ما يحزُّ في النفس ويفطر القلب بأن المعارك الدائرة في أبين كل ضحاياها إخوة يمانيون ، وما يزيدنا ألماً وضيقاً أن هناك معلومات تقول أن إخوة أشقاء البعض منهم يقاتلون في صفوف الجيش الوطني والبعض الآخر يقاتلون في صفوف مليشيا الإنتقالي ، وما عسانا من جانبنا إلا نقول حسبنا الله ونعم الوكيل في من أراد لنا هذا الوضع المؤلم لتنفيذ أجنداته على حساب الأخوة الأبرياء ، ولا بارك الله في من ساعدوه من بنو جلدتنا وجعلوا من هؤلاء الشباب وقود لهذه الحرب ليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل إلا الدراهم الإماراتية المعدودة التي يتحصلون عليها نهاية كل شهر مع إقامة جبرية هم وأسرهم في أبوظبي .
في هذه الأثناء وفي خضم المعارك التي يخوضها أبطال الجيش الوطني في محافظة أبين تستريح مليشيا الحوثي في أوكارها ، ما يدل على أن قوى الشر التي أنتجت وأوجدت المجلس الإنتقالي ومليشياته لإنهاك الشرعية اليمنية وتشتيت نشاطها ومن ثم إضعافها وإعلان فشلها ، ولو إجتهدت هذه القوى الصديقة في العلن والعدوة في السر بإتجاه تحقيق أهداف عاصفة الحزم لتم القضاء على مليشيا الحوثي خلال فترة وجيزة لا تتعدى أشهر معلومات .
يُكتٓب لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي القائد الأعلى للقوات المسلحة أن جٓنّٓبَ العاصمة عدن الإقتتال فيها ، ففي أحد خطاباته قال صارماً لن نسمح بالإقتتال في العاصمة عدن ولن نسمح أن تُسفك فيها قطرة دم واحدة ، وبالفعل تعامل بحكمته المعهودة في معارك أغسطس الماضي في عدن حينما أمر قوات الشرعية بالإنسحاب بعد الإنتصار الساحق لقوات الشرعية فتدخلت قوى الشر ونشرت مدرعاتها وأطلقت طائراتها في سماء عدن وهددت أن تحرق العاصمة عدن إن لم تنسحب قوات الشرعية وعودة مليشيات الإنتقالي إلى عدن بعد أن جٓرّٓت خلفها أذيال الهزيمة وأعادت أفرادها من قراهم لتشهد عدن بعدها كارثة إنسانية ووضع مأساوي مؤلم لا يسر العدو قبل الصديق .
بالفعل أوفى فخامة الرئيس بوعده بتجنيب العاصمة عدن شبح الحرب وخوض المعارك فيها ، وبحنكته جٓرّٓ مليشيا الإنتقالي لتكتب نهايتها المحتومة في أبين بعد أن منحهم فرصة خوض العمل السياسي في الحكومة اليمنية ، وبشرط تسليم السلاح الثقيل للدولة وإنخراط أفراد مليشياته في صفوف الجيش الوطني والوحدات الأمنية من خلال إتفاق الرياض ، وحسب ظني أنه أوقعهم في الفخ لإنه كان مؤمن بأن الإنتقالي لن يجنح للسلم ويخوض العملية السياسية تحت مظلة الشرعية ، ليس لإن قياداته لا ترغب بذلك لا سيما أن جاءتها فرصة أخرى على طبق من ذهب بل ليقينه أن تلك القيادات مرتهنة لأبوظبي ولا تملك من قرارها قيد أنملة .
إن تقيَّدَ المجلس الإنتقالي ببنود إتفاق الرياض وإجتهد على تحقيقه فيعني ذلك أن مؤسسات الدولة ستعود لتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة وهذا ما لا ترجوه قوى الشر ولا يحلو لها ذلك ، وبعد ضغوط الحكومة اليمنية والراعي الرسمي والضامن لتنفيذ إتفاق الرياض شقيقتنا الكبرى لم تجِد بُدَّاً تلك القوى إلا أن تقطع الطريق فأشارت لأدواتها بإعلان الإدارة الذاتية للمحافظات الجنوبية ، مع أن كل المحافظات الجنوبية لم تؤيد هذه الخطوة فرفع كل المحافظين بياناتهم رافضين قرار الإنتقالي وإعلانهم بثبات مواقفهم مع شرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ، لذلك إضطرت قيادات الإنتقالي الخربة والمهترئة بتطبيق الإدارة الذاتية في جمهورية عدن الإنتقالية وهيهات هيهات أن تنجح هذه الأدوات الرخيصة بفرض واقع يرفضه 90 ٪ من سكان المحافظات الجنوبية ولا سيما أن القائد الفذ فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لا يزال رأسه يشم الهواء .
علي هيثم الميسري
-->