الوطن ضائع وأحزابنا السياسية تغرد من أعشاشها

علي هيثم الميسري
الاربعاء ، ٠٦ يناير ٢٠٢١ الساعة ٠١:١٢ صباحاً

 

     أحياناً تضحكنا شر البلايا لاسيما عندما نرى أحزابنا السياسية جام إهتمامها إتجه نحو الشؤون والأحداث الخارجية وكأننا لسنا مشردين وكأنا نعيش في بلادنا حالة الإستقرار والأمن والأمان والإزدهار والتنمية ، وهم على علم ويدركون أن وطننا الحبيب نراه يضيع يوماً بعد آخر وتتلاطمه الأمواج ويعبث به العـُربان وأوصاله تتمزق وتتقطع ، والأنكى من ذلك أن حكومتنا تحكم من الخارج ومليشيات الحوثي الإنقلابية تحكم من العاصمة التاريخية صنعاء ومليشيا الإنتقالي الإنفصالية تحكم من العاصمة المؤقتة عدن .

     الشتات الذي تعيشه الأحزاب اليمنية أضعفنا وسلب قراراتنا وسيادتنا ، فبعض الأحزاب لا يهمها معاناة الشعب ولا وضع اليمن المأساوي ولا حتى إنتزاع سيادته بقدر ما يهمه المخصصات والمحاصصة الحزبية في الحكومة اليمنية ، حتى الإنتهاكات التي تتلقاها اليمن من قـِبـَل بعض القوى الإقليمية أو دول التحالف لم نرى فيها إحتجاجات أو بيانات شديدة اللهجة ، وإن حصل حدث هنا أو هناك ترى بعض الأحزاب أو حتى المسؤولين يتداعون لإعلان بيانات أو تغريدات في وسائل التواصل الإجتماعي الغرض منه التزلف والمداهنة والتملق .

     جيشنا الوطني ضـُرِبَ في شقرة من قـِبـَل طيران الإمارات وإلتزمت الأحزاب الصمت ، سقطرى تم السيطرة عليها وطـُرِدَ منها محافظها وأحزابنا السياسية محلك سر ، وأخيراً حادثة المطار والضربات الصاروخية التي إستهدفت الحكومة اليمنية لم تـُشير إليها الأحزاب لا من قريب ولا من بعيد ، بل ذهب بعض المسؤولين في إبعاد التهمة عن الفاعل الحقيقي وأشارت بأصابع الإتهام إلى مليشيا الحوثي ، وهناك الكثير من الأحداث الأليمة التي أضرت باليمن وبسيادته ولم تـقـُم تلك الأحزاب بإستنكارها أو حتى الحديث عنها .

     في المصالحة الخليجية بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر تسابقت بعض الأحزاب وبعض مسؤولي الحكومة بتهنئة الأطراف بعودة اللحمة الخليجية وكأن لـُحمة بلادنا أوصالها متصلة ، ونحن هنا لا نعترض على تقديم التهاني بهذا الحدث السعيد الذي أسعدنا كشعب يمني أصيل يهمه تلاحم ووفاق جيرانه ، ولكن نقول لهم لا مانع من تقديم التهاني وإصدار البيانات بهكذا حدث ولكن نتمنى أن يكون وطنكم موضع إهتمام ولو بالجزء اليسير مما نراه منكم في غير وطنكم .

     بات على الأحزاب وكل المكونات السياسية ومسؤولي الدولة أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه وطنهم وشعبهم ، عليهم أن يوحدوا رؤاهم وخطاباتهم وبدلاً من أن يغردوا خارج سرب الوطن وكلاً منهم يغرد ويعزف ألحانه في عشه عليهم أن يتفقوا على عزف لحن واحد فقط يخص وطننا اليمن الكبير ونسميه لحن الوطن ، ويكون متناغم مع قصيدة كتب كلماتها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي اليمن ، والتي تقول بعض كلماتها : الجمهورية والوحدة والديمقراطية ما منهن مرجع .. المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني ثوابت وطنية ما منهن مرجع ، ويعـِدكـُم فخامته إن حفظتوا هذه الكلمات في وجدانكم ستسمعون أغنية جميلة إسمها يمن إتحادي من ستة أقاليم .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي