جامع اليمن

ناصر العشاري
الاثنين ، ١٢ يوليو ٢٠٢١ الساعة ٠٣:١٩ مساءً

  كأنما تلك النفس أو الروح كانت تكنّ بقية الإيمان والحكمة، فلم أجد أبدًا في اليمن روحًا يمنية جامعة كروح العلامة محمد بن إسماعيل العمراني -رحمه الله- ولا أكثر إثراءً وتأثيرًا وقبولًا في المجتمع اليمني من شخصيته التقية النقية، المتحررة من قيود التحزب والعنصرية، وموقفه هذا من التحزب، ووصيته لليمنيين بتركه هو ما جعلني أُجِلُّهُ أكثرَ لِأَجلِه،

ومع ذلك فقد غلَبَت جهالة الشعب وشِقوته عليه فلم يسترشد بعلَّامَتِه وعَلَامَتِه، ولم يسلك مسلكَه في البعد عن التحزب والتعصب والتفرق، حتى تغلغل فيه الكهنوت بأغلاله، وعَلَت عليه كتل الأوساخ والأحقاد الفارسية الدسيسة النجسة، لتلوث نضارتَه، وتدمِّر حضارتَه، وبقدر عِظَم مصيبة اليمنيين بموت جامعهم الكبير،

ومواراة منارتهم العالية؛ فإن من عظمَة رحمة الله بالأجلاء الكبار أن يرفعهم في زمن الصِّغارِ والصَّغار، زمن بني إيرلو، زمن التحوث والتضوفع والدمبعة، وقد قلت؛ (لَعَنَ اللهُ حياةً... سادَ فيها عبدُ شَمَّة). 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي