بن لغبر ومطابخ الزيف

سامي حروبي
الخميس ، ٠٣ سبتمبر ٢٠٢٠ الساعة ٠٦:٢٩ مساءً

بالتزامن مع قرار إعفاء الامير فهد بن تركي من منصبه وإحالته للتحقيق  عمدت مطابخ اعلامية لتوظيف الحدث وفبركة الشائعات ونشر الاكاذيب والافتراءات لخلط الأوراق وخدمة أجنداتها الخبيثة.

وتلقفت مئات المواقع الاخبارية المفرخة والصفحات الوهمية في مواقع التواصل الاجتماعي هذه الشائعات واعادت نشرها وترويجها خدمة لاجندات الممولين. 

ومن خلال رصد تلك الشائعات والمواقع والصفحات التي تناولتها وتتبع مصادرها تتضح الرؤية تماما إذ أن اغلب هذه الشائعات نشرتها مواقع وصفحات إما حوثية أو تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي. فعلى سبيل المثال نشرت صحيفة العرب اللندنية التي تمولها الامارات العربية المتحدة  تقريرا مطولا مليء بالفبركة والاكاذيب عن ان قرار الاطاحة بالامير تركي سيعقبه الاطاحة بنائب رئيس الجمهورية اليمني ووزير الدفاع ايضا. واستطردت الصحيفة في سردية وهمية وهزلية منسوبة لمصادر غير معلومة على غرار الشائعات التي يكشفها اي مبتديء في بلاط صاحبة الجلالة.

وأكثر شيء عبرت عنه السردية المهترئة وغير المتماسكة هي رغبة الامارات في تفكيك الشرعية لصالح المليشيات المتعددة الانتماءات والولاءات.

وفيما تتوارى الاطراف التي تصنع هذه الشائعات خلف مواقع مجهولة ومعرفات وهمية، لسخافة ما تنشره وعدم امكانية تصديقه، يلجأ البعض لتبني تلك الصفاقة بدون حياء ولا خجل وعبر صفحته الشخصية.  على سبيل المثال زعم صلاح بن لغبر في صفحته بتويتر بالتزامن مع حملات الردح التي لا تمت للحقيقة بصلة أن الشيخ احمد العيسي ينوي الهرب من السعودية خلال يومين ونسب الكذبة الى مصدر مقرب.

يعرف بن لغبر أنه يكذب، ونعرف أيضا كصحفيين أنه يعتاش من هذا الكذب، وتنمو وتتضخم احشاءه من السحت الذي يقبضه على كل كذبه يلفقها، لكنها الدناءة حين تبخس الرجال وتدفعهم للارتزاق ببيع شرفهم.  صحيح أن حجم الوجع الذي خلفه نشاط وفعاليات وحشود الائتلاف الوطني الجنوبي بالغ، وأن هذه الفعاليات والجماهير الكبيرة نسفت جهد وشقاء سنوات من الكذب والتدليس وممارسة الغش باسم الجنوب، وأن الداخل والخارج اكتشف زيف ادعاءات احتكار تمثيل القضية الجنوبية وهزلية التفويض التي يعتليها مجموعة من المراهقين لتحقيق مآربهم الشخصية على حساب الجنوب وقضيته العادلة، لكن الكذب الذي يمارسه بن لغبر ليس سوى السقوط والتردي السحيق.

عقدة النقص لا تبارح بن لغبر ومن على شاكلته، وتاريخه غير المرئي مليء بالتناقضات، وتقوده احقاده المصطنعة، ولديه استعداد للعمل مع الشيطان لاشباع رغبة الانتقام من اعداءه الوهميين.

لا يمل بن لغبر من مزاولة الكذب، ولكأنه كذبة تكبر يوما بعد يوم، لقد ابتلي الجنوب بهؤلاء المدلسون، وبالفعل يبدو اننا نعيش مرحلة تاريخية غير مسبوقة تتعلق بسيادة نظام أدى تدريجيا الى تصدر التافهين على كافة الصعد. اتخيل الشيخ العيسي المتواجد خارج المملكة وهو يقرأ الفرية السخيفة ويقهقه ساخرا ومتعجبا في ذات الوقت من الحالة المزرية التي  وصلت اليها ما تسمى مجازا بالصحافة.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي