معاً.. لإنهاء الانقلاب والإبقاء على اليمن.. يا سعادة السفير ...؟!

د. علي العسلي
الأحد ، ٢٩ مارس ٢٠٢٠ الساعة ١٢:٥١ مساءً

إن ما قاله سعادة الأخ/ محمد سعيد آل جابر سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن هو عين الصواب وهو صحيح مائة بالمائة من أن "الحوثين يريدون إسقاط اليمن خدمة لإيران ومشروعها التخريبي".. وقوله صحيح أيضا عندما قال: إن "انقلاب الحوثي أصل المشكلة ونهايته هي الحل".. ولكن كيف ينبغي أن نصل للحل وننهي انقلاب الحوثي؟؛ اعتقد أن هناك أمور كثيرة تؤدي إلى ذلك منها: المصارحة والمكاشفة وعدم التخوين والثقة والرؤية الواحدة وتعظيم المصالح المشتركة وتجاوز المصالح الضيقة وغير ذلك من الأمور التي ينبغي تحقيقها فيما بين الشرعية والتحالف، وينبغي أن يعمل الجميع للوصول الى ما عرضه سعادة السفير آل جابر في مقاله المنشور باسمه.. وبناءً عليه سأدلي بدلوي وعلى النحو الآتي: _ 

-أقول لابد من التحلي بالوعي الجمعي بوجوب الحفاظ على اليمن واحداً موحداً، وألا يسمح بإسقاطه بيد الحوثين، فإسقاطه لا سمح الله سينال غبار التشيع على جميع  دول المنطقة..؛  - لابد كذلك  من ادراك وفهم فلسفة قتال الشرعية للحوثة، لأنهم منقلبون ومعتدون ويريدون فرض رؤاهم بقوة السلاح، إذاً قتالهم حتى إنهاء انقلابهم هو واجب وطني، ولابد من الفهم كذلك بأن تشكيل التحالف العربي جاء استجابة لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من أجل مواجهة الحوثي للغرض نفسه ولاستعادة الدولة وهو واجب محتوم على دول الخليج العربي، وهو كذلك واجب قومي عربي...!؛ 

- وأحب أن أذكر أنه لن يتحقق هدف انهاء الانقلاب من دون ردم الفجوات فيما بين مكونات الشرعية من جهة ، وبينها وبين دول التحالف العربي من جهة أخرى، فالظاهر أن عدم الثقة والتخوف وانعدام الاطمئنان وممارسة بعض أنواع الاستغلال والانتهازية هو المسيطر على خليط "الشرعية _ التحالف" وينبغي المصارحة والتوصل معاً لرؤية وموقف موحد، فالارتياب والتقاطع غير مبرر وهو يخدم الحوثي ويسيء للشرعية والتحالف معاً...!؛ 

- ولابد ايضا من الاعتراف والاقرار بأن بقاء الحوثة حتى الآن هو بسبب صالح في المقام الأول والذي سلم للحوثة كل مقدرات الدولة اليمنية، ولذلك ينبغي توصيل رسالة هامة لاتباع صالح المختصمين حاليا مع الحوثي من أن عليهم أن يعترفوا بالشرعية ويعملون في كنفها وتحت إمرتها لنتجاوز سويا الحالة الراهنة، ومطلوب من دول التحالف المساعدة في تحقيق ذلك لا أن تحوّلهم بقدرة قادر إلى قوة ضاربة تعمل  بالضد من الشرعية ، وينبغي عليهم أن يفكروا بالدولة واستعادتها ،لا بفكر الانتقام،  فالانتقام لا يصنع نصرا ابدا، بل عليهم الاستعداد مع الآخرين لبناء الدولة الاتحادية القادمة..!؛ 

- ولابد أن  يبعد المعنين من رؤوسهم شيطنة الإصلاح؛ فشيطنته يبقي الانقلاب إلى حين، ولا يخدم استعادة الدولة ولا أمن دول المنطقة، بل علينا أن نكون منصفين فالتجمع اليمني للإصلاح وقف مبكراً مع الشرعية وأيد بدون تحفظ تدخل  المملكة العربية السعودية والتحالف الذي شكلته، فقد استبق الجميع بإصدار بيان واضح بذلك ،وبالتالي لا داعي ولا مبرر لشيطنته ،ولا بأس من أن نسدي له بعض النصائح ،فنطالبه بأن يطمئن الجميع ببيان يجدد مواقفه ويؤكد فيه على تطمين الاخرين ،وبالتالي عليه قبل غيره ان يزيل الاحتقان القائم، واتهامه كشماعة لعدم الحسم لحد الآن ،ويوضح فيه كذلك على عدم رغبته اطلاقا بالاستفراد ولا بالإقصاء ولا بالتهميش او الانتقاص من الاخرين فالكل في سفينة النجاة ولنبحر معا الى شاطئ الأمان ،يؤكد كل ذلك بغض النظر إن كانت التهم  اصلاً موجودة في رؤوس قادة الإصلاح أم لا؟!؛ وعليهم أن يطمئنوا دول الخليج من انهم مختلفين كليا في ممارسة سياساتهم بعيدا عن جماعة الاخوان المسلمين ويدللون على ذلك بتواجدهم في صف السعودية وليس مع خصومها، وفي ظني لو حصل ذلك لأمكن إنهاء الانقلاب بيسر.. !؛ 

- ولابد أن يعي اليمنيون، وكذلك دول التحالف من أن المعركة مع الحوثة مصيرية وهي معركتهم قبل اليمنين؛ وعليه فينبغي أن يتدخلوا بكل ثقلهم براً وبحراً وجواً، وعندما يحصل ذلك فإن الحوثي سينتهي انقلابه...!؛ ولعلي هنا أذكر الأخوة في دول التحالف بضياع العراق حتى لا يتكرر المشهد في اليمن.. اقول لهم لقد جاء الدور على اليمن وهو يقاوم المشروع الفارسي منذ 2004، فإما أن ينتصر بمساعدة دول الخليج والتحالف العربي، أو انه يلحق بالعراق فلا تفرطوا باليمن كما فرطتم بالعراق...!؛ 

اختم ببعض التعليقات على ما كتب سعادة لسفير آل جابر وهي: أنه ينبغي ألا نعتبر الحوثة مجرد أدوات تخريب فقط لإيران؛ وانما هم مستوردو فكر الثورة الخمينية، وإيران هي مصدرة لفكر الثورة الخمينية ليس لليمن فحسب، وانما لكل دول المنطقة، فالمصلحة اذاً إنهاء انقلاب الحوثي...!؛ وأحب وأرغب أن أطالب المملكة بأنه قد حان الوقت بعد أن تشكلت وحدات الجيش الوطني لليمن الجديد ،فما عليها إلا أن تستكمل معروفها وتقوم بتسليحه تسليحا نوعياً براً وجواً وبحراً، واعطائه دفاعات جوية متقدمة يحمي به المعسكرات والمنشآت السيادية والتجمعات السكانية، وينبغي بعد هذا أن تدار جميع العمليات الحربية في وقت واحد وبغرفة عملية تتبع القيادة العامة للقوات المسلحة اليمنية  ؛ وتؤكد على المطالبة المستمرة  من ضرورة عودة الشرعية بجميع مؤسساتها.. فلو عادوا حكماً سيتغير المشهد كلياً...!؛

وفعلاً يا سعادة السفير لن يستطيع الحوثي التغرير على أبناء اليمن، بخطابات فارغه؛ وارجو وأتمنى على السعودية ألا تقبل ابدا بحرف الانظار عن كون الحوثة معتدين ومنقلبين ولابد من تعمل بنفس الروح التي بدأت بها  لإنهاء انقلابهم واستعادة الدولة والشرعية، فنحن متأكدين  من أن المملكة لن تنجر للتعامل معه والاعتراف به بقصد او بدون، فينبغي الا تتفاوض معه لا من فوق الطاولة ولا من تحتها، فإن كانت تريد ذلك فمن خلال قنوات الشرعية؛ فهو دائما يعمل على خلط الأوراق؛ فانتبهوا له، فلا يغرنكم بتصريحاته...!؛ وصدقت  يا سعادة السفير عندما وصفت أن الانقلاب أصل المشكلة وهذا مفهوم ومعلوم عند كل اليمنين ،ولكن كثير من اليمنين يعتقدون أن عدم عودة الشرعية للمناطق المحررة  هي مشكلة سعودية ،فإبقائهم ضيوف في المملكة وغيرها من الدول طوال المدة السابقة قد اسهم لان يبقى الانقلاب كل هذه المدة..!؛

ونتمنى يا سعادة السفير على المملكة أن تعيد كل المؤسسات الشرعية لعدن أو إلى أي منطقة محررة، فيواجهون قدرهم ولا مجال لهم الا بالانتصار وهو حتمي لو عادوا...!؛ وشكرا  يا سعادة السفير على تصديكم للحوثي وانقاذكم  لليمن والشرعية من الحوثي،؛ ومساهمتكم بهذا العمل الجبار هو تجنيب  السعودية ايضا  من شرور المد  الفارسي...!؛ أختم وأقول وأحذر: من جعل فيروس كورونا يكون سببا لانسحاب دول التحالف العربي من تدخلهم المشروع والمبرر والمدعم بقرارات مجلس الأمن الدولي، فترك اليمنين فريسة سهلة للحوثين سيكبرهم وسيغريهم إن تم الانسحاب بنشوة النصر وسيتمادون أكثر علينا وعليكم فأحذروهم .. والسلام والصحة على الجميع،،،

الحجر الصحفي في زمن الحوثي