في هذا اليوم تحققت توقعاتي بشأن العملة اليمنية

علي هيثم الميسري
الأحد ، ١١ يوليو ٢٠٢١ الساعة ١١:٢٧ مساءً

 قبل حوالي ثلاث سنوات ونصف وتحديداً في شهر يناير من العام 2018م كتبت مقالاً عن إنهيار العملة اليمنية وتدهور إقتصادها ، شرحت فيه عن ما يدور من تجاوزات في أروقة البنك المركزي قلت فيه : قبل حوالي ثلاثة أشهر كتبت مقالاً عن تدهور الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية عندما بدأ يتهاوى بشكل متسارع، وذكرت فيه أن سياسة محافظ البنك المركزي هي من ستؤدي إلى إنهيار الريال اليمني بل وإلى إنهيار الإقتصاد بكامله ، وها أنذا أُعيد نشر المقال وأتمنى من كل قلبي أن لا أعيد نشره بعد أن تصل قيمة الدولار الواحد إلى ألف ريال يمني .

  وفي هذا اليوم قرعت طبول السخط والإزدراء ضد كل من أوصلوا عملتنا الوطنية إلى الحضيض والمتسببين في تدهور الإقتصاد اليمني ، وفي حقيقة الأمر أصبحت حائراً وغدوت متألماً وأمسيت مهموماً بوصول قيمة عملتنا الوطنية مقابل الدولار لأكثر من ألف ريال يمني ، ولما آلت إليه وضعية المغلوب على أمره ريالنا الحبيب والتي بالتالي سينعكس على تدهور معيشة المواطن اليمني بسبب تلك السياسة الملعونة التي تمارسها تلك الجهات القابضة على زمام أمور الوطن .

فيما سبق كتبت الكثير من المقالات بما يخص تدهور العملة اليمنية والإقتصاد اليمني ولطالما كنت أُشير للفساد والممارسات الخاطئة لمحافظي البنك المركزي المتعاقبين على إدارته منذُ تحويله إلى العاصمة عدن ، وجميعنا يعرف بأنه لم يتوقف تدهور الريال اليمني لمستوى معين في زمن أي محافظ للبنك المتعاقبين على إدارته ، ويعني ذلك وأجزم بأن إستمرار تدهور العملة لا يتعلق بفساد المحافظين أو عدم كفاءتهم لإدارته إنما الأمر أبعد بكثير وأخطر مما نتوقع من هذه الرؤية ، والأرجح أن هناك مخطط يهدف لإنهيار الريال والإقتصاد اليمني ومرتبط بالمخطط الخبيث المـُعـَد سلفاً لوطننا اليمني .

الدليل على ما ذكرته أعلاه هو توقف تشغيل الموانئ والمطارات اليمنية ومنع تصدير المشتقات النفطية بكل أنواعها ، فلو إفترضنا جدلاً بأن الموانئ والمطارات اليمنية إشتغلت على الوجه الأمثل والأكمل فهل كنا سنرى وصول الريال اليمني إلى هذا المستوى المتدني ؟ وأقسم لكم بأنني في هذا اليوم صرفت مائة دولار حوالي الساعة الثانية عشر ظهراً ب 99200 ريال يمني ووصلني خبر في الواحدة ظهراً بوصول الدولار إلى 1002 ريال يمني ، فهالني الأمر وكفرت بكل من أوصل عملتنا اليمنية إلى هذا المستوى من التدني أكانت الحكومة اليمنية أو دول التحالف أو الإنتقالي ، أما فيما يخص مليشيا الحوثي لم أكفر بها بخصوص هذا التدهور للريال اليمني لأنها حافظت على مستوى واحد من قيمته ولكنني كفرت بها لإنقلابها على فخامة رئيس الجمهورية وشرعيته ، فهل يا ترى مليشيا الحوثي تمتلك رجال إقتصاد أكفأ مما تمتلكه حكومتنا المهترئة والمرتهنة .

وأخيراً أتساءل يا ترى إلى أي قاع سيصل قيمة الريال اليمني ؟ وهل ستضع الحكومة اليمنية نفسها في منصة المشاهدين وتستمتع بمشاهدة مسرحية ( تقهقر الريال اليمني ) ؟ أم أننا سنجد الحكومة اليمنية وخصوصاً المسؤولين في قطاع الإقتصاد وقد إنتفضوا جميعاً لإنقاذ الريال اليمني وكبح جماح تدهوره قبل أن يصل للمركز الأخير بين العملات العالمية ؟

بصراحة أشك في ذلك لسبب بسيط وهو أن الإمعات والمرتهنين للخارج لا ينتفضون لأوطانهم ؟   علي هيثم الميسري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي