في الذكرى الخامسة لما يسمى تحرير عدن من المليشيا الحوثية العفاشية دعونا نوضح حقيقة هذا التحرير الذي أفرحنا كثيراً حينها وترتب بعده وبال كبير على أبناء عدن وعلى الشرعية اليمنية ، والحقيقة تقول أن عدن تحررت من مليشيا الحوثي فقط من قِبَل أبطال المقاومة الجنوبية أما مليشيا عفاش فإنها قد إنسحبت وتركت أختها مليشيا الحوثي بواجهة فك المقاومة الجنوبية التي بالفعل حررت عدن من مليشيا الحوثي ، فهل يُعقَل أن المليشيا الحوثية صمدت لأكثر من ثلاثة أشهر وقتلت المئات من أبناء عدن سواء من مواطنين أو من أبطال المقاومة الجنوبية .. ودمرت البنية التحتية للعاصمة عدن وحولت المدينة إلى أطلال وفي يوم وليلة يتحول أفراد المليشيا من محتلين إلى طرائد في الشوارع والأزقة والأحياء والجبال وينتهي الأمر بتحريرها في هذا اليوم ؟ ، ومن يصدق ذلك فهو أبله .
الحقائق تقول بأن المخطط كان بين دويلة الشر الصهيونية ومليشيا عفاش كالآتي : إنسحاب المليشيا العفاشية وترك مليشيا الحوثي منفردة كلقمة سائغة أمام أبطال المقاومة الجنوبية وبالفعل تم القضاء على مليشيا الحوثي فمنهم من قُتـِل ومنهم من أُسـِر ومنهم من شرد ، ومن ثم تأتي دويلة الشر لتتصدر المشهد وتظهر بمظهر صاحبة الفضل الكبير في تحرير عدن بحكم أنها الداعمة للمقاومة الجنوبية ، وبعد ذلك تقوم بتجنيد مرتزقة جنوبيين مشهورين بالعمالة والإرتزاق من خارج عدن "تتار القرية" وتُنشئ معسكرات بهؤلاء المرتزقة وتحولهم إلى مليشيات خاضعة لها لا يقولوا لها ثلث الثلاثة كم ، ويبدو أن هذا المخطط كان مُعَد مسبقاً من قبل أن يتم إجتياح العاصمة من قِبـَل المليشيات الحوثية والعفاشية .
إن عُدنا لخطاب الهالك علي عفاش عندما قال : نقول للهاربين إلى عدن بأننا سمحنا للإنفصاليين في 94 بالهروب من عدة منافذ أما في 2015 فلن نسمح للإنفصاليين بالهروب إلا من منفذ واحد فقط "جيبوتي" بإشارة واضحة لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ، وحينها أتذكر بأن فخامته رد على الهالك بكل ثقة وقال 2015 ليس ك 94 ، ومن خلال ذلك ثبتت نظرية أن المخطط كان مُعَد مسبقاً بإجتياح عدن ثم إنسحاب مليشيا عفاش "الحرس الجمهوري" ومن ثم تأتي دويلة الشر لتستلم ملف عدن وتعبث بها كيفما تشاء ، ومن يعارض هذه النظرية نقول له يا شاطر أعِد الشريط منذُ تحرير عدن حتى هذه اللحظة التي تحارب فيها أدوات دويلة الشر مليشيا الإنتقالي ضد جيشنا الوطني في أبين وستكتشف حقيقة رؤيانا .
نجد البعض يلقي اللوم على فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ويقول بأنه شخصية ضعيفة لم يتمكن من إدارة الملفين السياسي والعسكري ، وبدورنا نرد لهؤلاء البعض بأن فخامته إتخذ النفس الطويل في سياسته حسب ما تقتضيه الأزمة والمرحلة ، وأن التركة التي إستلمها كانت ثقيلة جداً وأعداؤه ليس فقط المليشيات التي في الداخل بل هم أشد فتكاً وعلى مستوى الإقليم والعالم ، فالمخطط كبير جداً ولنا في الصومال نموذج حي شاهدناه على مدى عشرون عاماً ، حتى أنني سألت ضابط أمني مقرب من مكتب الرئاسة إلى أين نحن ذاهبون يا فلان في إشارة إلى الأزمة اليمنية فرد علي قائلاً : يا ميسري كم مكثت أزمة الصومال ؟ قلت له حوالي عشرون سنة فقال بإختصار نحن عادنا بعيد ، والبعض الآخر يقول طالما وأن الأمر هكذا إذاً يجب عليه أن يخرج للشعب بخطاب يشرح فيه كل شيء أو يستقيل أشرف له .
نقول لهؤلاء يا كتاكيت السياسة ليست سلق بيض ولا هي طبخ بطاط أبو حمر وبيعه بل هي تكتيك حسب الوضع أو حسب الأزمة التي تعيشها البلد ، ومسألة أن يقدم إستقالته ففخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لا ولن يهرب من المسؤولية ولا ولن يخذل الشعب الذي إنتخبه وحمله الأمانة على عاتقه وإن كان سيفعل لما كان إستخدم التكيك وعَدِل عن إستقالته عند وصوله إلى عدن بعد أن قدمها في صنعاء ، ولما كان شقيقه وتوأمه الروحي العم ناصر منصور أسير لدى مليشيا الحوثي .
علي هيثم الميسري
-->