ما أُخِذَ بالقوة لا يُسترَد إلا بالقوة

علي هيثم الميسري
الثلاثاء ، ١٠ ديسمبر ٢٠١٩ الساعة ٠١:٠٣ صباحاً

قمة القهر أن تسمع أو تشاهد مخلوقات غريبة الأشكال والألوان واللهجات جاءت من قراها الجبلية وهي تتحدث عن أمن مدينتك التي كان ينبغي أن يكون أفراد أمنها من أبنائها ، والقهر الأكبر والأعظم أنك تعلم علم اليقين بأن هذه المخلوقات عبارة عن أدوات رخيصة إستأجرتها قوى إقليمية تسمى دويلة صهاينة العرب تنفذ أجنداتها ومشاريعها التدميرية في مدينتك وأنت فاغرٍ فاهك ، وهذا هو حال أبناء مدينة عدن الذين لا يمتلكون لا حولٍ ولا قوة في تغيير واقع مدينتهم الأليم الذي لا يسر الحبيب والعدو بقدر ما يسر حكام دويلة صهاينة العرب .

     بعد إزدياد وتيرة الإغتيالات في العاصمة عدن وصل إلى مسامعي عن الإنجاز العظيم الذي قامت به إدارة أمن عدن والحزام الأمني وجميع منسوبيها من أبناء قرية التتار الذين إحتلوا عدن بحجة تأمين أمن عدن بإعلانهم عن إحتجازهم للكثير من الدراجات النارية ، وأهابوا في الإعلان عن ضربهم بيد من حديد لمن تسول له نفسه بركوب دراجته النارية ، وهنا يستحضرني مثل مصري يقول : ماقدرش على الحمار وإتشطَّر على البردعة ، يعني لهم سنوات أُغتيل فيها الآلاف ولم يستطيعوا أن يقبضوا على فاعل واحد أو حتى التعرف على هوية الفاعل ، وجُل ما إستطاعوا فعله هو التعرف على المجني عليه وذلك من خلال حسهم الأمني الذي جاءوا به من قراهم .

     الموضوع وما فيه ياقوم هو أن الجماعة لديهم إلتزام بتنفيذ مخرجات إتفاق الرياض وبما أن كفيلهم ليس من مصلحته تنفيذ الإتفاق ، فتنفيذ الإتفاق معناه أن الكفيل سيفقد تواجده في عدن وكذلك أدواته الرخيصة لن تكون حاضرة في المشهد السياسي كمعرقلين لتطبيع الأوضاع ، أضف إلى ذلك تنفيذ مخرجات الإتفاق يعني تواجد الحكومة عن بكرة أبيها وعودة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى العاصمة عدن وكل هذا سيفضي إلى بداية تطبيع الأوضاع وعودة الدولة اليمنية ، وحينها سيتم التفرغ إلى مواجهة مليشيا الحوثي في كل الجبهات وإنهاء الإنقلاب وهذا مالا يرتضيه الكفيل الأكبر دولة إيران الفارسية ، فإن عادت الدولة اليمنية كأمر واقع فمعنى ذلك أن شقيقتنا الكبرى المملكة العربية السعودية إنتصرت على إيران وحكامها إنتصار ساحق ، وفشلها أو إطالة أمد الأزمة اليمنية يعني إنتصار دولة فارس كما حال إنتصارها في سوريا ولبنان والعراق .

     وختاماً أود التوضيح لأمر هام في رؤاي سبق وقلتها فيما يخص إتفاق الرياض بأن نهايته ستكون كنهاية إتفاق السلم والشراكة الذي إنتهى بإنقلاب مليشيا الحوثي وقبله كانت وثيقة العهد والإتفاق التي إنتهت بحرب العام 94 ، فإتفاق الرياض أهون من كل الإتفاقات السابقة وأوهنهم فخصمنا أو عدونا هو عدو خارجي يتمثل في دويلة صهاينة العرب ، ولا يظن أحدكم أن الإتفاق بين الحكومة اليمنية ومليشيا الإنتقالي والسُذَّج فقط هم من يظنون ذلك ، وليعلم الجميع بأن الإتفاق بين الحكومة اليمنية ودويلة ساحل عمان وما الإنتقالي إلا قلم بيد محرك وواجهة ينفذ تعليمات كفيله ، لذلك أقولها لكم يا قوم وقلبي يعتصر ألماً على عدن الحبيبة بأن الحرب تطرق أبوابها وكل الضحايا سيكونون يمنيين ، فطرف وطني يدافع عن بلاده وطرف آخر خائن مسترزق رخيص تحركه قوى معادية لبلده ، فلا عهد ولا ذمة لمليشيا إنقلابية ولا عهد ولا ذمة لمن يريد إحتلال بلدنا ، فما أُخِذَ بالقوة محال أن يسترد إلا بالقوة .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي