هل سيُستجاب لصوت الشارع بإقالة الوزير الكارثة ؟

علي هيثم الميسري
الاربعاء ، ١١ ديسمبر ٢٠١٩ الساعة ١٠:٣٥ مساءً

 "شكر وعرفان" تتشرف وزارةس حقوق الإنسان بتكريم اللواء شلال علي شائع مدير أمن عدن بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان متمنين له مزيداً من التقدم والنجاح .. هكذا بدأ لنا الدرع الذي كُرِّمَ به شلال شائع مدير أمن عدن السابق من قِبـَل وزارة حقوق الإنسان والذي تَذيَّلَ بتوقيع الوزير محمد عسكر .

     حينما رأيت درع التكريم لمدير أمن عدن المسخرة شلال شائع خُيِّلَ لي بأنني كنت أعيش حلماً لم أصحى منه إلا على هذا التكريم وهذا الدرع ، كان الحلم الذي عشته هو أن هناك مدير أمن للعاصمة عدن إسمه شلال شائع وفي عهده تحولت عدن إلى مستنقع للجريمة ، سُفِكَت الدماء وزُهِقَت الأرواح وقُتِل فيه الكثير من مواطني عدن وعلى رأسهم صفوة المجتمع وخيرة الناس من أولياء الله الصالحين من مشائخ وعلماء دين وأئمة وخطباء مساجد ، وكانت كل تلك الجرائم لا يُعرف فيها إلا هويات الضحايا أما القتلة والمجرمين لا تعرف هوياتهم وكأنهم من كوكب آخر لا يُرون بالعين البشرية فكانت تُقيَّد الجرائم ضد مجهول .

     في حقيقة الأمر لم يكُن حلماً ولكن كلامي أعلاه كان سخرية لاذعة قصدت بها الوزير الطائر الذي إستلم أهم حقيبة وزارية في ظل حرب وأزمة سياسية جراء إنقلاب مليشياوي وهي وزارة حقوق الإنسان ، بإعتقادي أن الوزير الطائر محمد عسكر كان محظوظاً بإستلامه هذه الحقيبة في غفلة من الزمن ، ولو عدنا بالذاكرة قليلاً إلى الخلف سنجد أن الوزير الطائر صَدَرَ به قرار رئاسي كوزير لوزارة حقوق الإنسان بنفس اليوم الذي تم فيه إقالة عيدروس الزبيدي من منصب محافظ محافظة عدن ، وبما أن عيدروس الزبيدي من الضالع فكان لابد من تعيين ضالعي ليس بالضرورة أن يكون لمحافظة عدن ، وكان حينها منصب وزير حقوق الإنسان شاغراً وكان محمد عسكر حينها نائب وزير حقوق الإنسان فتم إختياره كونه كان جاهزاً بصفة الضلعنة أي بصفته ضالعي وليس بصفة أو بمعيار الكفاءة التي أجزم أنه لا يمتلك منها ولو 5 % .

     نعود لموضوع التكريم الذي أزعج وأغضب الكثير من أبناء اليمن والنشطاء والحقوقيين ، وأكثر من أزعجهم وأغضبهم هذا التكريم هم أبناء عدن الذين إكتووا بنار المعاناة والخوف والرعب على حياتهم ، أما ذوي الضحايا الذين إرتقت أرواحهم إلى بارئها فهم أكثر من قهرهم هذا التكريم ، فالوزير الكارثة الذي لا يعرف عن حقوق الإنسان إلا إسمها في رأيي أنه لا يمتلك من قرار هذا التكريم صفراً في المائة ، فقرار التكريم كان بأوامر من تلك القوى المتهمة بالإرهاب في عدن والتي هي من أنشأت المجلس الإنتقالي ومليشياته ، ويعرف للجميع بمن فيهم المسؤولين بالشرعية بأن هذا الوزير الكارثة على تواصل مستمر مع قيادات الإنتقالي وكما يقال رجل مع الشرعية ورجل مع الإنتقالي ، وما كان ذلك التكريم إلا رسالة واضحة وجلية للقيادة السياسية في الشرعية من قـِبـَل تلك القوى بأن وزير حقوق الإنسان التابع لكم قد أنكر إدعاءاتكم ضدنا بوجود إنتهاكات في عدن ولولا الوضع الآمن لما كان وزيركم كَرَّمَ المسؤول الأول عن الأمن في العاصمة عدن ، بالإضافه إلى أن التكريم بمثابة غسيل وتلميع ساطع لكل الجرائم التي حدثت خلال الزمن الماضي وفي فترة إدارة المسخرة شلال شائع .

     منطقياً وواقعياً لم يحدث في التاريخ أن يُكَرَّم ضابط أمن من قـِبـَل وزارة أو هيئة معنية بحقوق الإنسان في الوقت الذي لم تنتهي بعد الأحداث أو التحقيقات التي تؤكد أو تنفي تلك الشبهات الرائجة ، وما حدث في اليمن يُعَد سابقة ليس لي شخصياً الإعتراض على الأسماء أو الجهات التي كُرِّمَت إن كانت تستحق ، فأنا أعلم وغيري الكثيرون يعلمون أن الحائز على درع التكريم عليه الكثير من الشبهات فلديه من السجون والمعتقلات السرية في عدن ولم يتم التحقيق فيها ، وكان من الأحرى على الوزير الكارثة بدلاً من تكريمه يطالب المعنيين في وزارة الداخلية بالتحقيق والإستقصاء والبحث عن هذه السجون والمعتقلات السرية .

     وقبل الختام أود القول للوزير الكارثة على أي معيار إستندت لتكريم مدير أمن عدن السابق شلال شائع لاسيما بأنه ليس ثمة مناسبة للتكريم ؟ وهل أنت على علم بأنه قد أقاله وزير الداخلية أو أنك تتحدى وزير الداخلية بعدم إعترافك بقرار الإقالة ؟ وهل أنت تجهل بأنك حينما تقف أمام الله ستحاسب على كل قطرة دم سُفِكَت وكل روح أُزهِقَت في فترة إدارة شلال شائع لأمن عدن طالما وأنك كرمته ؟ .. وأخيراً لأجل إقناعي أيها الوزير الكارثة إئتني بإنجاز واحد فقط قام به هذا الداهية الذي كرمته ، ويا حبذا أن لا تذكر لي الإنجاز الوحيد الذي أعرفه ويعرفه الجميع بأنه إستطاع أن يغير أسنانه بطقم أسنان مستعار .

     وختاماً رسالتي للقيادة السياسية أقول لها : إن كان معيار الضلعنة هو من حتم عليكم تعيين هذا المخلوق الكارثة فهناك الكثير من فطاحلة الضالع هم الأجدر والأكفأ لإستلام حقيبة هذه الوزارة المهمة ، فهل يا ترى يا قيادتنا السياسية ستستجيبون لأصوات غالبية أبناء اليمن في إقالة هذا الوزير الكارثة عليكم الذي أبى أن يرفع ولو تقرير واحد لكل الإنتهاكات التي حصلت بحق أبناء عدن ، وعن المعتقلين والمختطفين والمخفيين قسراً في السجون والمعتقلات السرية وعن كل تلك الإنتهاكات والجرائم التي شابت شعورنا لسماعنا بها ؟ أرجو هذه المرة أن يُستجاب لنداء وصوت الشارع اليمني بإقالة الوزير الكارثة وزير حقوق الإنسان .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي