الاجتماع قد خرج بقرارات مهمة ترد على الاتهام للشرعية واركانها بالضعف والوهن وعدم القدرة، هذا الاجتماع احسب انه مهم، ليبين للعالم ان الشرعية لا تزال قادرة ان تفعل الكثير لصالح اليمن إن ارادت!

دعوني الآن اشير إلى ما يروج من سيناريوهات الاقصاء بالاستبدال لرموز الشرعية الحالية ممن كانوا ولا يزالون يحكمون قبل وبعد ثورة فبراير 2011م .. فما عساهم يصنعون ؟؛وهل يعقل ان هادي هو السبب لكل الذي جرى؟؛ من يصدق هذا؟ وكلنا يعلم ان القرار اليمني صار بفعل الانقلاب وتداعياته بأيادي خارجية؛ والجميع لا حول لهم ولا قوة وحتى لو استبدلوا بحكام أجانب؛ فانظروا إلى ( ايرلو ) حاكم صنعاء الفعلي وافعاله؟! 

وللآسف كثر مؤخرا الحديث من بعض النخب والقادة على فشل الرئيس هادي، بل ان البعض منهم ذهب بعيداً وقال: أن تأييد هادي خيانة وطنية ومشاركة في تدمير اليمن.. بخ.. بخ هوّن عليك يا هذا! وأصبح في نظره الرئيس الشرعي هادي الفاسد الفاشل عديم الشرعية والذي أتى به الحظ العاثر لليمن، سبعة مليون ونصف حظ عاثر يا هذا؟! فلماذا من لم يعينه الرئيس يصبح بليلة متحامل ويحمل الرئيس كل الأخطاء؛ طيب ابحثوا عن المشكل الرئيس وهو الحوثي وحملوه على الأقل مثله ليكون خطابكم يميل الى التجرد على الأقل، ألم تجدوا غير الرئيس هادي وتنصبوه شماعة اخطاءكم وخطيئاتكم، ستقع عليكم إن أصريتم على الاستمرار بالمطالبة بتغييره؟ ارحموا الرئيس فيكفيه انه قبل وتحمّل اوزاركم واوزار من سبقكم؛ واحتمال أنتم من سيتهمه لاحقا بأخطاء من سيأتون من بعده؟!؛ حرام هذا! هذا يخدم الحوثي ويشرعنه؟! الرئيس هادي مخطئ ومقصر نعم!؛ لكنه ليس وحده؛ فهناك جيش من المخطئين بحق هذا الشعب وأولهم والعنهم على الشعب الحوثي ومن تحالف معه! الرئيس هادي العيب الكبير فيه؛ أنه غيب عما يدور و يا ليته لو كان شفافا ويكشف لشعبه بكل ما يجري!؛ ربما ما كانت السهام هذه موجهة تجاهه بهذه الحدة التي نتابعها! 

الرئيس لا شك هو أحد مكونات المعادلة الحاصلة باليمن، ولا شك يتحمل جزء قد يكون كبيرا لماذا؟ ليس لأنه الرئيس والمسؤول عن كل اليمنين وفقط، بل ولأنه ترك ((الهواة)) يصلون ويحكمون ويتحكمون وعندما يعزم على تغييرهم يتمردون، ولأنه لم يتخذ موقفا معلنا مما يجري على الأرض اليمنية من تدخلات لحد الآن، ولأنه قَبِلَ ان يعود من سماء مطار عدن واشبع غريزة الانتقالي ومن يسيره بذلك، ولأنه كتوم ولا يزايد بما يفعله او بما يسمع ويطلب منه، فهو حويط جدا ولا يسرب لما يدور يريد اخراج اليمن من عنق الزجاجة ويتحمل كل شيء في سبيل ذلك ؛ وترك التنجيم والتخمين لمن يعجبه التكهنات والاساءات، الرئيس يواجه الضغوطات، ويرفض الطلبات وموقفه منها  واضحة نقرأها من إرادة تغييره، فلو كان سهل المنال لما احد يريد التفريط به! فقط الرجل يحسب له زهده وتعففه عن اظهار مواقف اتخذها لم يرتضيها اللاعبون الاصليون على الأرض اليمنية!

 فيا أيها الفاشلون من الأحزاب والنخب ومن حكموا في السابق ويراد إعادة تدويرهم الآن لا تحملوا اخطائكم كلها وشماعات فشلكم الرئيس هادي وحده، ولا ينبغي اخلاقا وقد حافظ عليكم فيما أنتم عليه وفيه؟! رغم اوزاركم التي لا تعد ولا تحصى وما تحملون من أخطاء وخطايا أن تحملوه اخطاءكم وخطيئاتكم، ليس ذلك فحسب، وانما تسعون أنتم وليس الحوثين لإزاحته عن المشهد قبل أن يقوم بإخراج اليمن الى حكومة منتخبة تتحمل مسؤولياتها في بناء اليمن الجديد الذي وقعتم جميعكم على السير فيه...!

ايتها الأحزاب والمكونات.. أيها التحالف العربي الذي قَدِمَ إلى اليمن بأهداف معلنة لا لبس فيها ولا تحتاج لتأويل، فان ارتضيتم بغير شرعية هادي؛ فأنتم جميعا تعلنون فشلكم وهزيمتكم ومسؤوليتكم كاملة عما جرى؟!؛ وليس الرئيس هادي الذي حملتموه فوق ما حُمِّل، قبولكم يعني ليس انهاء دور الرئيس فقط، وانما انهاء معه أيضا الشرعية، شرعية هادي كرئيس انتقالي لمرحلة نقل السلطة، وشرعية التحالف كمتدخل !؛ وهنا الجميع سيسألون وربما سيحاسبون ؟!؛ والتوجه الحاصل  هو لتثبيت  الحوثي كطرف أساسي، غير منقلب؛ وتحويله الى ثائر، وواحد وعشرين من سبتمبر _انقلابهم المشؤوم_  ثورة؟؛ ويعني أن المبادرة الخليجية لم تكن موفقة ومن حملت اسمهم ايضا، وان مخرجات الحوار الوطني الشاملة كانت كذبة كبرى، ويعني و يعني ان الحوثين ثوار وان ايران تدخلت مع قوى محبة للحرية والسلام، ويعني ان السعودية والدول الأخرى تدخلها احتلال إلى اخر ما تتوقعون من تهم؟ فاحذروا وأسرعوا وفكروا ليس بتغيير الرئيس لفترة انتقالية جديدة كنسخة مكررة لما فعلتموه في السابق، فكروا واعدّوا قبل كل شيء إلى انهاء الانقلاب واستعادة الدولة، وبعد ذلك كل شيء يمكن طرحه على الطاولة اما قبله فلا؟؟! 

.. اليمنيون لن يقبلوا ابدا اثناء فترة هادي او باستبداله ان يكون وطنهم دويلات وسيقاومون طالما كان هناك عرق ينبض في اقيال اليمن الغيارى على وطنهم وهويتهم وعروبتهم! اعترفوا بأخطائكم، وتنازلوا لبعضكم، وكونوا عونا للرئيس، لا سيفا مسلطا عليه ولا تجعلوه شماعتكم ستقع على رأسه ورأسكم! وانتبهوا على بلدكم فالحوثي يلعب خارج مربع اليمن وفوق طاقته وقد يتسبب لاحتلال اليمن او بعض اجزائه وكما يقال ان الاستهداف الأخير للسفينة في بحر عمان كان ورائها الحوثي، وعلى التحالف والعالم ان لا يتعامل معه بانتهازية ويستجيب له بإزاحة الرئيس، بل عليهم ايقافه عند حده لا الخضوع له!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي