الوحدة اليمنية مابين العاطفة والعقل

فارس النجار
السبت ، ٢٢ مايو ٢٠٢١ الساعة ٠٥:٣٩ صباحاً

عندما تبرمجت الوحدة اليمنية واتخذت من العاطفة طريقا لبناء دولة الوحدة في ٢٢ مايو من العام ١٩٩٠م كانت النتيجة حرب صيف ١٩٩٤م وماتلتها من فواتير باهضة انعكست على بناء الدولة وما بين العاطفة والعقل وسنوات من الصراع على السلطة تارة والاتفاق نخو استقرار نسبي تارة تمخضت الافكار بعد العام ٢٠١١م لتخرج بخارطة طريق تعيد للوحدة قيمتها المعنوية والمادية المبنية على تقاسم السلطة والثروة بشكل عادل بناء على مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي شكل بمبادئة عنوان لبناء اليمن الاتحادي الجديد لم يرق لقوى الظلام المحلية والاقليمية الا ان تعيق هذا المشروع لتدخلنا مرة اخرى بصراعات تجاوزت المناطقية و تفاقمت واشعل نارها مبادئ ملالي ايران الدخيلة على المجتمع اليمني والتي صنعت واقعا جديدا اريد من خلالة اعادة تشكيل اليمن على اساس طائفي بغيض.

وامام هذه المتغيرات يناط بكل القوى السياسية ان تعي اولوياتها الملحة التي تتمثل في اسقاط الانقلاب اولا والبحث بضمير متجرد من اطماع الدنيا عن مآلات ماوصلنا اليه بعد ست سنوات من الحرب وكيف يمكن ان نفكر بمنطق وعقل يقودنا جميعا الى بر الامان! وان ذلك قد يتحقق اذا اخذنا بالاعتبار ثلاث ركائز رئيسية تقودنا نحو السلام والاستقرار وبناء الدولة الركيزة الاولى :

الابتعاد عن اي قرارات عاطفية لاترتكز الى قراءة حثيثة ومنطقية للواقع: فمثل ماكان قرار الوحدة في العام١٩٩٠م عاطفيا فان قرار البقاء على شكل الوحدة القائم حاليا او فك الارتباط قرارات عاطفية ناتجة عن كم من الغضب المتراكم والذي تعزز عقب الانقلاب الحوثي الغاشم في ٢٠١٥ ولكنه يضل مبررا لابناء المحافظات الجنوبية فعاطفة اي انسان ممكن ان تكرة اي شي قد تسبب لها بظلم او قهر لذلك فان من شأن جبر الضرر والعدالة الانتقالية معالجة هذه الفجوة والتخفيف منها الا ان هذا يتطلب اولا من النخب عامة وفي المحافظات الشمالية خاصة اعادة توجية البوصلة شمالا للمضي قدما بانهاء الانقلاب ومن ثم اعادة بناء الثقة لان استمرار الحديث وحدويا في ظل بقاء العاصمة صنعاء تحت قبعة الحوثيين حديث مستهلك يتطلب فعلا يغير الواقع الركيزة الثانية اتفاق الرياض وضرورة تطبيقة والعمل بمضمونه: على القوى الموقعة على اتفاق الرياض ان تعي بأن المرحلة لم تعد تحتمل المزيد من الصراعات البينية! اتفقتم على ان حربكم وبنادقكم يجب ان تتجة نحو عدوكم المشترك فيجب ان يكرس هذا الاتفاق ويجسد واقعا ملموسا فالناس ملتكم جميعا واصحب جل اهتمامها كيف تسد رمق جوعها فهل تدركون ذلك ان الفرصة امامكم لانتشال البلد من واقعها المزري ونتائج الفشل هذه المرة ستكون كارثية فهل تستعشرون هذا!!؟ الركيزة الثالثة: القرار الاممي ٢٢١٦-المبادرة الخليجة- مخرجات الحوار الوطني تظل مبادئ عامه ينطلق منها اي حوار لعملية سلام دائمة ننطلق منها لبناء الدولة مستقبلا ولكن هذا لايعني بانها غير قابله للتطوير والاضافة فالوقائع تتغير ويجب ان تكون هناك مساحة من المرونة تتناسب مع حجم المتغيرات على الساحة والتي يمكن لها في بلد مثل اليمن ان تتغير بوتيرة عالية وبتحالفات عجيبة وغريبه لم نكن نتخيلها يوما .

 

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي