هذه الجهة من قامت بهذه الجريمة

علي هيثم الميسري
الخميس ، ٣١ ديسمبر ٢٠٢٠ الساعة ٠١:٥٣ صباحاً

 

     حقاً إنها مأساة وحدث مؤلم بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. جريمة شنعاء ترتكبها قوى الشر والطغيان قتلت فيها العشرات من المواطنين الأبرياء وحصدت مثلهم مواطنين جرحى كل ذلك فقط لترويع الحكومة ومسؤوليها .. لترويع الحكومة وإخافة مسؤوليها إغتالت هذه القوى المتصهينة أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم مواطنيين يمنيين .. والأنكى من ذلك والأمـَرَّ منه يطل علينا أذناب في الحكومة مع إحترامي لرموزها المحترمين يبرئون الجهة الإرهابية المتمثلة في هذه القوى المتصهينة ويشيرون بأصابع الإتهام لمليشيا الحوثي التي تعيش مرتاحة البال قريرة العين في الوقت الذي كان يفترض أن تكون إنتهت عن بكرة أبيها منذ زمن مبكر لولا أن هذه القوى المتصهينة أشغلتنا بمشاكل داخلية لأهداف تريد أن تصل إليها وتحققها في يمننا الحبيب .

     يأبى العام 2020م إلا أن ينتهي من الأراضي اليمنية وعلى الأحرى في عدن الحبيبة ، وحتى لا ندخل في معمعة ما جرى وشرح أسبابه ومآله سأختصر الموضوع بعنوان واحد وهو إتفاق الرياض ، فلولا هذا العنوان الذي أدخلنا في معمعة وإرهاصات نحن كشعب مؤيد للشرعية وكحكومة شرعية لما رأينا مأساة الأمس التي زُهـِقـَت بها أرواح بريئة وسـُفـِكـَت دماء زكية ، وللأسف الشديد لا زال بعض الساسة يـُعـوِّل على نجاح إتفاق الرياض وتنفيذ ما جاء في بنوده ، وسبق قد راهنـَّا على فشل إتفاق الرياض وكان رهاننا بأننا سنجز شنباتنا وذقوننا إن نجح ، ليقيننا التام بأنه سيبوء بالفشل والسبب بسيط وواحد فقط وهو أن طرف من أطرافه هو مليشيا صنيعة قوى خارجية متصهينة وهي أداة لقوى دولية وما إتفاق الرياض إلا فصل من فصول مسرحية كتب سيناريوها كاتب دولي ومخرجها مخرج دولي ولاعبيها أو ممثليها مجموعة من العربان ، وللأسف هذه الحقيقة لا يريد أن يعترف بها كبار ساستنا ولا زالوا يصدقون بأن إتفاق الرياض سيكون واقع على الأرض ، فإن كانوا يصدقون بأن الأحداث العفوية هي من صنعت إتفاق الرياض سأرد عليهم بسؤال : هل تحقق شيء من إتفاق السلم والشراكة الذي أُبرِمَ قبل أكثر من خمس سنوات مع مليشيا الحوثي الإجرامية ؟ ، وسأضيف لهم بمعلومة أخرى أن إتفاق السلم والشراكة ماهو إلا فصل من فصول المسرحية قد شاهدناه في حينه وإنتهى منذُ زمن بعيد ونحن الآن لا نزال نشاهد فصل إتفاق الرياض بكل مشاهده وأحداثه .

     وأخيراً أود أن أقول حكومة ذهبت وحكومة جاءت وإتفاق الرياض سيراوح مكانه ولن يتحقق منه شيء وكل الذي سيتحقق بعد جريمة الأمس أحد هذه الأمور وهو عودة مجموعة من الوزراء مع بقاء البعض بمعية رئيس الحكومة ، أو عودة الحكومة برمتها إلى الرياض وتجهيز سكن جديد للوزراء الجدد ، أو بقاء الحكومة كاملة داخل قصر معاشيق دون الخروج منه وكأنهم قابعون في الرياض ، والسياسي الغبي الذي لا زال ينظر بأن إتفاق الرياض هو المـَخرج الحقيقي لأزمة اليمن ويترك أو ينحي جانباً  المتسبب الحقيقي بإطالة هذه الأزمة وإطالة أمد الحرب وهي تلك الدويلة المتصهينة التي صنعت لنا مليشيا لتحاربنا بها نحن كشعب يمني وكحكومة شرعية ، مع العلم بأن لها أذرع كثيرة في الحكومة اليمنية وعلينا أن نضع نـُصب أعيننا تلك الأقلام التي كتبت وتلك الأفواه التي قالت في الحكومة اليمنية بأن العمل الإجرامي الذي كان مطار عدن مسرحاً له هو صنيعة مليشيا الحوثي ، وعلى الجهة المعنية في الحكومة اليمنية أن تـُسارع في فتح تحقيق لتلك الجريمة من قام بها ومن أين إنطلقت تلك المقذوفات وقبل إن تختفي معالم الجريمة .. وللحديث بقية .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي