أبجدية الحوثي

ناصر العشاري
الأحد ، ٠٣ يوليو ٢٠٢٢ الساعة ٠٧:٤٣ مساءً

يا عالَم افهم، البارود لا يمكن أن يصبح قمحًا، ولن تتحول القنابل إلى ورود، ولا يمكن للألغام أن تنبتَ السنابل.. 

قلتُ لقومي منذ حين: (قد  تجرَّعتمْ  طويلًا.. من كؤوسِ السِّلمِ سُمَّه).. 

الفرق بين السلم والسم حرف واحد، وهذا الحرف غير موجود في أبجدية جماعة الحوثي الإرهابية، أو في أبجدية أم الإرهاب والعدوان إيران، ولا يعرفون سوى حرف الراء الفارق بين الحرب والحب بالإضافة إلى ثلاثة أحرف فقط هي: (م و ت)، هذا هو شعارهم، وهذه هي لغتهم، وهي ليست صعبة إلى ذلك الحد كي لا نفهمها، وإن أضفنا حرف الراء إليها صارت (رِموت) لنفهم أنه يتم التحكم بهذا الموت القادم من إيران عن بعد، ومهما تحدثنا معهم بلغة غير لغة الموت؛ فهُم لن يفهموها..

والذين يؤمنون بالهدنة أو السلام مع الإرهاب والحقد العقائدي والعنصري الحوثي الفارسي ينطبق عليهم قول القائل: (ومُكَلِّف الأشياء فوق طباعها.. مُتَطَلِّبٌ في الماءِ جذوةَ نارِ)..

 

يا عالَم افهم، حرب الحوثي وإيران عقائدية، ولا مجال فيها عندهم للتفاوض ولا للتنازلات، مثل حرب داعش، بل وأشد تطرفًا منها، وهم يعتبرون كل هدنة أو مفاوضات مجرد مناورة في حربهم الأزلية الأبدية ضد الإنسانية، وشعارها المعلن هو الموت، وهدفها المعلن هو امتهان واستعباد البشر لسلالة فارسية..

يا عالم افهم، الحوثي مصمَّم بعقيدته وتكوينه الخَلقي والخُلقي كأداة للقتل والتدمير فقط، ‏‎فالحوثي آلة موت، مصاص دماء، مدمن ديناميت، حفار قبور، لا يعيش سوى على مشاهد الموت والدمار، وروائح الجثث، ونواح الثكالى، وأنات الجوعى والجرحى، والسلام بالنسبة له موت محقق ونهاية لمشروعه، وقد قلت لقومي منذ حين: (ابصُق على وجه حوثيْ أو مصدِّقِهِ...ومن يحاورهُ بغير بندقِهِ).. 

يا عالَم افهم، الهدنة مع الحوثي وإيران كالهدنة من طرف واحد مع الغرغرينا أو السرطان، أو مع النيران، وتركِها تستشري في الجسد وتنتشر، ومن يزعم أن هناك هدنة حدثت مع الحوثي فهو كذابٌ أشِر..

 

يا عالَم افهم، (هدنة) تُقرأ (هدية) بعيون الحوثي الكهنوتي الجاهل الدجال، فيستثمرها ليجمع حطبه من المدارس والجامعات، ومن أحضان الأمهات، وقودًا لمحارقة ومعاركه التي لن تنتهي في اعتقاده إلا إذا حكمت سلالته الإرهابية العالم بأسره، والهدنة هدية بالنسبة له ليواصل زرع الألغام، وقصف المدن، والنهب، والتجويع، والقتل، والتعذيب، والتهجير، وتفجير البيوت، وقد قلت من قبل: (ومكرُ الغربِ لن يُجدي.. وإنْ أهدَوا لهُ الهُدَنا).. 

يا عالَم افهم، (التفاوض) في لغة الحوثي يعني (التفويض) له وشرعنته كسلطة معترف بها، لمضاعفة جرائمه ضد الإنسانية، وللتغطية على الإبادة الجسدية والثقافية التي يمارسها ضد الشعب اليمني، وقد قلتُ للحوثي منذ حين: (تُفْ تُفْ تفاوض مَن على ماذا.. أَعُدتَ بِهدنَةٍ تَطمَعْ/ فلا والله لن تنجو.. وأعينُ موطني تَدمَعْ/ دمانا سوف تغرقُكُم.. ومجلسَ أمِنكم أجمَعْ).. 

يا عالَم افهم، أذناب إيران الإرهابية لا ينفع معها سوى القطع، وإذا لم تقطع الآن وأمدها الغرب بالمفاوضات والهدَن؛ فسوف تمتد وتلتف على أعناق الجميع غدًا، وتخنق العالم من شريانه الحيوي (البحر الأحمر)، لتجعله بالفعل أحمر قانٍ من الدماء، وتوزع الموت من الأرض والسماء..  وختامًا أعيد ما قلته لقومي من قبل:

أيها الأقيالُ مَن ذا..

للخطوبِ المُدلَهِمَّة

كلُّ مَن يرجو حياةً..

واجَهَ الموتَ وَأَمَّه

اُنْفُضُوا الذلَّ أفيقوا..

  وكفَى ظُلمًا  وظُلمة

اقْطَعوا أذنابَ فرسٍ..

مَن أحالوا الطُّهرَ تُهمَة

طارِدوا أبناءَ إيرلو.. 

أَرجِعوا الحوثيَّ قُمَّه

قد تجرَّعتمْ  طويلًا.. 

من كؤوسِ السِّلمِ سُمَّه

كمْ عَثَا عِلجٌ  بقومي.. 

لَيتنا  لمْ  نَسبِ  أمَّه

فادَّعَى الحقَّ الإلهي..

وغدا الفرسُ الأئِمَّة

سِفلةٌ لمْ يَرقبوا في.. 

مؤمنٍ  إِلَّاً  وذِمَّة

وهمُ السُرّاقُ مصُّوا.. 

دمَ شعبٍ دونَ رَحمَة

ثأرُنا واللهِ  آتٍ.. 

يقذفُ البحرَ بِمَهمَه

وأرَى في كلّ ظُفرٍ.. 

شَحمَ حوثيٍّ ولَحمَه

ثأرُنا في كلِّ شِبرٍ.. 

زَرعَ الحوثيُّ لُغمَه

كلُّ بيتٍ فيهِ  ثأرٌ.. 

كلُّ صدرٍ فيه نِقمَة

نحنُ أحرارًا خُلِقنا.. 

لم نعِشْ من أجلِ لُقمَة

وختامًا لا  حَيِينَا..

  إنْ رضِينا حُكمَ رِمَّة

لعنَ  اللهُ   حياةً.. 

سادَ فيها (عبدُ شَمَّة)

الحجر الصحفي في زمن الحوثي