حكاية مشروع اليمن الإتحادي

علي هيثم الميسري
الثلاثاء ، ٠٧ ابريل ٢٠٢٠ الساعة ١١:١٥ مساءً

 بإذن المولى عز وجل أن اليمن الإتحادي سيصبح واقع حي نعيشه عاجلاً أم عاجلاً طالما وأن من يحلم ويسعى له من أبناء اليمن يحمل الفكر الراقي والبنَّاء ويدرك تماماً أن مشروع اليمن الإتحادي من عدة أقاليم هو الحل الأنجع لكل المشاكل والمعضلات التي طرأت في اليمن وأثقلت كاهله على مدى المراحل الماضية ، أما أعداءنا والمناهضين لمشروع اليمن الإتحادي فأجنداتهم ومخططاتهم الواهية لن ترى النور ولن تطلع لها شمس أو نهار من أمثال الحوثي وأذنابه والإنتقالي وقطيعه والعفافيش ومرتزقته وغيرهم من الأعداء التاريخيين لوطننا اليمني الحبيب وشعبه العظيم .

     مشروع اليمن الإتحادي مشروع سامي وعظيم .. ومهندسه فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لم يقره في يوم وليلة منذُ أن تولى مقاليد الحكم في البلاد ، بل  إرتأى بعد تفكير عميق أن يستدعي مجموعة من خبراء بعض الدول في مجال الأنظمة العالمية وعرض عليهم مشاكل اليمن شمالاً وجنوباً ، فأطلعهم على مشاكل الجنوب منذُ الإستقلال حتى توقيع الوحدة مع شمال الوطن مروراً بأحداث نهاية الستينات ، ثم أحداث السبعينات وأهمها إغتيال الرئيس سالمين وما تلاها من صراعات على السلطة حتى الوصول للقاصمة التي قصمت ظهر الجنوب وهي أحداث يناير بين معسكري الزمرة والطغمة ومابعدها من أحداث لم يستطِع خلالها معسكر الطغمة من إدارة البلاد فهرول هارباً إلى حكام صنعاء ليوقع معهم على الوحدة في العام 90 دون إستفتاء لشعب الجنوب .

     ثم تطرق فخامته لمشاكل شمال الوطن منذُ ثورة 26 سبتمبر حتى التوقيع على الوحدة اليمنية وما سبقها من أحداث جميعنا يعرفها وأهمها إغتيال الرئسين الحمدي ثم الغشمي ، وبعد ذلك شرح لهم المشاكل في ظل الوحدة اليمنية حتى ثورة فبراير التي  خلعت الرئيس الطاغية علي عبدالله صالح ، وذكر لهم أهم المحطات في ظل الوحدة وهي حرب العام 94 التي كانت بعد توقيع وثيقة العهد والإتفاق ، والإقصاء الظالم الذي مارسه فرعون اليمن ضد الجنوبيين وحروب صعدة وإندلاع شرارة الحراك الجنوبي السلمي الذي رفع راية مظالم أبناء الجنوب .

     قد أكون لم أسرد بعض التفاصيل ولكني أظن أن الفكرة قد وصلت ، عموماً بعد أن إطَّلع الخبراء على مشاكل اليمن خلال زمن بائد أجمعوا أن لا مخرج ولا منجى لليمن وشعبه بكافة شرائحه ومكوناته وأحزابه السياسية إلا إرساء نظام الأقاليم ، وبعدها فَكَّر وقَدَّر فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وإرتأى أن يتحول اليمن بوحدته الإندماجية والمركزية إلى يمن إتحادي من 6 أقاليم قد يزيدوا أو ينقصوا حسب ما تقتضيه مصلحة الشعب ، ولكني أرى والكثير من عامة الشعب أن الستة أقاليم هي الحل الأنجع والعادل لكل أبناء اليمن .

     لو تم وضع برنامج إستفتاء لكافة أبناء اليمن على مشروع اليمن الإتحادي من 6 أقاليم فإني على يقين بأن النتيجة ستكون إن لم أكُن قد بالغت فيها حوالي 90 % ، أما العشرة في المئة الباقية ستتوزع على ثلاث فئات وثلاث مشاريع وهي الحوثي والإنتقالي والعفافيش ، فالحوثي يسعى لعودة حكم الإمامة والعفافيش يسعون لعودة المركزية من صنعاء ، أما الإنتقالي يحلم بأحلام اليقظة بعودة دولة الجنوب العربي وهذا الأخير أغبى الفئات ، فجنوب اليمن وقَّعَ على الوحدة اليمنية تحت حكم الرفاق الإشتراكيين وهؤلاء ينادوا ويسعون للإنفصال بإسم دولة الجنوب العربي التي كانت سلطنات ومشيخات ويرفعون علم دولة الجنوب التي وقعت الوحدة بإسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .. فأي عقول يحمل هؤلاء ؟ فإن كان للغباء إسمٌ آخر فبلا شك سيكون إسمه الإنتقالي وقطيعه .

     لم يتبقى لدينا لتحقيق حلم الشعب اليمني وإعلان الجمهورية اليمنية يمناً إتحادياً من عدة أقاليم إلا القضاء على أعداء المشروع ولن يتأتى ذلك إلا برص الصفوف لكل شرائح المجتمع اليمني التي أجمعت عليه "مشروع اليمن الإتحادي" ، والتمترس خلف مهندس المشروع فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي والتخلي عن المصالح الضيقة لا سيما المصالح الحزبية ، وعلى الأحزاب اليمنية أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية أقلها بالكف عن المماحكات السياسية إعلامياً فيما بينها وإعلان خطاب موحد يتماشى مع سياسة فخامة الرئيس ، أما البعض من المسؤولين في الحكومة اليمنية عليهم البعد عن الإرتهان لأي جهات كانت إرتهنوا لها ، وإن لم يحصل كل ذلك فأنا على يقين بأن الشعب اليمني العظيم  سيقول كلمته ويحسم الأمر فإنه قد ضاق ذرعاً لحرب أنهكته لأكثر من خمس سنوات .

علي هيثم الميسري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي