ما موقف مكتبي الرئاسة ورئاسة الوزراء من هذه الجريمة ؟

علي هيثم الميسري
السبت ، ٢٤ ابريل ٢٠٢١ الساعة ٠١:٣٤ صباحاً

 

     بادئ ذي بدء أود أن أبين لأبناء عدن بأن تتار القرية الذين توافدوا إلى عدن بعد تطهيرها في العام 2015م من مليشيات صنعاء ينظرون إليهم بعين الإزدراء والإحتقار والإنتقاص ، ويعتبرونهم هنود وصومال دخلاء على عدن ولا ينتمون لها بصلة لا من قريب ولا من بعيد بل أنهم في نظر هؤلاء تتار القرية وقوم يأجوج ومأجوج من أراذل القوم لا قبائل لهم لتحميهم .

     ما جعلني أتحدث بهذا الموضوع تلك الواقعة التي كان مطار عدن مسرحاً لها ، فغالبية أبناء عدن   سمعوا عن تهجم القيادي في المجلس الإنتقالي المليشياوي محسن الوالي اليافعي على موظف المطار العدني حينما كان يريد ذلك الموظف أن يطبق نظام الدخول بالدور ، فإستأذنه أن يأخذ دوره فما كان من سيء الذكر القائد المليشياوي إلا أن أشار لمرافقيه ليباشروا الموظف المسكين بالضرب المبرح على مرأى ومسمع لكل من كان حاضراً حتى أدموه وكسروا بعض أضلاع جسده النحيل وكان عددهم حوالي 40 فرداً وحتى يكون المسمى واقعياً بحجم الجريمة كانوا 40 وحشاً ، وأثناء إنصراف الزنديق سيء الأخلاق والمظهر قال لحراسته منتشياً خذوه عالجوه على حسابي ، وبتسجيل صوتي لأحد أقاربه قال : يحمد ربه أنه لايزال عائش .

     حينما غادر الوحش الكاسر مطار عدن ووصل إلى مطار القاهرة تحول ذلك الوحش الكاسر إلى حملٍ وديع وأخذ دوره بكل أدب وإحترام وأخلاق وتربية ودين بين جميع المسافرين منكسراً مطأطئ الرأس ، وهنا أود أطرح واقع أليم وأقسم عليه بأن الموظف العدني المسكين لو كان في مكانه موظف محسوب على تتار القرية لأختلف الأمر مع الزنديق محسن الوالي وحراسته ولما تجرأوا عليه ولو بكلمة واحدة .

      ما أثار غيضي ووقفت في حلقي غصة آلمتني كثيراً أن كل من كانوا حاضرين أثناء وقوع الجريمة لم يحركوا ساكن وكأن لسان حالهم يقول ياروح ما بعدك روح ، وما زادني غضب على غضب أن أبناء عدن مرت عليهم هذه الواقعة مرور الكرام وكأن الأمر لا يعنيهم مع أن الواقعة إشتهرت وتداولتها كل المواقع ، وما زاد الطين بله أن جميع سلطات الدولة لم تكترث لما وقع لهذا الموظف المسكين الذي كان معتقداً أن هناك من سيحميه لو مسه ضـُر أو مكروه طالما وأنه ينفذ النظام والقانون ، ولا يدري أن الحكومة برمتها تعيش حياة الرعب في قصر معاشيق وأنها تحت حماية سلطات خارجية .

     بعد الواقعة حدثتني نفسي أن أسعى في الموضوع وأقوم بما يمكن القيام به لإنصاف الموظف المسكين والإتيان بحقه ، فقمت بالتواصل مع أحد المسؤولين في وزارة حقوق الإنسان أثق به وبإنسانيته وباشرته بالسؤال : هل من إختصاص وزارة حقوق الإنسان البحث في هذه القضية أو لا ؟ فرد عليَّ بإجابة تندرج في إطار عمل الوزارة لا داعي لذكرها في هذا المقام .

     ثمة أسئلة تفرض نفسها في هذه الواقعة : هل عـَلـِما مـَكتـَبـَي رئاسة الجمهورية رئاسة الوزراء بهذه الجريمة التي يـُندى لها الجبين ؟ وما موقفهما تجاهها ؟ وأخيراً هل سيأخذان بعين الإعتبار أن هذا الموظف المسكين الذي كان ذنبه هو أنه كان يريد أن يطبق القانون على الصغير والكبير والمواطن والمسؤول ومن ثم سيأخذان له حق ؟ إن لم يفعلا ذلك فإن الأمر سيتحول إلى فوضى والدولة ستكون بلا سلطة وبعدها سيفكر كل موظف حكومي ملياً قبل أن يطبق القانون ، فالعافبة ستكون وبال عليه كما كانت وبال على المساعد أحمد علي عبده سيف موظف المطار العدني طالما وأن هناك مليشيا متغطرسة ومتعجرفة من تتار القرية تحكم العاصمة عدن .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي