كتب /الدكتور محمد المنصوب : عبث الإنتماء لآل البيت عليهم السلام

كتب
السبت ، ٠٥ يونيو ٢٠٢١ الساعة ١٠:٢٦ مساءً

لم أك أعلم كثيراً عن المتحف  الهندسي المعماري الواقع في طريق عملي بتورنتو وانا اشاهده ذهاباً وإياباً "متحف أغا خان" - اسم اسلامي معروف في الهند وباكستان - لكن أناقة المبنى بتصميمه وحجمه الضخم يلفت الإنتباه، بين الحين والآخر ومع التركيز  المتكرر على الإسم عرفت ان السيد أغا خان مثقف بريطاني من أصول هندية مسلمة مُحب للتراث المعماري الإسلامي، وُلد وترعرع وتلقى تعليمه في الغرب، حرص ويحرص على توثيقه أكاديمياً وأنشأ جائزة للهندسة المعمارية باسمه حسب معرفتي بأنها الأعلى قيمة ومكانةً في مجال الهندسة المعمارية بالعالم، إلى هنا والأمر منطقياً وليس عصياً على الفهم والإدراك. 

حتى البارحة بينما أقوم بجولة التفتيش المعتاد على المرضى، مررت بمريض هندي مسلم من اسمه، الأمر ليس غريباً في تورونتو فالهنود والباكستان جالية قديمة وكبيرة. 

لفت انتباهي كتاب - بالانجليزية- موجود بجانب المريض يحمل اسم "السيد أغا خان، الإمام التاسع والاربعون من ال البيت، فلان بن فلان حتى ينتهي النسب في سيدنا علي كرم الله وجهه".

سألته من باب الفضول: أهذا هو الشخص الذي يحمل المتحف اسمه، وصاحب الفن المعماري الاسلامي المعروف؟ 

قال: نعم هو 

قلت: كيف يكون إماماً ؟ 

قال: ألا تعرف، هل انت مسلم ؟ كيف لك لا تعرف حضرة إمام اغا خان - حضرة إمام تساوي لقب السيد بالعربية. 

ابديت عدم الإستيعاب: كيف ومن أهّل هذا الرجل الذي لا يحفظ القرءان وليس متفقهاً في الدين بأن يصبح إماماً- حتى ملته لا يعرف عنها شيئاً ! 

قلت: المعذرة يبدو ان ملامحه الغربية الحديثة اربكتني، لكن بالتأكيد هو مرجعية في القرءان والحديث والفقه على الأقل في مذهبكم. على الأقل هذا ما نعرفه عن مذهب أهل السنه وحتى الشيعة، أئمتهم - خامنائي مثلاً: مرجعية في علوم اللغة الفقه والسيرة والعقيدة وشتى العلوم الاسلامية. 

قال: لا لا، لا يحتاج لذلك ابداً. 

كيف؟

إنه إختيار إلهي وروحه هي نور من الله وكل ما نبحث نحن عنه في العلم والدراسة هو عنده نور من الله بالفطرة. 

طيب: فرضاً صادفتك مسألة شرعية فقهية من المعاملات اليومية، نحن عادة نلجئ للمراجع الدينية، ماذا عنكم ؟ 

قال: حضرة أغا خان يعرف الإجابة من النور الذي في روحة. 

خرجت من الحوار بحقائق غريبة وعجيبة: 

- حضرة أغا خان يحصل على الزكاة من اتباعه المقدرين بـ ١٥ مليون في مختلف دول العالم ولديهم نشاط تجاري جيد، وبسهولة نعرف من جوجل أنه من أثرى اثرياء العالم. 

- رمضان إختياري وليس إجباري. 

- يصلون ثلاث صلوات في اليوم فقط. 

- لديهم نفس القرءان لكن بتأويل مختلف. 

شككت أن يكون هذا مسلم بالأصل، لكن إستدلاله من القرءان بالسورة ورقم الآية مثلاً الآية في سورة النور: (نور على نور، يهدي الله لنوره من يشاء ....) استدل بها على ان نور على نور تعني تتابع الإئمة واحد تلو الآخر حتى تقوم الساعة.  كذلك فتح اول آية من سورة البقرة وطلب مني قراءتها "أ ل م " وقال هل تعرف معناها قلت: لا. قال هي لا تُقرأ حروف منفصلة بل كلمة واحدة "الميم" وهذا يعني الإمام، وأراد الله ان يكون اول كلمة في القرءان بعد الفاتحة" وهلم جرا.  

في الأخير عجزت أن ارى منطقاً في ما يؤمن به، ولا حرج فالعالم ممتلئ بشتى انواع الطوائف والملل من عُباد البقر والفئران والثعابين وصولاً إلى الإلحاد ! 

لكن لم استطع استيعاب عبث الإنتماء لسيدنا هلي كرم الله وجهه واستخدام مظلومية الإمام الحسين لتحقيق مأآرب وغايات ليست من الدين في شيء ! 

هذا العبث لا ينفرد به أبناء هذه الطائفة الهندية، فهناك في عالم اليوم من يمارس هذا العبث ويريد الاستعلاء على الناس والتّسيد عليهم بإسم الله وال البيت الكرام الذين جاهدوا في تحمل تبعات دعوة الإسلام وحموا وآزروا الرسول وبموتهم انتهى الفضل المذكور لهم في القرءان، وأي حد من نسلهم لا يميزه شيء عن بقية المسلمين إلا ما قاله الله في كتابه (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، حتى فاطمة بنت رسول الله فنبوة ورسالة أبيها لن تنفعها في شي كما ورد في الحديث الشريف. 

للعلم هناك أكثر من عشرون طائفة كل منهم  لديه  كل منهم لديه أدلته وحججه وبراهينه على أنه الوصي والوريث الشرعي لآل البيت، وداخل كل طائفة يتصارعون فيما بينهم فيمن يكون الوريث (الإمام الشرعي) والضحية عامة المسلمين، ولا حول ولا قوة الا بالله. 

تُرى متى ينتهي هذا العبث ؟

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي