جهاز الأمن القومي في خطر

علي هيثم الميسري
الثلاثاء ، ١٦ فبراير ٢٠٢١ الساعة ٠٩:٣٩ مساءً

 

     لا أدري لماذا غالبية مسؤولي الدولة عندما يتبوأون مناصبهم يعتبرون هذه المناصب مغانم خاصة لهم ولذويهم وليس لخدمة وطنهم وشعبهم ، فتجدهم بمجرد أن يمسكون زمام الأمر في مناصبهم يبدأون بجدولة من نوع خاص في كيفية تعيين ذويهم وأصدقائهم وبنو قبيلتهم أو أفراد أحزابهم ، والبعض يرى أنه متى ما وصل إلى المنصب يظن أنه قد أمتلك إمبراطوريته الخاصة ، فيقوم بإستغلال قوة منصبه لتحقيق أهدافه ومآربه فتتحول الأمانة إلى خيانة وهذا ما حصل مع رئيس جهاز الأمن القومي الحالي .

      لو فتشنا في أروقة جهاز الأمن القومي سنجد أن كل ما عمله رئيسه الحالي ينطبق تماماً لكل ما ذكرناه أعلاه ، ولم نجد أي مسؤول في الشرعية إعترض على سلوكياته أو سياسته في إدارة هذا الجهاز الذي يعتبر من أهم أجهزة الدولة والسبب أن جميعهم مشغولين بما أنشغل به رئيس جهاز الأمن القومي ، ولو كان هناك متابعة دورية من مكتب رئاسة الجمهورية لكل أجهزة الدولة المهمة والوزارات والمؤسسات الحكومية وفرض رفع تقارير شهرية لرئيس الدولة لما وجدنا فساد إداري أو مالي ولكن كما يقال لقد أسمعت إن ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي .

     أصبح جهاز الأمن القومي مكب لكل العناصر التي لا تمت لهذا الجهاز بصلة ، ولغالبية حزب الإصلاح والقاعدة والبلاطجة بعد أن تم تهميش كوادر هذا الجهاز الذين قضوا حياتهم للدراسة والتدريب في أمريكا وغيرها من الدول بهذا المجال وممارسة وتطبيق ماتم دراسته ، أضف إلى ذلك تغيير غالبية الأنظمة واللوائح في هذا الجهاز وكأن الغرض من ذلك هو تدميره وإلغائه ، ولو تكلمنا عن كل ما جرى ويجري من فساد مالي ووظيفي في هذا الجهاز فإننا سنكتب عشرات الصفحات ، وإن لم يتدخل فخامة رئيس الجمهورية لإنقاذ ما تبقى من اليسير في جهاز الأمن القومي فإنه سيصبح في خبر كان ، ونستطيع القول بأن جهاز الأمن القومي في خطر ويصعـُب علينا مستقبلاً أن نراه ليس له وجود .

      وأخيراً نتمنى من الخيرين والرموز الوطنية المحبة لوطنها أن يبلغوا فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي عن كل ما يجري لتكون الكرة في ملعبه ويقوم بتغيير الرئيس الحالي لجهاز الأمن القومي قبل أن تقع الفأس بالرأس ومن ثم نعض أصابع الندم ، فهناك الكثير من الرموز الوطنية الكفؤة القادرة على إدارة هذا الجهاز بنزاهة وأمانة ، فليس من المعقول أن اليمن تفتقد الكفاءات ولا يوجد بها إلا المصعبي ، وفي الأخير أحب أن أقول ما قاله أحد الشعراء لعل كل مسؤولي الدولة يعرفون المغزى والمعنى : إلا الخيانة للوطن ماشي لطعنتها دواء .. ومن يخون الموطن الغالي يجب أن تقطع يديه .

علي هيثم الميسري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي