الدكتاتوريات المنقرضة ونتوءاتها في الحركة السياسية ؟

عبدالناصر العوذلي
الأحد ، ٠٦ اكتوبر ٢٠١٩ الساعة ٠٣:٠٢ مساءً

هناك العديد ممن تعلقوا وعلقوا  بإذيال الحركة السياسية على مدى سنوات النظام السابق أولئك الذين ينطلقون من نظرية الحكم الفردي والذين يرفضون  أن ينتقدهم أحد لأنهم بكل بساطة يرون أنهم أهل الرأي والحكمة والقول السديد وما عداهم  لا يمثل شيء وإذا حاولت أن تبين لهم بعض مثالبهم وإخفاقاتهم التي أضرت باالنسبج الإجتماعي وأضرت بالوطن وبالعملية السياسية ينبرون لك من كل حدب وصوب ليسفهوك ويسفهوا رأيك وينتقصوا منك ومن وعيك ويصورونك بالمنحرف الفكري  .

هكذا هم   لا  تتسع صدورهم  للنقد ولو كان نقدا بناءا" لأنهم تعودوا على تكميم الأفواه في حقبة خلت من روح الديمقراطية وها هم  يمضون على تلك خطى من اختط لهم هذا الخط  الذي ارهق  المسار السياسي وأردى  العملية السياسية وأوصلنا إلى تفكك لجميع عرى المجتمع   .

غياب الحكمة لمن تنفذوا وسيطروا على مقاليد الحكم واختزالهم لكل مكنونات البلد أوصلنا إلى الإحتقان الشعبي ومن ثم إلى  الإخفاق السياسي  الذي أوصلنا بدوره إلى التشظي والتشرذم وبروز التباينات وظهور المظلوميات للعديد من الفئات المجتمعية والمناطق المتضررة من هذه السياسة الهوجاء القائمة على الديكتاتورية والقبضة الحديدية والقمع للأفكار التحررية المطالبة بالحقوق المدنية والسياسية  .   

أعلم أن الكثير  لن يستوعبوا كلامي فهو فوق قدراتهم الذهنية وأعلى من مساحة تفكيرهم لأنهم ببساطة  سيظنوا انني أشتم رموز النظام السابق   وسيخذوا   إجراءات الرد نظرا  لفهمهم ولن يستوعبوا ما اقول وهؤلاء ومن هم  على شاكلتهم لايتعاطون مع النقد بأسلوب تحليلي والرد بما يتوافق مع ذلك  النقد بل يتخذون إجراءات القمع التي  تتوافق مع فكرهم الإقصائي والقائم على نظرية تكميم الأفواه ومحاربة الرأي الآخر بشتى  الوسائل والسبل  انطلاقا من نظرية التفرد وواحدية القول والرأي .

 و في اعتقادي هذا من ضعف الحجة أو الجهل المركب الذي يتسمون به ذلك انهم  يتغلفون بروح  القبيلة أكثر من الروح السياسية  و يتسربلون بسرابيل  العصبية القبلية بعيدا عن الفكر السياسي الذي يتسع للعديد من التباينات والإختلافات والتوجهات الفكر المنطلق من المسارات السياسية التي تقبل التعدد الفكري والحزبي خصوصا وأننا في بلد يقر التعددية الحزبية ويقر حرية  الرأي والرأي الآخر  .

كم أشفق عليهم فأنا أقول لهم  أنتم ضيقي الأفق ولا تتحلون بفكر سوي بل ربما أنتم اصبحتم  نتوءات في الحركة السياسية ومرض عضال أصاب  المسار السياسي .

لقد تم إقصائي من خمس مجموعات  تحمل إسم الرئيس السابق  نظرا لاختلافي معهم في الرأي وهذا دليل إنهم  يسيرون على خطى المؤسس  لسياسة الإقصاء والتهميش لكل من يختلفون معهم أسوة بالمؤسس الذي أقصى شركأئه في صنع الوحدة وانقلب عليهم بل وصفى العديد منهم  في مرحلة من أسوأ مراحل اليمن .

إلى أولئك اقول لهم أنتم  لستم شيء في الحركة السياسية ولم يعد لكم وجود في المسار السياسي لأنكم ببساطة حقبة سابقة أخفقت في الإدارة وأردت المجتمع وأوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم من حرب واقتتال كل هذا نتاج سياستكم الخارجة عن البرنامج الوطني والبعيدة كل البعد عن البناء السياسى الصحيح والغير قابلة للتطور والحداثة والإرتقاء والمتقوقعة في عصر الديكتاتوريات المنقرضة .

✍ عبدالناصر بن حماد العوذلي  6 أكتوبر 2019

الحجر الصحفي في زمن الحوثي