ساجدة المنصوب | الصورة الكاملة لحقوق الفتاة اليمنية

كتبت
الاثنين ، ٠٢ نوفمبر ٢٠٢٠ الساعة ٠٦:٠٩ صباحاً

بينما كنت بطريقي للمدرسة التي أعمل بها متطوعة ، رأيت 3 فتيات إحداهن تلميذتي ، وفتاتان متعانقتان وكلا منهما تشد على ساعد الأخرى ما لفت انتباهي هو ملابسهن الرثة وحقائبهن المدرسية الممزقة ، كذلك حجم الحقيبة الذي يعتبر كبير جدا على عمر الفتاة وترتديها على ظهرها وقد تمزق أحد جيوب هذه الحقيبة وأزراها وأصبحت متدلية نحو الأسفل كما في الصورة، بينما الفتاة الثانية حقيبتها عبارة عن محفظة جانبية وممزقة كذلك .

وأنا أتفرج لملابسهن وشدهن على سواعد بعضهن طيلة طريق المدرسة وكأنهن يقلنّ رغم هذا الدمار والحرب والصراع والشتات ياوطني سنتعلم لأجلك،حتى نموت جوعا بصمت ، أو يمزقنا لغما أشلاء غدرا أو تتخطفنا الرصاصات الطائشة وتسحقنا رفاتا مروحيات السماء .

سنتعلم حتى يخطفنا الزواج المبكر من المدارس ، سنتعلم وأن فاتتنا الحصص الأولى ونحن نحبث عن قيمة وجبة الإفطار والمصروف المدرسي .

سنتعلم وأن قيل التعليم هو حق للولد دون الفتاة .

سنتعلم وأن ارتدينا ملابسنا مبللة قبل أن تجف وسط هذا البرد القارس وأن لم نجد ملابس دافئة نستبدل بها المبللة .

سنتعلم ونشد على سواعد بعضنا البعض بهذه الرحلة الموجعة وإن خرج وطنا الحبيب من قائمة مؤشر جودة التعليم العالمي ،سنتعلم ليكون غدنا أفضل أن شاء الله.

هكذا كنت اقرأ طريقة عناقهن وشدهن لسواعد بعضهن البعض ، حتى وصلنا المدرسة فشردت مرة أخرى حين نظرت لهن وللغرفة الصفية التي خسرت فيها 7 فتيات بعام واحد وهن في الصف الثاني أساسي بدعوى الستر من ويلات الحياة وقساوتها بالزواج المبكر .

هكذا ذكرت أصواتهن وحديثهن لي ، خصوصا من قالت لي يا أستاذتي سوف أكون معلمة مثلك وسوف احفظ القران الكريم ، وأصبحت أراها بسوق عمالة الأطفال باحثة عن مصروف القوت اليومي الأسرة التي أصبحت مسؤولة عنها .

استذكرت أيضا صرخات واستغاثة عدد من الفتيات أستاذتي لا نريد الزواج الآن تعالي كلمي والدينا ، حتى ماتت اصواتهن وأنا عاجزة عن وضع الحلول الجذرية لهن .

رغم كل هذه المناظر والنداءات الموجعة إلا أنني أشعر بسعادة كبيرة جداً حين أرى أطفال كثر من المخيمات يستجيبون لحملات التوعية ويلتحقون بالتعليم ويعودون للمدارس ، سعيدة أنهم في مقاعد التعليم وأن كانوت حافيين القديمين ، وخاليين اليدين ،وعاريين مما يقي البرد .

سعيدة أنني لا زلت أرئ أسر ترسل بأطفالها للمدارس وبحرب شديد مع الفقر والخوف من ويلات الحرب نفسها .

في ختام هذه الرحلة لمشاهد حقوق الأطفال ومنهم الفتيات على وجه الخصوص ، نتسائل أين دور السلطات ومنظمات المجتمع المدني لتوفير حياة آمنة للطفولة .

نتسائل هل من حقيبة مدرسية أو ملابس شتوية وزي مدرسي للأطفال هل من تبني لجهود الفرق التطوعية بالحد من هذه المآسي .

 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي