بالفساد الوظيفي لمسؤولي الحكومة لن يتحقق مشروع اليمن الإتحادي

علي هيثم الميسري
الثلاثاء ، ٠٢ فبراير ٢٠٢١ الساعة ١٠:٤٧ مساءً

 

     بالتأكيد لن تعود عقارب الساعة للخلف ولطالما سنة الحياة أن الزمن لا يعود للخلف فإن اليمن بلا شك لن يعود إلى الأزمان الغابرة ، وبلا شك سيصل اليمن إلى مكانته المثالية ولن يعود إلى الحقبة الإمامية في الشمال كما يسعى لها الإماميون الجدد ، ولن يعود الجنوب إلى زمن السلطنات كما ينادي لها بعض الجنوبيون السفهاء بما يسمى دولة الجنوب العربي وبغبائهم يحملون علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية حتى وصلت سفاهتهم وبلاهتهم ذروتها ، ولن تعود اليمن لدولتين يحكم الشمال عصابة عفاشية ويحكم الجنوب رفاق شيوعيون بلهاء لا يعرفون كيف تدار الدول إلا من خلال حياكة المؤامرات وبسيل من الدماء بمواجهات مسلحة بين مرحلة وأخرى .

     الثورات اليمنية المسلحة شمالاً وجنوباً أنهت هذه الأنظمة وتحرر الشعب اليمني من التبعية ، ولكن للأسف الشديد هذه الثورات صنعت أنظمة ديكتاتورية شمالاً وجنوباً في بعض المراحل إلى أن تحققت الوحدة في العام 90 ، وحصل ما حصل من صراعات وإستطاعت عصابة صنعاء أن تقصي رفاق عدن بعد حرب دامية في العام 94 ذهب ضحيتها خيرة أبناء اليمن ، فإستمرت عصابة صنعاء بغيها وطغيانها وجبروتها حتى بلغ السيل الزبى في أنفس الشعب اليمني فقامت ثورة شبابية سلمية وخلعت رأس النظام الديكتاتوري وألبست المنصور الهادي تاج السلطة ، وبحنكة سياسية إستطاع المنصور الهادي ان يصنع مشروع جديد لليمن بعد مؤتمر حوار شارك به جميع المكونات السياسية والمجتمعية وإنبثق منه مشروع عظيم لكافة أبناء اليمن وشرائحه أسماه اليمن الإتحادي ، فخرجت فلول الأزمنة الغابرة بمؤامرة إقليمية ودولية وأدخلت اليمن في أتون حرب طاحنة وأزمة قاتلة حتى كاد البعض أن يتسلل إليه الإحباط واليأس من تحقيق هذا المشروع .

     لن نتكلم عن المؤامرة فأغلب الظن الكثير يعرفها ولن نتكلم عن الأدوات التي تنفذ هذه المؤامرة فالغالبية تعرف أن الحوثة والعفافيش والإنتقالي هم أدواتها ، بل سنشير عن بعض أدوات الشرعية اليمنية التي ساعدت على تمرير هذه المؤامرة بقصد أو بغير قصد ، فغالبية مسؤولي الشرعية والأحزاب تركوا فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي يصارع بمفرده كل قوى المؤامرة وأدواتها بمساعدة بعض الرموز الوطنية في الشرعية اليمنية ، فكلما إرتقى أحد هذه الرموز الوطنية من منبره وتحدث عن مايدور من مؤامرة أو أشار إلى الأخطاء أو صرخ بأعلى صوته مناهضاً القوى التآمرية بإنتهاكها للسيادة اليمنية تكالبت عليه كل أدوات المؤامرة ويتجلى على رأسهم بعض مسؤولي الشرعية والأحزاب السياسية لتعارضه أو يتقاذفونه بالتبعية لقوى أخرى تسعى للنيل من شرعية فخامة رئيس الجمهورية ، وما تلبث تلك الرموز الوطنية القليل من الوقت إلا ونراها خارج الحكومة اليمنية وعلى سبيل المثال وليس الحصر الدكتور أحمد عبيد بن دغر وذئب عله أحمد بن أحمد الميسري وصاحب السعادة عبدالملك المخلافي .

     الفساد الوظيفي للكثير من مسؤولي الشرعية اليمنية والمجاملات في توظيف الأقارب والأصحاب ساعد وبشكل كبير على إطالة الأزمة وتحقيق مآرب قوى المؤامرة ، فهذا وظف صاحب المطعم وقبض الثمن وهؤلاء وظفوا بائعات الهوى وقبضوا الثمن سلفاً في ليالي حمراء ، وهذا وظف ذلك المطعون في رجولته لأن حالهما متشابه وهذا وظف مقوتي وهلم جرا فأثخنوا مؤسسة الشرعية بالوظائف المستحدثة حتى أثقلوا خزينة الدولة بإستحقاقات ظالمة ومظلمة ، ولدينا الكثير من الادلة الدامغة وسنشير إليها لاحقاً وبالإسم بمقال آخر أو بمقاطع فيديو فلا يوجد لدينا مانخسره .

     الشعب يموت جوعاً في الداخل وحراس الوطن والجمهورية من أفراد الجيش الوطني الذين يدافعون علينا في خنادقهم  وبإستماته تتأخر رواتبهم لعدة أشهر وحينما تأتي رواتبهم بعد طول إنتظار وحاجة أهاليهم لها يتم الإقتصاص منها الآلاف وأولئك في الرياض يتنعمون برواتبهم بمعية أسرهم ، فأنى سـَنـُجهِز على قوى المؤامرة وأدواتها ليتحقق مشروع فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي اليمن الإتحادي بهكذا فساد ؟ ، وإن إستمر هكذا وضع وبقاء كل موظفي الشرعية والمسؤولين والاحزاب السياسية في الرياض فمعنى ذلك ستبقى الأزمة ست سنوات أخرى ومن ثم ست مثلها وقد نرى ثورة عامة في الداخل ضد حكومة الخارج ويدخل الوطن في أزمة لا يعرف عواقبها إلا رب العباد .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي