"التحالف" لم ينتصر بعـد لأهـداف "الشـرعية".. فلمـاذا اذاً "التسوية" قبل تحقيق الاهداف...؟!(الأخيرة)

د. علي العسلي
الخميس ، ٢٢ يوليو ٢٠٢١ الساعة ١٠:٣٢ مساءً

أيام تشريق مباركات على الجميع..  لنتابع موضوع "التخالف لم ينتصر بعد لأهداف الشرعية"، وعلى النحو الآتي: _ من الأسباب أن الشرعية تمتلك مفاتيح النصر، لكنها تضيعها دوما! لماذا؟ الله اعلم! فعلى سبيل المثال : _  ضيعت ولم تُحسن توظيف الغضب المتراكم لدى اليمنين ضد الحوثة، والذي تجسد في انتفاضات مسلحة ضد الحوثي ، فمن انتفاضة صالح في 2ديسمبر 2017م ى الى انتفاضة محافظة ريمة الى انتفاضة قوية جدا في حجور الى الانتفاضة الأولى في البيضاء، الى الثانية التي لا تزال جذوتها متقدة رغم بعض الانكسارات نتيجة الخذلان المتعمد المنسق مع الحوثة من  قبل تشكيلات المجلس الانتقالي الذي اصبح شريكا في الشرعية لكنه يحاربها، والذي ارجو على المملكة محاسبته  لمساعدته الحوثة وطعنه للمقاومة  الباسلة من آل حميقان، وذلك  بمنع وصول التعزيزات واعتقال بعض قادة المقاومة..!؛ من كل الانتفاضات اتضح ان الحوثة أوهن من بيت العنكبوت، وليس مستحيل هزيمتهم، لكن إن كنتم  يا الشرعية و يا تحالف تريدون هزيمته في الضربة القاضية! فما عليكم سوى دعم انتفاضة بالعاصمة، تستردون بها كرامة الشعب المني باسترداد عاصمتها من ايران فارس، ولو ادخلتم وحدات خاصة وقبضتم على الحاكم الإيراني حسن ايرلو وأدواته قادة الحوثة وتقديمهم للمحاكمة تكونون قد خدمتم اليمن والجيران والأمة العربية قاطبة، وستنتهي المشكلة نهائيا؛ فالأمور في صنعاء تبدو مهيئ العمل فيها، إن كنتم تحسنون القراءة للجنازة المهيبة لمفتي الديار اليمنية، فضيلة العلامة القاضي / محمد بن إسماعيل العمراني رحمة الله تغشاه...! 

أحب أن سجل هنا في نهاية هذه السلسلة الخلاصة فأقول إن الحوثة لا يعرفون طريقا للسلام، يعرفون السلام الذي يسبقه القوة، نتطلع أن نرى إنجازات الشرعية والتحالف على الأرض في البيضاء والحديدة وإب وتعز، لتزحزحوا مواقف الدول المراوحة والمائلة أحيانا لصاح الحوثة، فمالم؟! فسيستمرون الحوثة بمشروعهم، ومشروعهم وهدفهم الوصول إلى((مكة)) وما بعدها، وليس على مأرب وكفى، كما يظن بسطاء الساسة من قادة الانتقالي، الحالمون بِمكرمة من قبل الحوثي لفك الارتباط؛ ذلك هو الوهم عينه...!؛ كذلك فقد سئمنا المناكفات، فلابد من  بناء جسور الثقة بين مكونات الشرعية بعضها البعض، وبينها وبين دول التحالف كأولوية قصوى حتى يحصل النصر، فإنه يتطلب رص الصفوف بين القوى السياسية المؤيدة للشرعية وتناسي الخلافات، وهذا يقتضي عدم التعامل نهائيا مع الحوثي من قبل بعض قاداتها، لا بفعاليات ولا باللقاءات، وعلى المؤتمر الشعبي العام ورئيسه أن يتخذون قرارات فصل بحق الراعي الذي قلّدّ المشاط  رتبة مشير، وأبو رأس الذي منحه الحكم للأبد بحسب ما نقل عنهما. كذلك فإن الثقة المهزوزة بين مكونات الشرعية ينبغي اعادتها بالشفافية والوضوح وعدم تهميش الاخرين او محابة البعض على حساب اخرين، وكذلك عدم الثقة بين افراد داخل قيادة الشرعية وبين بعض دول التحالف ينبغي ان تكون العلاقة أيضا شفافة وندية وعبر مؤسسات؟؛ فلا يعقل ان افراداً يتسببون في تدمير الثقة ين مؤسسات دول!؛فمن الأولويات بناء جسور الثقة والمحبة مع كل دول التحالف، وهذه العملية هي عملية ذو اتجاهين، أي يفترض أن على دول  التحالف أيضا بصفة خاصة المساهمة الفاعلة والتبرع بسخاء من اجل انهاء المجاعة من اليمن، ودعم الاقتصاد والعملة ودفع رواتب الموظفين، وإعادة الإعمار وتوفير الخدمات إذ لا يعقل أنه لحد اللحظة بعد اكثر من خمس سنوات على تحرير عدن، لا تزال عدن كما تركها الحوثة لا بناء ولا تأهيل  حتى الفنادق مهدمة، لم يرى المواطن فيها سوى ترميم بعض المدارس وتلوينها بصور واعلام الدول التي جاءت إليها من دول التحالف. إن دعم الشرعية ضروري لإعادة الثقة فيها من قبل المواطن، ولجعلها تعيد اعمار ما دمره الحرب، وهو في اعتقادي واجب الجار على جاره، قبل كل شيء. إن المرجعيات المعروفة ((المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية ذات الصلة))، جاءت نتيجة تضحيات الشعب ورغبتهم في التغيير؛ وهي بمثابة ثوابت وطنية وعربية لا يمكن بحال تعديلها أو شطبها.  كذلك لا بد من تسليم ما حرر للشرعية، وتمكينها من حكمه وادارته بحسب الدستور والقوانين النافذة! ايضا أعتقد ان معظم الشعب اليمني صار يطالب المملكة ان تنهي في هذا الظرف العصيب مسألة انضمام اليمن التدريجي لمجلس التعاون الخليجي، فلن يكون تابعا للخليج إن لم يضم بكامل عضويته الآن! ضمه سينهي استغفال الحوثة للعوام من انها توجه العدوتان الخارجي وسيتم تطبيق قوانين مجلس التعاون للدفاع عن أي عضو فيه يتعرض لاعتداء خارجي، ذلكم عمل بسيط لكنه مردوده جبار وحاسم وستتغير كل المعادلات والسيناريوهات بظرف قصير، إذا ما تبن المملكة ذلك. أن ترويج وتسويق أن الحوثة طرف اساسي في اليمن__ كما صرح بذلك الامريكان مؤخرا ___، طرح خاطئ ويخلط الأوراق، فالحوثة هم جماعة صغيرة انقلبت على الدولة وسيطرت على كل مقدراتها ،والتوصيف الذي يستحقونه انهم جماعة منقلبة ،إرهابية؛ فكيف يتوقع عاقل أن يقبل اليمنيون تمرير هذا المنطق المعوج بجعل من سفك دمائهم، واستباح مؤسساتهم ونهب بنكهم  وسلاح دولتهم ،ويحول تغيير هويتهم بفرض التشيع الاجباري عليهم بالقوة ..؟!؛ اليمنيون لا يقبلون ولا يرتضون أن يكافئ المجرم على جرائمه و اشراكه في أن يكون حاكما على "ضحاياه" دون عدالة انتقالية ومصالحة وطنية تطوي تلك السنوات العجاف ويرتضي الضحايا بطيها، اذا ما فرض هذا النوع على اليمنين بعد تضحياتهم فلن يكتب له النجاح.. أما المطلوب فهو: _ اتباع استراتيجية حاسمة ضد المشروع الفارسي واذرعه في المنطقة، والمطلوب دعم عودة الشرعية، والمطلوب اتخاذ قرارات تملء الشواغر، والمطلوب الانتقال من هذا الجمود الحاصل بتحريك الجبهات وتحرير الحديدة وتعز والبيضاء، للحفاظ على النصر البطولي المستمر في مأرب.. ،والمطلوب عودة الشرعية بكامل مؤسساتها للعاصمة عدن تحديدا باعتبارها عاصمة مؤقتة، امر حتمي مؤقت حتى العودة النهائية للعاصمة الأبدية صنعاء؛ والمطلوب كذلك الإعلان عن آلية عملية بالتعاون مع المملكة العربية السعودية  لدفع رواتب المؤسستين المدنية والعسكرية؛ والمطلوب هو بناء جيش وطني احترافي مزود بالتسليح الكامل والنوعي، جيش يحمي المكتسبات ولا يهدد الجيران والعالم، ثم العمل المطلوب سحب كافة أنواع الأسلحة من كافة المليشيات وتجريم بقائها واستمرارها قانونا،؛ والمطلوب اعلان جديد من الرياض يؤكد ألا مساومة ولا تنازل عن الأهداف التي اعلنها التحالف العربي عند بدأ انطلاق عاصفة الحزم ؛ والمطلوب  ابلاغ مجلس الامن والمبعوث الأممي ومبعوثي الدول العظمى ألا جلوس ولا تفاوض __لا مباشر ولا غير مباشر__ مع الحوثة قبل تنفيذ اتفاق ستوكهولم  وخلال مدة معينة، فاذا لم فيعتبر الاتفاق بحكم المنتهي من جانب الشرعية والتحالف؛ والمرغوب كذلك  من  المملكة العربية السعودية الضامنة والراعية لاتفاق الرياض ان تلزم المجلس الانتقالي بتنفيذ اتفاق الرياض وفوراً، والمطلوب من المملكة باعتبارها هي التي شكلت التحالف ان لا تحرج الامارات بالاستمرار والبقاء في التحالف طالما وقد قررت الامارات الانسحاب، فقرار الانسحاب عين العقل لها ولليمن وللمملكة، مع ضمان مصالحها المشروعة في اليمن ،ومن دون أي تعارض أو تناقض مع الأهداف المعلنة  للتحالف العربي، فالإمارات ومهما قيل ويقال، فقد كان لها الفضل فيما تحرر، فلقدضحت بأرواح عزيزة من أبنائها في اليمن؛ والمطلوب أولا وأخيرا إيجاد رؤية واضحة بين المملكة والشرعية تعالج القصور و توضح ان سياسة احتواء الحوثي إقليميا أو دوليا أمر لا يخدم القضية اليمنية ولا المملكة، ولا يحبذانه؛ عيدكم سعيد وجمعتكم مباركة  مقدما ..

والسلام ختام..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي