أهل البيت وتزييف الوعي عند احمد مفضل وفقه الإمامة المغلوط

د. عبده مغلس
الاربعاء ، ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٠ الساعة ١١:٠٢ مساءً

استشهدت لتدلل على أن أهل البيت هم علي وفاطمة والحسن والحسين ابناء رسول الله وأهل بيته، فاجتزأت جزء من الآية ٣٣ في سورة الأحزاب ولم تأت بالآية كاملة، ولا سياقها، ولا سابقها، ولا لاحقها، فكذبت على الله، وجعلت القرآن عضين، وهو تقسيم ما لا ينقسم، فمواضيع القرآن لا يمكن قسمتها ( تعضينها)، بحسب قوله تعالى {كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ* الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ}  الحجر٩١،٩٠.

وهذا هو عين الفقه المغلوط، الذي أسس لفقه الإمامة المغلوط، فأنت تنسف آيات الله بالمرويات من كتب الفقه السني، لتقيم الحجة بتأكيد ذلك في كتب فقه السنة، حتى لا يدحض دليلك أُحد، واغفلت مرويات كتبكم في فقه التشيع وهي بالمئات، التي تؤسس لفقه الإمامة المغلوط، والقول الفصل بكل ذلك، هو أنه لا يمكن لرسول الله، أن يتقول على الله، ويأتي بقول يخالف قول الله، وهذا ما أكده القرآن بقوله سبحانه {تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ* وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ* لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ* ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ* فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} الحاقة الآيات من الآية ٤٣إلى الآية ٤٧. 

والله ينفي نفياً جازماً قاطعاً أن محمد عليه الصلاة والسلام له ابناء وهذا يخالف ادعائكم أن الحسن والحسين ابنائه وأهل بيته يقول تعالى {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} الأحزاب ٤٠.

كما أن الله سبحانه، عليم بزيف وتزييف  الفقه المغلوط، ونكبته بأمة الإسلام، وبأن فقه الإمامة المغلوط، في سبيل الأحقية بالحكم والسلطان،  سينسب الحسن والحسين وابنائهم رضوان الله عليهم، للرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وليس لأبيهم علي ابن ابي طالب رضي الله عنه، فأوقف هذا الزيف والتزييف والكذب، بقوله سبحانه {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} الأحزاب ٥.

وهاهو كلام الله بتفصيل آياته يفضح زيف الإمامة وفقهها وزيفك وخداعك  فمصطلح أهل البيت ورد فقط في آيتين في سورة هود والأحزاب هود - الآية 73 (قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ) الأحزاب - الآية 33 (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا).

أين من ذكرت من اهل الكساء فيهما اتحداك أن تجد ذكر فيهما لعلي وفاطمة والحسن والحسين لقد محيت (وقرن ، بيوتكن، تبرجن، وأقمن، وآتين، وأطعن) وهذه كلمات واضحات الدلالة والمعنى عن أن المقصود بأهل البيت هن زوجات النبي رضوان الله عليهم لا سواهن، وفي سورة هود فالآية تتحدث عن زوجة ابراهيم عليه الصلاة والسلام وهذا سياق وسابق ولاحق الآيتين في كتاب الله 

أولا: سورة هود  يبدأ سياق الآية من الآية ٦٩ إلى الآية ٧٤. {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ ۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ* فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ* وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ * قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ * فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ) هود الآيات من ٦٩-٧٤. ثانيا: سورة الأحزاب يبدأ سياق الآية من الآية ٢٨ إلى الآية ٣٤. {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا* وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا* يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا* وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا* يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا* وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا* وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} سورة الأحزاب الآيات من ٢٨ إلى٣٤.

هل تجد أي اشارة في هذا السياق وسابق الآيات ولاحقها أي اشارة لعلي وفاطمة والحسن والحسين رضوان الله عليهم. وما يستدل به الفقه المغلوط من غياب نون النسوة في الآية ٣٣ في سورة الأحزاب بقوله تعالى (عنكم) بدلاً عن (عنكن) ليؤكدوا زعمهم الزائف هو نتيجة عدم التدبر  فالله يقصد برفع الرجس عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام وزوجاته معاً، فكان لزاما لوجود رب البيت النبي محمد عليه الصلاة والسلام، في القصد والسياق أن تختفي نون النسوة لورود النبي في رفع الرجس وهذه عظمة كتاب الله ودقته.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي